الفرح لا يدوم، لا بد من لحظات عابرة من الكآبة، والرتابة هي إحدى بوابات الكآبة، بمعنى أننا نعيش حالة من الرتابة، نستيقظ، نشرب قهوة الصباح، نذهب إلى أعمالنا، نعود إلى البيت، نتناول وجبة الغداء، وهكذا إلى آخر النهار، يوم روتيني يتكرر كل 24 ساعة، وهكذا نشعر بالكآبة، صحيح أنها ليست الكآبة الصعبة التي تقود إلى أحد طريقين، إما الانتحار أو الجنون، لكنها مع ذلك كآبة تكدر أحوالنا.
لكن الرتابة إحدى بوابات الكآبة، بوابات كثيرة تدخل من خلالها الكآبة إلى أرواحنا وأنفسنا وتلعب لعبتها القذرة، فندرة أو قلة المال (المصاري) بوابة إجبارية للكآبة، وأن تجبرك الظروف على التعامل اليومي مع من تسكنهم الطاقة السلبية فهي بوابة أخرى، ولن أمضي أكثر من ذلك، فالبوابات كثيرة جداً، والكاتب أو الصحفي لا يجوز له نقل حالته السلبية إلى جمهوره، بل عليه أن ينقل لهم الأحبار المفرحة.
لذلك سأحاول تجاوز كآبتي المؤقتة، وأنقل لكم أشياء مفرحة، لكن قبل ذلك سأقدم لكم وصفة مجربة لمعالجة الكآبة، فعندما أصاب بالكآبة ألجأ إلى البراد، لا يهم ماذا أتناول، هل الأطعمة أم الفواكه التي لم يشم برادي رائحتها منذ سنوات، باستثناء البطيخ.
ونظراً للظروف الراهنة وعدم توفر الطعام بشكل دائم في بيوتكم ، فأقترح عليكم إتباع إحدى الطريقتين التاليتين:
إما اقتراف جنحة بسيطة تقودك إلى السجن ،شريطة ألا يتجاوز الحكم فيها الشهر، ولمعرفة التفاصيل بإمكانك سؤال محامي الجنح وقضايا التشهير والسب والشتائم، فتدخل السجن بأمان الله فتأكل وتشرب مجانا طوال فترة إقامتك، لكنني لا أضمن نوعية الطعام الذي سيقدم لك، لأنني لم أدخل السجن منذ مدة طويلة، وبإمكانك سؤال (خريج حبوس)حديث العهد بالخروج من السجون.
والطريقة الثانية هي ادعاء المرض والدخول إلى المستشفى، لكن عليك أن تكون ممثلاً بارعاً بحيث تخدع الأطباء، وخاصة الطبيبات، وتدل على مواقع الألم في جسدك وتمثل التوجع، ويستحسن أن تقول للأطباء إنك لا تشم ولا تتذوق، وهذا كفيل بوضعك في الحجر الصحي لمدة خمسة عشر يوماً لأنهم سيستشبهون بكورونا، عندها تدخل المستشفي وستتناول الطعام مجاناً.
أما إذا كنتم تملكون المال والطعام فأنتم من الأغنياء لذا أرجوكم إرسال وجبتين يومياً إلى عنوان سأرسله لكم على الخاص، وأفضل وجبتي الإفطار والغداء، فقد قررت الاستغناء عن العشاء لتخفيف الوزن والابتعاد عن الكآبة، وصحتين وعافية!.
المواطن عصام داري - ليمتد
