تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أفغانستان.. تحديات وفرص..؟!!

مصدر الصورة
وكالات- أرشيف

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها سترسل 3 آلاف جندي إضافيين في مهمة مؤقتة لأفغانستان للمساهمة في تأمين سحب أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية من السفارة الأمريكية في كابل، بحسب وكالة رويترز للأنباء. تباً!! فبعد عشرين عاماً من الاحتلال وآلاف القتلى، ومليارات الدولارات، تنسحب "القوة العظمى" وهي تتجرّع الخيبة والفشل والهزيمة المرّة، لتعود أفغانستان إلى نقطة الصفر؛ مركزاً للتطرف والإرهاب وتهديد الجيران والعالم، وأيضاً لتشكّل فرصة لهؤلاء بسبب موقعها الجيوسياسي وطموحات الأطراف المجاورة والبعيدة التي تتقاطع في هذا البلد المنكوب منذ أكثر من أربعين عاماً؛

أفغانستان قد تكون مقراً وطريقاً لزراعة المخدرات ونقلها وتهريبها إلى أوروبا والعالم؛ أفغانستان قد تكون مركزاً لتنمية التطرف وتغذيته وانتشاره إلى بقاع العالم المتوترة والضعيفة التي يمكنه غزوها فينتشر الدمار والقتل والموت في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وحتى أوروبا(تنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" وأخواتهم) ؛ أفغانستان الحرب الأهلية شبة القادمة، يمكن أن تشكل تهديداً لجيرانها طاجاكستان وتركمانستان وروسيا وإيران والصين بسبب توجهات حركة "طالبان" التي يبدو أنها في طريقها للسيطرة على هذا البلد من جديد.

في المقابل، أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، قد تفتح أبواب التعاون الاقتصادي والسياسي وآفاقاً جديدة في المنطقة؛ طريق الحرير والحزام الصيني الواصل إلى أوروبا والشرق الأوسط حتى البحر الأبيض المتوسط؛ طريق النقل التجاري جنوب ـ شمال عبر روسيا إلى أوروبا لذي يشكّل بديلاً  موازياً لقناة السويس؛ علاقات اقتصادية وتجارية مع إيران بدلَ وبعد الوجود الأمريكي الضاغط والمربك؛ إردوغان تركيا يسيل لعابه لجلب أفغانستان الطالبانية إلى خارطة النفوذ التركي، الاقتصادي والأمني ضمن استراتيجية أوسع تشمل منطقة آسيا الوسطى؛ اللقاءات الطالبانية في مشيخة قطر حليفة إردوغان مؤشر لما يجري تحت الطاولة؛ الشركات التركية تنتظر انطلاق إعادة الإعمار في أفغانستان لتتقاسم الكعكة.

أي احتمال سيكون الأرجح؟

هل ستشكل أفغانستان بؤرة تهديد متواصلة لجيرانها والعالم؟ أم أنّ سنوات الحرب غيّرت حركة "طالبان" وعلمتها أولويات وضرورات العيش والتعاون مع الآخرين، وأنها لا يمكن ان تعيش بمعزل عن دول العالم الأخرى؟ هل يمكن الأمل بأن "طالبان" تعلمت من تجربتها وأنها ستسعى لبناء دولة حضارية جديدة تكون قادرة على التواصل "المتحضّر" مع دول العالم؟ هل إغلاق سفارة الولايات المتحدة المحتمل والمرجّح في العاصمة الأفغانية كابل على خلفية تقدم حركة "طالبان" مؤشر واضح لما هو قادم؟

أسئلة كثيرة يثيرها تقدم حركة "طالبان" في أفغانستان، ولن يكون هناك جواب عليها قبل أن تهدأ أصوات المدافع ويتوقف قصف الصواريخ الذي بدأ قبل أكثر من أربعين عاماً، وتبدأ الإجابات بالإجابة عن السؤال الأول والأساسي: ماذا تريد وكيف ستتصرف حركة "طالبان" وهل يمكن الوثوق بها وهي الخبيرة بلعبة الموت التي دفعت الغزاة الأمريكان للاستسلام..؟!!

                               بـديـع عفيـف

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.