تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

محرم إنجه أمام فرصة تاريخية لهزيمة أردوغان

مصدر الصورة
وكالات

نسبة التأييد لأردوغان في تراجع منذ 2018 بسبب الانخفاض الكبير في سعر صرف العملة الوطنية والنسبة المرتفعة لمعدلات البطالة، ما يجعل إنجه أمام فرصة مواتية لهزمه.

البساط يسحب من تحت أقدام أردوغان

أنقرة – أعلن محرم إنجه أكبر منافسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتخابات 2018 الثلاثاء عن تشكيل حزب جديد يعتزم قيادته في الحملة المقبلة لانتخابات 2023، فيما وصف مراقبون الخطوة بالفرصة التاريخية لهزيمة أردوغان الذي يواجه تراجعا مدويا في شعبيته.

ومثّل إنجه حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وحصل على 30.64 في المئة من الأصوات وخسر أمام أردوغان الذي نال 52.6 في المئة في الانتخابات الأخيرة.

ونجح إنجه الخطيب المفوّه يومها في تشكيل قاعدة مؤيدين قوية رغم الإعلان عن الانتخابات المبكرة قبل أشهر قليلة على تنظيمها.

لكن السياسي البالغ 56 عاما اختلف مع قادة الحزب وخسر معركة قيادة الحزب اليساري أمام كمال كيليجدار أوغلو. ولم يخف إنجه طموحاته السياسية منذ أدائه القوي في 2018.

وروج لنموذجه القومي العلماني في جولة في أنحاء البلاد أطلق عليها “حركة الوطن في 1000 يوم” في 2020. وكشف عن اسم حزبه الجديد وهو “حزب الوطن” واتهم حكومة أردوغان بـ”نهب” الدولة.

وقال أمام تجمع في الهواء الطلق ضم أنصاره في أنقرة “سوف نغيّر تركيا”. وأضاف “لا يمكن الوثوق بالسلطات الحالية في تقديم حل واحد لمشكلات بلدنا”.

وتراجعت نسبة التأييد لأردوغان منذ 2018 بسبب الانخفاض الكبير في سعر صرف العملة الوطنية والنسبة المرتفعة لمعدلات البطالة، ما يجعل إنجه أمام فرصة مواتية لهزمه.

ويفتح إطلاق إنجه لحزب جديد ترتيبات جديدة في المشهد السياسي قبل انتخابات 2023، بعدما وصف أردوغان انشقاق إنجه عن حزب الشعب الجمهوري بأنه أكبر انهيار للأحزاب المعارضة.

وعلى عكس ما ذهبت إليه استنتاجات أردوغان التي وصفها مراقبون بمحاولة تسجيل نقاط سياسية، يمثل إنجه السياسي المخضرم أبرز المنافسين والأقدر على هزيمته رغم انشقاقه.

ولا يستبعد مراقبون اصطفاف عدد كبير من الناخبين من مختلف الحساسيات السياسية خلف إنجه في انتخابات 2023، بعد أن أظهرت انتخابات 2018 أنه منافس حقيقي لأردوغان.

ويرجح سياسيون أتراك أن ينكب إنجه قبل عامين على الانتخابات الرئاسية القادمة على استقطاب جزء من الأتراك المتدينين الغاضبين من سياسات أردوغان، خاصة وقد عرف عن الرجل تعهده بعدم دخول السياسة إلى المساجد والثكنات والمدارس في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، مؤكدا أنه ليس لديه تحفظ على المتدينين، وأن على الأسر تثقيف أبنائها دينيا، ولكن يجب إبعاد السياسة عن الجيش والمساجد والجامعات.

وإذا ما تمكن إنجه، وفق ما هو متوقع، من بلوغ الدور الثاني للرئاسيات القادمة كما فعل في 2018، فإن حزب الشعب الجمهوري سيكون على موعد في الاصطفاف خلفه ودعمه رغم الخلافات، فكلا الحزبين يشتركان في الهدف رغم اختلاف الطرق.

ويرى محللون أن تأسيس حزب جديد في خضم حالة الوهن التي يعيشها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، يعتبر تطورا مهما في ساحة سياسية مضطربة ومزدحمة بالأحزاب المعارضة للرئيس أردوغان.

وسينضم الحزب الوليد المنتظر إلى أحزاب أخرى ناشئة لعل أهمها حزب المستقبل لأحمد داود أغلو رئيس الوزراء التركي السابق الذي انشق عن حزب العدالة والتنمية، وأيضا حزب الديمقراطية والتقدم الذي أسسه الوزير السابق علي باباجان في نفس الفترة تقريبا.وكل هذه الأحزاب ترفع شعارا واحدا تقريبا وهو العمل على عزل الرئيس الحالي الذي يعكف حزبه وحليفه الحركة القومية على إعداد دستور جديد على المقاس يؤبّد حكم الفرد الواحد في تركيا.

ومن المتوقع على نطاق واسع قبل الانتخابات الرئاسية أن تتشكل تحالفات حزبية لتشكيل جبهة أو جبهتين لخوض الاستحقاق الرئاسي والتشريعي في مواجهة حزب العدالة والتنمية الذي يبدو أضعف بكثير مما كان عليه.

ويعمل أردوغان حاليا على ترميم التصدعات داخل حزبه وعلى تصحيح مسار العلاقات مع حلفاء بلاده بعد سنوات من الصدام مدفوعا بأجندة ومشروع أيديولوجي بعد أن وضع تركيا على حافة أزمة هي الأسوأ ماليا وسياسيا.

ولا تخرج محاولاته تلك عن سياق تعزيز نفوذه وتحصين سلطة تهتز يوما بعد آخر على وقع احتقان في الشارع آخرها احتجاجات جامعة البوسفور المستمرة منذ أكثر من شهر والمرشحة للتصاعد.

وتلتقي الأحزاب الوليدة ومن بينها حزب إنجه، في هدف معلن وهو إنقاذ تركيا وإعادتها للمسار الصحيح وتصحيح علاقاتها الخارجية ورأب التصدعات الداخلية وحماية الحقوق والحريات.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.