أكد البرلمان العربي في ختام اجتماع دورته العادية الأولى لعام 2009 ضرورة "احترام السودان ووحدة أراضيه واستقلاله ومطالبة جميع الدول تأكيد هذا الالتزام عملياً ودعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام والوفاق الوطني بين أبنائه، والرفض القاطع لقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير" مؤكدين "تضامنهم مع السودان في مواجهة أية مخططات تستهدف النيل من سيادته ووحدته واستقراره وعدم قبول الموقف المسيس للمحكمة الجنائية الدولية جراء قرار التوقيف".
وطالب البرلمانيون العرب مجلس الأمن باستخدام صلاحياته في تعليق قرار التوقيف وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتوخي الحذر الشديد في التعامل مع الأوضاع في السودان خلال المرحلة القادمة وإعطاء الأولوية لإنجاز التسوية السياسية وضرورة تفعيلها.
كما شكل البرلمان لجنة برلمانية لمتابعة الوضع في السودان واعتبار قضية دارفور بنداً
دائماً على جدول أعمال البرلمان إضافة إلى تشكيل وفد برلماني لزيارة السودان للتعبير عن
تضامنهم مع الشعب السوداني والرئيس البشير.
وأدان البرلمانيون العرب العدوان على الشعب الفلسطيني، وأوصى البرلمانيون برفع دعوة أمام محكمة العدل الدولية بشأن النواب والوزراء الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين البرلمانات الدولية والإقليمية وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي تأييد مطلب البرلمان العربي في تقديم الذين ارتكبوا مجزرة غزة إلى المحكمة الدولية.
وأكد البرلمانيون ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والتأكيد على حق الدول العربية في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية.
كما دعا البرلمانيون العرب الدول العربية إلى المسارعة في مساعدة الصومال مادياً ومعنوياً بما يمكنه من إعادة بناء مؤسساته وقواته المسلحة وقوات الشرطة البحرية للتصدي لعمليات القرصنة البحرية أمام سواحله وخليج عدن.
وبشأن الجزر الإماراتية أكد المجتمعون دعمهم حق دولة الإمارات على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.
وإدانة التصريحات الإيرانية الصادرة عن مسؤولين في الحكومة الإيرانية والتي تمس سيادة الإمارات على جزرها الثلاث ويطالبها بترجمة ما تعلنه من رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية إلى خطوات عملية ملموسة وإثبات حسن نوايا السياسية الإيرانية تجاه الدول العربية والتي من المفترض أن تبدأ بانتهاء الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث وإنهاء هذا الاحتلال والقبول بالتفاوض المباشر أو إحالة النزاع إلى محكمة العدل الدولية.
وأكد البرلمانيون أهمية حماية معالم ورموز ومرتكزات الهوية العربية الإسلامية ضد أساليب التدمير والتشويه والسرقة التي تتعرض لها، والعمل على إعداد اتفاقية عربية لحماية الآثار في الدول العربية بالتنسيق مع الجامعة العربية والمنظمات ذات الصلة.
كما أقر البرلمانيون تشكيل لجنة مصغرة من لجنة الشؤون التشريعية والقانونية للنظر في مشروع اتفاقية الوقاية من مرض الأيدز وحماية المتعايشين معه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليتم عرضه على البرلمان في دورته القادمة.
وأكد البرلمانيون ضرورة العمل على رفع المستوى المعيشي للمواطن العربي من خلال إعطاء الأولويات للاستثمارات العربية المشتركة وإفساح المجال للمزيد من الفرص للقطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة في عملية النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي سياق متصل أكد رئيس البرلمان العربي محمد الصقر ان البرلمانيين العرب يدعمون المصالحة العربية العربية ويؤيدون التقارب السوري السعودي.
وفي سياق متصل قال رئيس البرلمان العربي محم جاسم الصقر في تصريح على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني "إن البرلمانيين العرب يتمنون ان يسود الوئام والمحبة بين كافة الدول العربية واستمرار التقارب بين سوريا والسعودية" مؤكدا أن "التضامن العربي هو قوة للعرب في مواجهة تحديات إسرائيل الدولة التوسعية".
وردا على سؤال حول دور البرلمان العربي في تعزيز المصالحة العربية ولم الشمل العربي قال الصقر "إن ما يحصل هذه الايام شيء جميل جدا خصوصا التقارب السعودي السوري لان هذا التقارب يريح الأمة العربية لأهمية هاتين الدولتين".
واضاف "البرلمان العربي يدعم هذه المصالحات وسوف أسجل تأييدي لهذه المصالحات في كلمة سألقيها في القمة العربية الـ 21 المقرر عقدها في الدوحة أواخر الشهر الحالي".
وتابع الصقر "إننا كبرلمانيين عرب لا يوجد لدينا آلية لتقريب وجهات النظر على مستوى الرؤساء فهذا شيء اكبر من البرلمان العربي ولكننا نستطيع كبرلمان عربي أن نقوم بدور لتقريب وجهات النظر بين أطراف عربية عربية ليس على مستوى القادة".
وردا على سؤال حول التوقعات من القمة العربية المقبلة في الدوحة قال الصقر "إن هذه القمة يجب أن تلم الشمل العربي" مشيرا الى انه في قمة الكويت الاقتصادية والتنموية والاجتماعية كان هناك مصالحة وتبعها مبادرة سعودية للمصالحة وتبعها أيضا تعاون سوري كبير للمصالحة.
وأضاف " يجب أن تأتي قمة الدوحة لتوحد كل الأطراف ليس فقط تقارب سعودي سوري وإنما تقارب فلسطيني فلسطيني وتقارب عربي عربي وخليجي عربي حيث لازال هناك علاقات متوترة بين بعض الدول الخليجية وبعض الدول العربية ليس فقط السعودية وسوريا فهناك العلاقات القطرية المصرية يجب ان تكون جيدة وهناك علاقات بين حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) وفتح يجب ان تكون جيدة حتى داخل الوضع اللبناني يجب ان يكون هناك مصالحات فلبنان هي صورة مصغرة للوضع العربي ولذلك يجب ان يكون هناك مصالحة شاملة في لبنان
