تواجه ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، خطر خسارة نظامها الصناعي بسبب أزمة الطاقة الحادة، هذا ما حذر منه كتّاب وخبراء في المجلة "إيكونوميست" البريطانية.
وقالت المجلة في تقرير لها، إن الصناعة الألمانية اعتمدت في السنوات الأخيرة على الطاقة الرخيصة من روسيا وإمكانية تسويق منتجاتها في الأسواق الصينية، لكن ألمانيا الآن تواجه اختبارا لنظامها الصناعي في ظل العقوبات المفروضة على روسيا فضلا عن حدوث ركود للاقتصاد الصيني.
وبحسب ما نقله صحفيو المجلة عن رئيس اتحاد الصناعة الألماني، فإن الإنتاج الصناعي في ألمانيا يواجه خطر الزوال. وأفادت "الإيكونوميست" بأن الوضع يبدو "ساما" (خطرا) للعديد من الشركات، ومن خلال (انقطاع) سلاسل التوريد العالمية يمكن أن ينتقل هذا "السم" إلى بقية العالم الصناعي، الذي يعتمد بشكل كبير على المصنعين الألمان.
وأشارت المجلة إلى أن أكبر مشكلة تواجه الصناعة الألمانية هي ارتفاع تكلفة الطاقة، إذ صعد سعر الكهرباء للعام المقبل بواقع 15 مرة أما سعر الغاز فقد نما بنحو 10 أضعاف.
وتحدثت المجلة عن أن الشركات الصغيرة تضررت بشدة من أزمة الطاقة، إذ ما يقرب من ربع الشركات التي يعمل بها أقل من 1000 شخص في ألمانيا قد ألغت أو رفضت طلبات إنتاج.
وتواجه الدول الغربية ارتفاعا في أسعار الطاقة وصعود معدلات التضخم بسبب فرض عقوبات على موسكو وانتهاج سياسة التخلي عن الوقود الروسي. وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود، وفي المقام الأول الغاز فقدت الصناعة في أوروبا إلى حد كبير مزاياها التنافسية والتي أثرت أيضا على قطاعات أخرى من الاقتصاد.
