تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة هآرتس: محللان إسرائيليان: تهديدات المسؤولين الإسرائيليين لإيران غير مسؤولة

مصدر الصورة
وكالات- أرشيف

قناة كان: جهات إسرائيلية تتهم حكومة بينيت بالرضوخ للأسير أبو هواش

شن سياسيون وإعلاميون إسرائيليون، هجوماً عنيفاً على الحكومة الإسرائيلية، واتهموها بالرضوخ للفلسطينيين، وذلك على خلفية انتصار الأسير هشام أبو هواش في معركة الأمعاء الخاوية، واضطرار الحكومة للموافقة على عدم تمديد الاعتقال الإداري لـ أبو هواش.

وقال السياسي الإسرائيلي، كيتي شطريت، إن حكومة بينيت- لبيد، دمّرت الردع، وجلبت لنا العار. بينما قال عضو الكنيست، بتسلائيل سموتريتش، إن الحكومة استسلمت لما وصفه بـ"الإرهاب"، وجعلتنا جميعا رهائن.

بدوره، علّق إيلي كوهين، إن حكومة بينيت هي أول حكومة إسرائيلية فلسطينية، وهي ضعيفة وتشكل خطراً على إسرائيل. فيما قال عضو الكنيست عن حزب "الليكود" يوآف غالنت، إن كل إسرائيلي سيتذكر اليوم الذي اكتشف فيه أن حركة الجهاد الإسلامي تملي السياسة على الحكومة في إسرائيل.

من جانبه، قال الصحفي الإسرائيلي في قناة "كان" غال بيرغر، إن حركتي حمـاس والجهـاد نجحتا في فرض فكرة الربط بين غزة والضفة الغربية، وها هي حركة الجهاد، تهدد إسرائيل بالتصعيد من أجل الأسير أبو هـواش وأضاف بيرغر، أن إسرائيل تتخوف من أن إيـران النووية، ستملي شروطها على إسرائيل وتقيّد حرية عملها، لكن حتى قبل أن تصبح إيـران نووية نرى أن أذرعها في غزة تقوم بذلك فعلاً.

ورأى بيرغر، أن حمـاس والجهـاد تسعيان إلى تقييد حرية عمل إسرائيل في التصرف والقدرة على المناورة، ليس فقط تجاه غزة، وإنما أيضا في قطاعات أخرى، مثل الضفة الغربية والقدس وفي المدن العربية، واصفاً ذلك بالتطور الخطير الذي قد يزداد خطورة بمرور الوقت.

القناة السابعة: حركة إسرائيلية تطالب بوقف اللقاءات مع رئيس السلطة الفلسطينية

طالبت الحركة الأمنية الاسرائيلية التي تضم مسؤولين أمنيين سابقين ومتقاعدين، رئيس الوزراء الإسرائيلي ونائبه بوقف اللقاءات مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قائلة إن عباس مؤيد للإرهاب وينكر المحرقة وديكتاتور فاسد يكره شعبه وترتكب في أقبية سلطته جرائم مروعة ضد حقوق الإنسان.

 وقال مدير عام الحركة العميد احتياط أمير إفيفي، إن عباس ينفي وقوع المحرقة ويموّل التعليم على أساس كراهية اليهود، ويعتبر أن إسرائيل ليست شرعية، وهو عدو، ويقود الحملة العالمية لنزع الشرعية عن إسرائيل، والترويج للتحريض الوحشي ومعاداة السامية. وأشار إفيفي إلى أن احتمال استمرار وجود السلطة الفلسطينية بعد عباس ليس كبيراً.

القناة 12: جنرال احتياط إسرائيلي: ثلاث قضايا وجودية تفرض على اسرائيل اتخاذ قرارات حاسمة

قال الجنرال احتياط عاموس جلعاد، إن إسرائيل استبدلت في العقد ونصف العقد الماضيين، فترة اتخاذ قرارات تاريخية واعتماد استراتيجية سياسية واضحة، بمفهوم إدارة الصراع، كما تم استبدال قرارات شن الحروب أو إبرام اتفاقيات سلام مصيرية بعمليات عسكرية، خاصة في غزة، وتحركات عسكرية استراتيجية محدودة، أو توقيع اتفاقيات سلام مع دول المنطقة، ذات أهمية كبيرة، لكنها لا تتطلب نقاشاً معمقاً داخل إسرائيل حول المسائل الوجودية، ولا تفرض عليها تقديم تنازلات مهمة.

