تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سمير سعيفان: النظام السوري يتخلى عن تحالفاته التاريخية

مصدر الصورة
SNS

حدد الباحث الاقتصادي سمير سعيفان ما سماه قوى ممانعة الإصلاح في سورية، وقال سعيفان الذي قدم ورقة عمل إلى مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية المنعقد في دمشق إن الإصلاح الاقتصادي بوصفته المعروفة يعني بروز قوة الرأسمالية السورية وهي العدو التاريخي لحزب البعث منذ أواسط ستينيات القرن العشرين، ورغم أن الرأسمالية السورية نمت على مائدة القطاع العام وفي شراكة مع العديد من مراكز البيروقراطية، فإن نموها يبقى يشكل خطراً مما يستدعي التدرج وإحكام السيطرة من الداخل إضافة إلى أن الإصلاح سيوجه رسالة مفادها أن النظام السوري يتخلى عن تحالفاته التاريخية "تحالف العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين بقيادة الجيش" ويتحول إلى شراكة مع الرأسمالية السورية متخلياً عن الفئات الفقيرة في الريف والمدينة أي أنه يتخلى عن جذوره الطبقية ويصعد إلى الطبقات العليا.
ورأى سعيفان هذا التوجه خطيراً، يضاف إليه التخوف من الآثار الاجتماعية لتراجع دور الدولة وتراجع الخدمات المجانية من تعليم وصحة وسلع وخدمات رخيصة تدعمها الدولة مثل الخبز والرز والسكر والشاي والزيت والكهرباء والمحروقات والنقل،
وعدّ سعيفان  الإصلاح يمس مصالح أعداد كبيرة من كوادر الدولة في الحزب والشبيبة واتحادات العمال والفلاحين والنساء الذين يتمتعون بمزايا صغيرة سيحرمون منها في حال سار الإصلاح وفق منهجيات الإصلاح المعروفة عالمياً.
وأكد سعيفان أن هؤلاء جميعاً يقفون ضد الإصلاح، مالم توجد صيغة تحافظ على مكاسبهم ودورهم الذي يخلق لهم منافع صغيرة عموماً، بينما هي كبيرة للبعض منهم، حتى أن القطاع الخاص هو الآخر يخشى الإصلاح فقد كان يتمتع بحماية قوية تضمن له أرباحاً مضمونة مما يجعله لا يرحب بسياسة الباب المفتوح التي تحضر له منافسين أقوياء من الخارج وهو لا يمتلك مهارات المنافسة ولا يتفهم متطلبات إعادة الهيكلة.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.