تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق ... المواطن عصام داري - ليمتد... أنا وملك الجان !!

مصدر الصورة
وكالات- أرشيف

عندما كنت صغيراً (أي فصعوناً ) كنت مشاغباً ومتعباً للأهل في البيت، وكانت أمي تنهرني بشكل دائم مع صفة لازمتني حتى ما بعد المراهقة ، تلك الصفة هي"جني" دلالة على حركاتي وفرط نشاطي!.

فيما بعد صادقت الكثير من الجن دون أن أراهم ، كانوا عادة يلعبون معي لعبة "الإخفاء"! أو "الطميمة" أو "الاستغماية" بلهجة أشقائنا في مصر، إذ يخفون عني أشيائي : القلم..الدفتر..المفاتيح..وغيرها..وبعد أن يتعبني البحث عن أشيائي أصرخ بأعلى صوتي قائلاً: يا أولاد الجن..أعيدوها لي!.

فجأة أجد ما فقدته أمام ناظري على الرغم من أني فتشت في هذا المكان أكثر من عشر مرات، المهم أنني كنت أشكر أصدقائي أولاد الجن الكرام لكنني لم يسبق أني استدعيت احدهم  أبداً!.

منذ أيام خطرت على بالي قكرة جهنمية.. لماذا لا أستدعي الجن والطلب منهم إيجاد حلول لمشاكلنا عوضاً عن تضييع وقتهم في اللعب والمزاح وعن بعد فقط؟.

لم أتأخر أبداً عن تنفيذ فكرتي المجنونة مع أنني مقتنع أن الجن أولاد الجن لن يحضروا أبداً لأن ذلك هو المستحيل عينه ، ومع ذلك اشتريت عدة أنواع من البخور والشموع من البزورية وبعض كتب الشعوذة من المسكية ودخلت إلى غرفتي وأغلقت الأبواب والنوافذ ، وأشعلت الشموع والبخور وبدأت أقرأ في كتب الشعوذة  (شمهوريش يا ابن شلشميش،ويا عفريتو ابن كركبيش احضر يا ملك الجن الأزرق..يا ملك الجن الأصفر..يا ملك الجن الأحمر..يا ملك الجن البنفسجي)..وهكذا لساعة من الزمان.

بعد تلك الساعة رأيت عملاقاً مرعباً ينتصب وسط الغرفة يهدر صوته كإعصار ويقول لي: لماذا تستدعي الجان يا أنسي يا أبن آدم؟!.

ارتبط لساني وكأنني أصبت بالفالج..لا تعالج..فنهرني قائلاً : هل أكلت البيسة لسانك..أم أن لسانك حصانك؟.

قلت له بعد أن استجمعت ما بقي عندي من شجاعة: من أنت يا رعاك الله؟ فأجابني أنا ملك الجن الأحمر جئتك نيابة عن جميع ملوك الجان، فلماذا دعوتنا للحضور إلى اجتماع طاريء.

قلت له بعد ترديد الشعار: الناس في بلدي تعبوا من الأزمات والمشاكل التي عجز أولاد الإنس والحكومة المهضومة عن حلها وقلت في نفسي: لا يحل مشاكلنا وينهي أزماتنا إلا أولاد الجن الكرام.

فقال هات أبلغني ما هي تلك المشاكل...قلت تقنين الكهربا..طوابير الخبز والبنزين والمازوت..غلاء الأسعار..انتشار الفساد..

أوقفني بإشارة من يده قائلاً: ولي (من الولولة) عليك..شو بعد في؟ .. فأجبته: لم أكمل بعد.. فقال: سأعيدك إلى أبو ريشة (نهاد قلعي) في مسرحية غربة..هل تذكر ماذا قال في عيد الكذب؟.. فقلت لم أعد أتذكر فعلاً.. فرد علي فوراً قائلاً (قال أبو ريشة..تضربو انتو وهل عيشة).. وأرعد وأزبد وطار إلى حيث جاء..ولم أعرف الأجوبة على أسئلتي وأسئلة السوريين!!.

                                    المواطن عصام داري - ليمتد

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.