مع ذلك، رأى جلعاد، أن هناك ثلاث قضايا مهمة، تتطلب من القيادة في إسرائيل اتخاذ قرارات حاسمة: القضية النووية الإيرانية، والاندماج المتزايد مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومكانة حركة حماس في قطاع غزة، يضاف إليها قضية أخرى لا تشكل تهديداً، هي العلاقة مع المواطنين العرب.

واعتبر جلعاد، أن إسرائيل فضّلت في القضايا الثلاثة الأولى، أو اضطرت، على مدى عقد ونصف العقد، اتخاذ إجراءات بدلاً من اتخاذ قرارات. والنتيجة العملية لهذا النهج كانت تزايد التهديدات، فيظل حقيقة أن إيران تسير بخطى ثابتة نحو امتلاك القدرة النووية العسكرية، فيما تعمل حماس على تثبيت نفسها كقوة سياسية وعسكرية، على غرار حزب الله في الشمال، بينما ينشأ في الضفة الغربية واقع الدولة الواحدة تدريجياً.

ووصف جلعاد الوضع الحالي بأنه وقت صعب لإسرائيل، خاصة لناحية اتخاذ القرارات، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، لا يوفر الدعم لإسرائيل كي تقوم بتحركات عسكرية استراتيجية، وخاصة الهجوم على إيران. كما لا يمكن اتخاذ قرارات مصيرية تجاه الفلسطينيين، في ظل الواقع السياسي المعقد الذي يجعل من الصعب التقدم في القرارات العسكرية أو السياسية. كذلك، لم يعد بإمكان، حتى قيادة بعيدة النظر، الاعتماد على شعارات إدارة الأزمات، والشعور بأنه يمكن اللعب بعامل الوقت بسهولة. على اعتبار أن كل قضية من القضايا الثلاث تستدعي اتخاذ قرارات ذات طبيعة مختلفة، تختلف باختلاف توقيت العمل، والعواقب التي قد تنشأ في الداخل والخارج.

وتابع جلعاد، أن إسرائيل ما تزال في حالة الساعة الرملية الإيرانية، مطالبة في هذه المرحلة بتوفير فرصة لدفع تحركات دولية سياسية واقتصادية ضد إيران، بالتنسيق الوثيق مع الإدارة الأمريكية. بالتوازي مع تسريع عملية بناء القوة لاحتمال التحرك العسكري، الذي قد تكون له عواقب وخيمة على المدى القريب، بما في ذلك الاحتكاك مع الولايات المتحدة والمواجهة على الجبهة الشمالية. وفي هذه الأثناء، تقف إسرائيل في نقطة وسط، بين البديل العسكري والدخول إلى حقبة استراتيجية جديدة تكون فيها إيران على مسافة قصيرة من امتلاك القدرة النووية العسكرية، حيث لا تتوفر البدائل أمام إسرائيل.

وفيما بخص الوضع في الضفة الغربية، رأى جلعاد، أنه يعين على صنّاع القرار أن يكونوا ناضجين عقلياً، وأن يركزوا على التفكير الموجه بدلاً من التركيز على الأحداث الآنية. كما يجب أن يكون مفهوماً لهم أن السياسات الحالية التي تستند إلى تصورات السلام الاقتصادي، أو إدارة الصراع والتخفيف من حدته، يمكن أن تنتج السلام، لكنها ليست بديلاً عن حل استراتيجي، في ضوء حقيقة أن الواقع يشكل غطاءً للوصول إلى واقع الدولة الواحدة. بالتالي، يجب على راسمي السياسات، البدء في تطوير نقاش سياسي مؤثر، حول المسألة المصيرية للانفصال، بما في ذلك التعبير الإقليمي الذي سينجم عن هذه الخطوة، وما إذا كانت ستُنفذ بموافقة أو من جانب واحد.

