تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عيد الحب ( فالنتاين ) أم مار صابان

مصدر الصورة
وكالات

إن تسليع حياتنا قد بات خارج السيطرة، حتى أن روحنا وعواطفنا باتت سلعة ،..وها قد غزتها الصين، وأقصد "عيد الحب"- عفواً على قلة ثقافتي ، أقصد "الفالنتاين"- بحيث يندر أن تمر أمام متجر في بلداننا هذه الأيام  ولا تجده ملطخاً بالحَمَار الصيني ودببتهم بأحجامها المختلفة والاكسسوارات الأخرى ،..ولذلك أعدت جزءاً من حوار مع الدكتور محمد محفّل ذكر فيه مسألة عيد الحب والمارصابان كعيد آرامي تحوّل عبر جهلنا بتاريخنا وثقافتنا إلى مجرد حلوى طيبة لا نعرف أصلها وفصلها ومعنى اسمها.

 يقول محفل :  إن عيد الحب نشأ في مملكة يمحاض (حلب) التي تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، وكان الشعب  فيها يقيم يوماً في السنة كعيد لإله الحب( مار صابان) ومار تعني السيد ، وصابان تعني الصبوة أي الحب والعشق.

*في معجم المعاني صَبٌّ : مشتاقٌ ، عاشِقٌ،..وجميعكم يعرف قصيدة وأغنية  (يا ليل الصب مت غده...) .

ويتابع أنه  وبمناسبة هذا العيد , كانت تصنع حلوى خاصة بالعيد يقدمها المحبون لمحبوبيهم، بقيت عبر التاريخ في حلب وفِي بعض مدن المشرق بالاسم نفسه، (فَرْنَسَها الفرنسيون فصارت marzipan) ونسي الناس العيد وبقيت الحلوى على اسمه .

ويصنع المرصبان من معجون اللوز المطحون والسكر وماء زهر الليمون (بالمناسبة حلب هي المدينة الوحيدة التي تصنع شراب اللوز) ، وتعد صناعته سراً  لا يبوح به الصانع، حتى كادت صناعته تختفي, وتصنع في المنازل في حلب ولبنان ودمشق وانتقلت مع الشوام الى الأندلس والمغرب.

أما مملكة يمحاض فنجد لها آثاراً في تل النيرب بحلب ، ولدينا المعاهدة الآرامية المنقوشة على حجر البازلت التي اكتشفت في قناة سجين، ونقلت إلى قرية (السفيرة) قرب حلب، ثم إلى المتحف الوطني في دمشق، وتعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

إذا كان أهل البلاد الآراميين احتفلوا بالحب ومجدّوه بالتهادي من خلال حلوى صنعوها قبل حوالي  4آلاف عام..لماذا تذهبون  إذن إلى "التحلّي" بالدببة ومشتقاتها.

افرحوا وأحبوا وتحلّوا..وكونوا ..حلوين..

و"happy "مار صابان...

 

                           غسان الشامي

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.