حدثنا عصام الهمام، بحديث الفرسان الشجعان، عما يجري في هذا الزمان من هرج ومرج وزحام، واختلاف الأسعار ما بين ليل ونهار، وكيف حط الراتب في جيبنا ثم طار!.
الرواتب والأجور صارت كالعصفور، تقترب منك لحظة ثم تدور متجهة إلى جيوب منتفخة أصحابها من التجار الكفار الذين سيرافقون أبا جهل إلى النار.
اليوم سيكون مخصصا للكبار، لمحبي اللحوم والكافيار، والفواكه الاستوائية والمحار! لكننا لن ننسى معشر المعدمين الطفرانين الجياع والرعاع!.
فأحد جياع الشعب أراد أن يتذوق اللحم الضاني ويمر في طريقة على الحلواني، فطلب من اللحام تسعيرة اللحوم والشحوم كي يشتري - إن استطاع إليه سبيلا- فاكتشف أن سعر غرام لحم الخروف 31 ألف ليرة سورية لا غير، أي أن سعر اللقمة الواحدة 310 ليرات، وسعر الكيلو يعادل أكثر من نصف راتبه في الشهر!.
أما سعر غرام الدهن الحيواني فهو ست عشرة ألف ليرة ونصف(16,50)وهو سعر يعادل مئة ضعف أسعار الذهب عندما خطب..عندها هرب بسرعة الغزال خوفاً من أن يطلب منه اللحام ثمناً لتنشقه رائحة اللحم المشوي الذي طلبه سابقاً أحد التجار أو المسؤولين عن حماية المستهلك أو أصحاب محطات البنزين أو (الأخوة الفاسدين) وربما مشاهدة اللحوم في الواجهة عليها ضريبة!.
اتجه هذا المواطن مع درجة الامتياز إلى دكان الحارة، وظن أنه يصنع شطارة، فقال للبائع النشيط ليشتري ليتر زيت، فسأله البائع أبو سعيد هل قصد زيت الزيتون البلدي أم الزيت النباتي يا عمري وحياتي؟.
فقال له بكل جرأة وشجاعة: طبعا زيت الزيتون يا ملعون، فالمثل يقول(كول زيت وناطح الحيط) فأعطني ليتراً لأذهب إلى البيت.
فأحضر له ليتر الزيت ووضعه في الكيس،وانتظر أن يخرج من جيبه النقود العريس،وعندما عرف السعر كاد يصاب بالجلطة، وتحول من نمر إلى قطة، وقال له:هل فعلاً ليتر الزيت بهذا السعر الفاحش، ومتى نتخلص من هذه الفواحش؟.
فنظر اليه بارتياب، وقال له: اذهب إلى وزارة التجارة يا حباب، وإذا كنت غير قادر على شراء الزيوت فاذهب إلى بيتك وسكر عليك الباب!.
ترك المواطن الدكان وهو تعبان وقرفان وتوجه نحو وزارة الثقافة، وطلب موعداً لإلقاء محاضرة ثقافية عن الحالة الوردية للإنسانية في ظل ارتفاع الأسعار وتحليق الفواكه والخضار و(خريف الأسرار) في الليل والنهار!.
الطريف أن الوزارة منحته إذن المحاضرة شريطة أن تكون تحت عنوان(واقع الحال لإنسان نياندرتال) ومن يريد معرفة المزيد عليه العودة إلى كتب الجغرافيا والتاريخ لمعرفة كيف مات إنسان نياندرتال منذ ما يزيد على ثلاثين ألف عام وعام، وعلى قومي السلام!.