وفيم يتعلق بقضية غزة، فإن الخيار هو بين بديل سيء وأكثر سوءاً. فالاستمرار في السياسة الحالية القائمة على تحسين الوضع المدني في قطاع غزة، يرسخ حماس كحقيقة ويسمح لها ببناء قوتها في المستقبل. في حين أن حملة عسكرية ستفتح أبواب المواجهة من جديد. 

وختم جلعاد قائلاً، إن الوقت لا يتوقف، ولا يسمح بتنحية القضايا الساخنة والعودة إليها عندما تكون ناضجاً. والقرارات التي لا تُتخذ بسرعة ستصبح قريباً بمثابة تهديدات ستفاجئ إسرائيل وهي في وضع استراتيجي غير موات، ويمكن أن تلحق بها خسائر فادحة. وهذا يستحق على الأقل نقاشا حيوياً بين الجمهور الإسرائيلي، والذي أبدى في السنوات الأخيرة عدم الاهتمام بالوضع، والهروب من الواقع، والسخرية واليأس.

صحيفة معاريف: 8 من بين كل 10 إسرائيليين يعربون عن قلقهم من تنامي معاداة السامية في العالم

أظهر استطلاع شامل أجرته حركة "الليكود العالمية"، من خلال "معهد شيلوب"، أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يرون أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لتعزيز الإحساس بالأمن في أوساط يهود العالم، لمواجهة موجة معاداة السامية، والخطاب المعادي للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أظهر الاستطلاع أن معاداة السامية ضد يهود العالم، ازدادت في السنوات الأخيرة في العالم لدرجة أن 8 من كل 10 إسرائيليين يشعرون بالقلق إزاء حالات معاداة السامية في العالم، بينما قال 7 من أصل 10، إنه يجب على إسرائيل التدخل واتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان أمن اليهود في جميع أنحاء العالم، والاستثمار في وسائل تكنولوجية للكشف والتحذير من الجهات المعادية للسامية. 

وتعقيبا على ما جاء في الاستطلاع، قال رئيس مؤتمر "الليكود العالمي" والسفير السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن معظم الإسرائيليين يعتقدون، وهم محقون في ذلك، أن بإمكان الحكومة الإسرائيلية ودول العالم، اتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة ظاهرة معاداة السامية، معتبراً أنه يجب اعتماد استراتيجية واضحة، سواء في الجانب التعليمي التوضيحي أو في التشريعات التي تتطلب معاقبة الذين يرتكبون جرائم الكراهية. وأضاف دانون، أن نتائج الاستطلاع تؤكد أن العديد من الإسرائيليين يميلون إلى التعبير عن تضامنهم مع اليهود، ويعتقدون أنه يجب منحهم تسهيلات خاصة، خصوصا الذين يرغبون بزيارة إسرائيل. 

وشدد دانون، على ضرورة تعزيز التواصل بين إسرائيل واليهود في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الجيل الثاني من الإسرائيليين، قبل فوات الأوان، معرباً عن قلقه من تنامي ظاهرة ابتعاد اليهود عن إسرائيل.

صحيفة "يسرائيل هيوم": الإمارات توقع عقداً مع شركة إسرائيلية لتزويدها بأنظمة حماية بالليزر 

كشفت مصادر إسرائيلية، إن شركة "البيت" للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وقّعت عقداً عسكرياً مع الإمارات العربية المتحدة، لشراء أنظمة حماية بالليزر تعتمد على الأشعة تحت الحمراء، بالإضافة لأنظمة الحرب الإلكترونية"LA"  ليتم تزويد الطائرات متعددة المهام في سلاح الجو الإماراتي بها، وخاصة من طراز Airbus A330 المهيأة لتزويد الوقود والنقل.

وقالت المصادر إن تنفيذ بنود العقد التي تبلغ قيمته 53 مليون دولار، سيتم على مدى خمس سنوات، حيث ستوفر شركة "البيت" نظام J-MUSIC الدفاعي، والذي يتضمن نظام إنذار جوي قائم على الأشعة تحت الحمراء، الذي سيوفر مستويات عالية من الحماية والتفوق. وأضافت، أن أنظمة Dirkam - المعروفة باسم Sky Shield، أي "حامي السماء" هي أنظمة ليزر ضد الصواريخ الأكثر تقدماً في العالم، وهو مزود بأربع كاميرات توفر تغطية بزاوية 360 درجة، ما يعزز قدرته على اكتشاف الخطر والتعامل معه في وقت قصير جداً.

