تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

باحث أمريكي: على بايدن التعلم من درس معارضته لمهزلة تدخل الناتو في ليبيا

مصدر الصورة
وكالات

دعا الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة بوسطن جورج هين الرئيس جوزيف بايدن أن يتعلم من المغامرة الفاشلة في ليبيا. وقال في رسالة نشرتها صحيفة “فايننشال تايمز” بقسم الرسائل إلى المحرر معلقا على مقال مطول نشرته الصحيفة في التاسع من أيلول حول تداعيات الإطاحة بنظام الديكتاتور معمر القذافي  ومقتله عام 2011،  على الجيران المحيطين بليبيا. وبعد عشرة أعوام، لا تزال أفريقيا وأوروبا تدفعان ثم الغطرسة الغربية وإرسالها القوات من أجل قمع انتفاضة ثانوية كانت الحكومة الليبية قادرة للتعامل معها بنفسها. 

وحذر المسؤولون الجزائريون في حينه كلا من فرنسا وبريطانيا من تداعيات الإطاحة بالقذافي وأنها قد تؤدي إلى خلق فراغ يستغله الإرهابيون والمهربون وعصابات النهب، وهذا بالضبط ما حدث. ورغم تردده، فقد سمح الرئيس باراك أوباما بأن تجر إلى الحرب وضد الرأي الحكيم الذي عبر عنه نائبه، جوزيف بايدن والذي كان يعي حجم الخطأ في الإنجرار لمعركة في ليبيا. وكان “أسوأ خطأ” لأوباما “هو الفشل في التخطيط لليوم التالي” في ليبيا. وكأن الأسوأ من خطأ أوباما السيء هو تدخل الناتو في المقام الأول. وفي ليبيا كان هناك ظرفان ساعدا على تدهور الوضع. فالتدخل في ليبيا حظي بدعم من مجلس الأمن الدولي الذي استند في قراره على عقيدة “واجب الحماية”، ومع أن القوات كان من أجل حماية المدنيين إلا أن الناتو ركز على الإطاحة بالحكومة الليبية بدلا من ذلك، مما وسع من مجال الحرب وزاد من عدد الضحايا المدنيين. وهو ما ألقى بظلال من الشك على عقيدة “واجب الحماية” وزاد من تشكك الكثيرين أن العقيدة هذه ليست سوى غطاء للتدخل الغربي في الدول النامية.

أما الأمر الثاني، فيتعلق بما فعله القذافي منذ عام 2003 واستجابته للمطالب الغربية كي يتم رفع الحظر عنه ورضا الغرب عنه، من تفكيك برامجه النووية، واعتقد أنه حصل على صفقة. لكن رسالة الناتو  في تدخله بليبيا للقادة الأقوياء والديكتاتوريين في أفريقيا  وآسيا وأمريكا اللاتينية هي أن الصفقات مع القوى الغربية لا تساوي الحبر الذي كتبت عليها. وبعد عقد على المهزلة الليبية فلا حل هناك للأزمة التي خلقها الغرب، لكن علينا أن نتعلم الدروس الصحيحة منها. الأول هو أن هوس الغرب بتغيير الأنظمة في دول العالم النامي يزيد من تدهور الأوضاع. وعلى بايدن الذي يفهم الوضع هذا أكثر من أي شخص أن يتصرف بناء على هذا الفهم.

مصدر الخبر
القدس العربي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.