تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خبيرة قانونية اسرائيلية: اسرائيل تحفر قبرها بيديها

مصدر الصورة
وكالات - أرشيف

صحيفة "يسرائيل هيوم": محلل اسرائيلي: الحرب في أوكرانيا بعيدة عن نهايتها وعلى اسرائيل تعلّم دروس الحرب

كتب المحلل العسكري، يوآف ليمور، أن الحرب في أوكرانيا بعيدة كل البعد عن نهايتها، ولكن هناك العديد من الدروس التي يجب على اسرائيل تعلمها، على المستويات المحلية والعالمية والعسكرية. 

وأضاف ليمور، أن مصادر المخابرات الغربية، ولا سيما الأمريكية والأوكرانية، حاولت رسم صورة مفادها أن ساحة المعركة كانت أكثر توازناً مما هي عليه في الواقع، في محاولة غير ناجحة لتقوية المقاومة الأوكرانية وإضعاف العزيمة الروسية عبر حرب معلوماتية معقدة. ففي الواقع الميداني، واضح أن الجيش الروسي يستولي على المزيد من الأراضي، ويسيطر على البلدات في جميع أنحاء أوكرانيا، ولا توجد أي إمكانية لأن يتراجع بوتين عن هذا المسار أو يستسلم للعقوبات الغربية مع مرور الوقت.

وعلى المستوى العالمي، يبدو الوضع قاتماً، في ضوء حقيقة أن العالم المتحضر يقف عارياً وعاجزاً، في حين أن فرض العقوبات وكل الإجراءات الأخرى، جاء بعد فوات الأوان، ودون أن يكون لها أي تأثير حقيقي على موسكو. كما أن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بدا وكأنه ضل طريقه على مدى العقدين الماضيين بسبب كثرة الأحداث، لكن أمامه فرصة نادرة لإعادة تشكيل نفسه واستعادة ردعه، وإذا حدث ذلك، وبمجرد أن تحقق العقوبات أهدافها، ستدفع روسيا الثمن، ليس عسكرياً، وإنما اقتصادياً.

وبخصوص الموقف الإسرائيلي من الأزمة الأوكرانية، فإن إسرائيل ترددت في موقفها، وأثار قرارها بعدم الانصياع للطلب الأمريكي بدعم إدانة روسيا في مجلس الأمن، انتقادات لا يُستهان بها لإسرائيل في الولايات المتحدة.

ورأى ليمور، أن اسرائيل بحاجة إلى إيجاد طريقة لتصحيح هذا الضرر، ليس فقط لأن الولايات المتحدة هي الصديق الأعظم والداعم الأكثر موثوقية لإسرائيل، بل لأن اسرائيل ستحتاج في مرحلة ما في المستقبل القريب، للتأكد من أن الولايات المتحدة ستكون داعمة ومتعاطفة معها عندما يحدث ذلك.

وقال ليمور، إن هناك درساً آخر يجب أن تتعلمه إسرائيل من الحرب في أوكرانيا، هو أن عليها الاعتماد على نفسها وقوتها العسكرية للدفاع عن نفسها، ولذلك يجب أن تحافظ على ضمان بقاء الجيش في أيد أمينة في المستقبل. فالجيش الإسرائيلي بحاجة لإجراء إصلاحات أعمق بكثير مما لديه، بما في ذلك تدابير الكفاءة في القوى العاملة، وإعادة التفكير في مدة الخدمة. ومع ذلك، فإن الصورة هي أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون قادراً على إظهار القوة، والتأكد من أنها ليست مجرد مواقف فارغة.

موقع "زمن اسرائيل": خبيرة قانونية اسرائيلية: اسرائيل تحفر قبرها بيديها

انتقدت الخبيرة القانونية الاسرائيلي، رينا عناتي، سلوك الجيش الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلة إنه ينتهك حقوق الفلسطينيين بذريعة حماية المستوطنين، الأمر الذي أثار انقساماً في إسرائيل، ونشوء فئة تكره الدولة والجيش الذي بات يخدم أجندة سياسية حزبية، وغير أمنية وعسكرية مهنية بحتة، وأوقع نفسه بين مؤيدي الاحتلال وخصومه في إسرائيل.

وأضافت عناتي، أن الجيش الاسرائيلي تحوّل في السنوات الأخيرة، إلى خادم لمجموعة صغيرة وخطيرة من اليهود القوميين، الذين يدافعون عن العنصرية. بالتالي، فإن مهمة الجيش هي الدفاع عن المستوطنين، والحفاظ على الاحتلال، ما جعل الوضع لا يطاق من قبل الجنود الذين يتهمون بارتكاب جرائم حرب وفق معايير محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بسبب دفاعهم عن المستوطنين.

وشددت عناتي، على أنه من الصعب إيجاد فروق جوهرية بين ما يقوم به الجيش الاسرائيلي، والمستوطنون ضد الفلسطينيين، والضحية في النهاية هم الفلسطينيون، لدرجة أنه لا يمكن إخفاء حقيقة أن الجيش الاسرائيلي يتحول رويداً رويداً إلى مُنفّذ لأجندة يمينية استيطانية دينية خاصة باليهود المتطرفين. وهذا يعيد إلى ذاكرة الإسرائيليين حصول أول اغتيال سياسي في اسرائيل، لــ يتسحاك رابين، بهدف منع التوصل إلى حل سياسي مع الفلسطينيين ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم.

وأوضحت عنات، أن الإسرائيليين سيدفعون أثمان هذه السياسة، التي تهدف إلى خدمة أهداف المستوطنين، على شكل مزيد من الدماء والخسائر البشرية والاقتصادية، مع العلم أن الأمر لم يعد يقتصر على الجيش فقط، بل إن "الدولة" عموماً باتت تسخر قوانينها وتشريعاتها لخدمة هذه الأقلية من المستوطنين.

وأضافت الخبيرة الإسرائيلية، أنه يمكن القول إن اسرائيل بالكامل باتت مُستعبدة لاحتياجات هذه المجموعة الصغيرة والمتشددة، وهذا وضع يعني بالضرورة أن إسرائيل تحفر قبرها بنفسها. ورأت الخبيرة عناتي، أن التوصيف الدقيق للصورة التي وصل إليها الجيش الاسرائيلي هي أنه أصبح جيش المستوطنين، يخدم أغراضهم، وينفذ أجندتهم، ويحاول تقديم عرض كاذب ومخادع، يذر الرمل في عيون باقي الإسرائيليين، الذين أصبحوا يلمسون بأيديهم حقيقة أن "الدولة" بأسرها تعيش تحت العبودية الكاملة للمستوطنين.

وختمت الخبيرة عناتي قائلة: إن الجيش الإسرائيلي كان يعتبر "بقرة مُقدسةً" في اسرائيل، لكن المعطيات الرسمية تشير إلى أن نسبة الصهاينة الذين يثقون بالجيش ويعتمدون عليه في حال حدوث مواجهة شاملة مع إيران وحليفاتها، تراجعت كثيراً. وحين يتحول الجيش إلى فريسة في نظر أولئك الذين كانوا يعتبرونه البقرة المُقدسة، فهذا يعني تزعزع أحد أهم أركان اسرائيل.

 

ترجمة: غسان محمد

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.