موقع "والا": تباين مواقف داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية حول التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "امان" أهارون حاليفا، خلال نقاش أجراه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، إن من مصلحة إسرائيل توصل إيران والقوى العظمى إلى اتفاق في المفاوضات النووية الجارية في فيينا، مشدداً على أن ذلك أفضل لإسرائيل من فشل المحادثات وعدم التوصل إلى اتفاق. وأضاف، حاليفا، أن إحياء الاتفاق النووي أو العودة إلى الالتزام به تستوجب زيادة آليات الرقابة على تطبيق الاتفاق، مشيراً إلى أن آليات الرقابة لن يكون لها في ظل عدم وجود اتفاق.

ورأى حاليفا، أن العودة إلى الاتفاق ستمنح إسرائيل مزيداً من الوقت، وستتيح لها الاستعداد بصورة جيدة من دون أن تجد نفسها خاضعة لضغوط سيناريوهات التصعيد مع إيران. 

وخلافاً لموقف حاليفا، رفض رئيس "الموساد" دافيد برنياع، الإعراب عن دعمه للاتفاق النووي، معرباً عن اعتقاده بأنه لا يزال هناك وقت للتأثير على الولايات المتحدة فيما يتعلق ببنود الاتفاق إذا تم التوصل إليه. وقال برنياع إن الفرصة لم تفت بعد، والموضوع يستحق استثمار الوقت والجهد في الحوار مع الأميركيين حول نص الاتفاق. 

ونقل المراسل باراك رافيد عن مصادر شاركت في مناقشات "الكابينيت" قولها، إن التوجه العام الذي برز خلال اجتماع "الكابينيت"، كان اقتناع المشاركين بأنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال محادثات فيينا، فإن على إسرائيل تجنب أي مواجهة أو إبداء معارضة علنية لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في هذا الشأن.

وأشار المراسل إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، شدد خلال الاجتماع، على أن الولايات المتحدة هي أهم شريك استراتيجي لإسرائيل، وأكد على وجوب الحرص على عدم قطع العلاقات مع الإدارة الأميركية.

قناة كان: غانتس: العلاقات مع الأردن ذات أهمية استراتيجية 

أكد وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال لقائه الملك عبد الله الثاني، في العاصمة الأردنية عمان، الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الوثيقة بين إسرائيل والأردن، قائلاً إنها تسهم في أمن البلدين. وأضاف، أنه بحث مع الملك الأردني قضايا أمنية وسياسة، وشكر الملك على جهوده للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتعزيز السلام والتطبيع. ورحب غانتس بتحسن العلاقات بين إسرائيل والأردن منذ تشكيل الحكومة، معرباً عن التزامه بمواصلة تعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية والمدنية. 

وحضر اللقاء عن الجانب الإسرائيلي، رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب، زوهار فيلتي، والسكرتير العسكري، العميد ياكي دولف. 

صحيفة هآرتس: محللان إسرائيليان: تهديدات المسؤولين الإسرائيليين لإيران غير مسؤولة  

قال المحللان، أبراهام سيلع، وأورن براك، إن زعماء إسرائيل، السياسيين والأمنيين، قالوا على ما يبدو كل شيء عما يمكن أن يحدث في حال فشل المحادثات النووية التي تجري بين إيران والدول العظمى في فيينا. إذ أعلن رئيس "الموساد" دافيد برنياع، أنه لن يكون لإيران سلاح نووي في أي يوم. ولو اقتصر تعهده هذا فقط على فترة ولايته لكان هذا جيداً، لكن تصريحه الكاسح يدل على فقدان الإحساس بالمسؤولية. ومثله أيضاً رئيس الأركان، أفيف كوخافي، الذي قال إن الحسم لا يتحقق إلا بالوسائل الهجومية، وأن الجيش يدعم الهجوم ضد إيران. 

وتابع المحللان، أن التصريحات المتغطرسة، التي تفوه بها قادة إسرائيل، بدءاً من رئيس "الموساد" ورئيس الأركان، مروراً برئيس الحكومة، نفتالي بينيت، وانتهاءاً بوزير الحرب، بيني غانتس، هي مجرد وعود، وتدل على فقدان السيطرة على إحدى الأدوات الأكثر أهمية في إدارة سليمة للعلاقات الخارجية إزاء التهديدات، بمعنى أنه لا يجوز التهديد بعملية عسكرية يُعدّ خروجها إلى حيز التنفيذ، متدنياً جداً، لأسباب كثيرة ومهمة. وبدون الانشغال بمسألة ما إذا كانت إيران تنوي فعلا تطوير قدرة عسكرية نووية أو الوصول إلى حافة نووية، فإن سياستها في هذه المسألة ضبابية مثلها دول أخرى، بينها إسرائيل. لذلك، من الجائز الاعتقاد أن الانشغال الحالي لزعماء إسرائيل، على المستوى السياسي والأمني، بالخيار العسكري حصراً ضد المنشآت النووية الإيرانية، يشوبه العمى، لعدة أسباب: 

أولا: لو كان الهجوم على المنشآت الإيرانية ممكناً من الناحية التقنية، فإن نجاحه في منع إيران من تطوير سلاح نووي سيكون مؤقتاً على أكثر تقدير. أي أن إسرائيل ستقف مرة أخرى خلال سنة أو سنتين أمام مشكلة مشابهة، وسيتم طرح سؤال حول كيفية العمل مرة أخرى. ويمكن الافتراض أيضاً، أن إيران لن تجلس مكتوفة الأيدي بعد الهجوم، ويمكنها تحسين الدفاع عن منشآتها، إضافة إلى القيام بعملية انتقام مؤلمة في إسرائيل. 

ثانيا: على المدى القصير، من المتوقع أن يؤدي أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية إلى وابل من القذائف والصواريخ، من لبنان، ومن قطاع غزة ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير المستعدة لهذا السيناريو. وكما قال خبراء إسرائيليون، قد يؤدي هذا الهجوم إلى خسائر في الأرواح وتدمير البنى التحتية الحيوية بصورة غير مسبوقة. 

ثالثا: لا يجب المقارنة بين نجاح إسرائيل في تدمير المفاعلات النووية في العراق عام 1981، وفي سورية عام 2007، وبين القدرة على المس بصورة كبيرة بالمنشآت النووية الإيرانية. فحين تم قصف المفاعل النووي العراقي، كان العراق يخوض حرباً دموية مع إيران التي لم تكن نهايتها تلوح في الأفق. وحين تم قصف المفاعل في سوري، كانت هذه الدولة تُعذُّ عدوة من قبل إدارة الرئيس بوش الابن، كما شكّل الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق في حينه، تهديداً كبيراً على سورية، وهذا ما قلص بشكل كبير، خطر رد انتقامي من جانب سورية ضد إسرائيل. 

رابعا: خلافاً للعراق وسورية، فإن إيران أمة ذات ماض إمبريالي، ووعي متطور لقومية فخورة، أضافت إليها ثورة الخميني عام 1979، الاستقرار والحيوية رغم موجات الانتقاد والاحتجاج الشعبية. لذا، فإن قدراتها في تطوير قدرة تكنولوجية مستقلة ومثيرة للانطباع، واضحة جداً، بما في ذلك في المجال النووي، وإضافة لبناء قوة عسكرية حديثة، يدعمها لاعبون خارجيون، وجميعهم مسلحون ومستعدون للعمل ضد كل هدف داخل إسرائيل إذا تمت مهاجمة حليفتهم. 

خامسا: أيضا، خلافاً لسورية والعراق، تمتد إيران على مساحة كبيرة جدا تبلغ 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي ضعف مساحة تركيا وأربعة أضعاف مساحة ألمانيا. وعدد سكانها أكثر من 85 مليون نسمة. بالتالي تمنحها المساحة الكبيرة قدرة احتمال أكبر بكثير من إسرائيل التي تصغرها بكثير، بل ومحاطة أيضاً بمنظمات غير حكومية مسلحة، جزء منها حليف لإيران، وجزء ينفذ رغباتها، وقد تم تسليحهم جميعاً، استعداداً لهجوم إسرائيلي مُحتمل على إيران. 

وعلاوة على ما تقدم، يمكن إضافة عامل آخر، هو الدروس التي استخلصتها إيران من عمليات إسرائيل ضد المشروع النووي في العراق وسورية، ومن سلوك إسرائيل نفسها في القضية النووية. فمن جهة، يسهم توزيع المنشآت النووية في عدد من المواقع البعيدة عن بعضها، وإدخالها عميقاً في الأرض، وبناء دفاع مضاد للطائرات حولها، في تقليص أي ضرر سيلحق بها في حالة قصفها من قبل إسرائيل، أو حتى الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى، فإن الهدف من اتباع سياسة ضبابية في المسألة النووية، هو صد الضغط الخارجي والداخلي. 

وإذا لم يكن كل ذلك كافياً، فإن دعم المجتمع الدولي لعملية عسكرية ضد إيران، من قبل الولايات المتحدة، أو إسرائيل وحدها، إذا ما فشلت المحادثات النووية، أمر مشكوك فيه، خصوصاً عندما يدور الحديث عن عملية إسرائيلية. فالتصريحات التي صدرت عن شخصيات رفيعة في الإدارة الأمريكية في الأشهر الأخيرة تبث التزاماً ضبابياً بأسلوب العمل الأمريكي، وعدم التحمس لذلك، حتى في حالة عدم التوصل إلى اتفاق في الموضوع النووي. ويضبح الشك أكبر عندما يدور الحديث عن الاتحاد الأوروبي، هذا من دون الحديث عن معارضة روسيا والصين بصورة مطلقة لأي عملية عسكرية. 

يضاف إلى ذلك، أن القيود الاستراتيجية إزاء عملية عسكرية إسرائيلية منفردة ضد المنشآت النووية الإيرانية من جهة، وإدراك كثيرين في جهاز الأمن الإسرائيلي بأن إيران لا تشكل تهديداً وجودياً على إسرائيل من جهة أخرى، تضع علامات استفهام كثيرة على استمرار التمسك بالسياسة الإسرائيلية التي تعارض تطوير قدرات نووية في دول أخرى في المنطقة، لأن المشروع النووي الإيراني يضع أمام إسرائيل تحديات مختلفة كلياً عن تلك التي وضعها العراق وسورية. 

صحيح أن لإسرائيل مصلحة استراتيجية في ألا يكون لدى إيران سلاح نووي في المستقبل المنظور، ويجب على قادة إسرائيل القيام بكل نشاط سياسي ودبلوماسي لمنع، أو على الأقل تأخير تطوير هذا الخيار. لكن مع كل خطورة تهديد إيران، فهو ليس تهديداً وجودياً، ويجب التعامل معه بضبط النفس ومن خلال إبداء واقعية سياسية. علما أن سياسة القوة التي تبنتها حكومات إسرائيل تجاه التهديد النووي الإيراني، خاصة في عهد بنيامين نتنياهو، ومن جاءوا بعده، كانت غير مجدية، وزادت من تمترس زعماء ايران في مواقفهم والاستعداد، دفاعياً وهجومياً على حد سواء، لتهديدات إسرائيل العلنية بقصف المنشآت النووية الإيرانية. 

ويمكن القول إن القدرة النووية المنسوبة لإسرائيل، تُلزم قادتها باتباع أسلوب حذر عندما يريدون منع دول أخرى في العالم من تطوير قدرة مشابهة. وفي المحصلة، فقد حان الوقت لاستيعاب الدرس، غير المريح ولكن المطلوب، بأنه إذا أرادت إيران تطوير قدرة نووية عسكرية، فعندها ليس هناك قوة في العالم يمكن أن تمنعها من ذلك. كما يمكن الافتراض بأن ما تمكنت دول أخرى من القيام به، مثل الهند وباكستان، ستتمكن إيران من القيام به، في ضوء قدراتها العلمية والاقتصادية، وربما بفضل تصميم نظامها على ردع كل من يأملون انهيارها. وما يخصنا نحن الإسرائيليين، فإن العبرة يجب ان توضح لنا أن الحوار الذي يرتكز على العصا دون الجزرة قد يؤدي إلى نتيجة معاكسة في نهاية المطاف. 

           ترجمة: غسان محمد 

 

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.