تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الولايات المتحدة تدخل أسبوعا انتخابيا حاسما لمستقبل بايدن

مصدر الصورة
وكالات

حزب الرئيس غالبا ما يجد نفسه تحت مقصلة تصويت عقابي من الناخبين.

اشتد التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين استعدادا لانتخابات منتصف الولاية في الثامن من نوفمبر الجاري، إذ سيوجّه فقدان الديمقراطيين للغالبية في الكونغرس ضربة قوية للرئيس جو بايدن، الذي يؤكد عزمه على الترشح لولاية رئاسية ثانية في 2024، ويلقى منافسة شرسة من الرئيس السابق دونالد ترامب.

واشنطن - دخلت الولايات المتحدة الثلاثاء أسبوعا انتخابيا حاسما لمستقبل الرئيس جو بايدن، يأمل الديمقراطيون بأن يتمكّنوا في ختامه من كسر “موجة حمراء” موعودة من قبل خصومهم الجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية.

وبعد حملة طاحنة تمحورت حول التضخم، تتزايد ثقة الجمهوريين المعروفين تقليديا باللون الأحمر، بقدرتهم على حرمان الرئيس الديمقراطي وحزبه الأزرق من غالبيته البرلمانية، في الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر الجاري.

وخلال هذه الانتخابات التي تأتي في منتصف ولاية الأعوام الأربعة لبايدن في البيت الأبيض، يدعى الناخبون الأميركيون إلى تجديد كامل مقاعد مجلس النواب (435)، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ المؤلف من 100.

وتوجه زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي إلى الناخبين بالقول “إذا تعبتم من التضخم المتصاعد، من دفع أكثر مما يجب لشراء الوقود، إذا ضقتم ذرعا بأن حدودنا مفتوحة وأن نسبة الجريمة تشهد زيادة مطردة، الجمهوريون قطعوا عهدا حيالكم”.

وتقليدا، تعد الانتخابات التي تجرى بعد انقضاء عامين من الولاية الرئاسية، بمثابة استفتاء على سياسات سيد البيت الأبيض، وغالبا ما يجد حزب الرئيس نفسه تحت مقصلة تصويت عقابي من الناخبين.

وسعى بايدن خلال الفترة الماضية إلى إقناع الأميركيين بأن هذه الانتخابات تضعهم أمام “خيار” بشأن عناوين أساسية، مثل مصير الحق في الإجهاض وزواج المثليين، وغيرها من المواضيع التي وعد بتشريعها بالاتكال على غالبية مؤيدة له في الكونغرس.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ بايدن المتهم بانفصاله عن الأولوية بالنسبة للناخبين، أي التضخم، بالمشاركة ميدانيا في الحملة الانتخابية للديمقراطيين، مؤكدا لمناصريهم أن الجمهوريين هم الذين سيضعفون الاقتصاد.

وكرر الرئيس الذي سيتم عامه الثمانين خلال الشهر الحالي، موقفه هذا في لقاء انتخابي في فلوريدا الثلاثاء، إلا أن بايدن يعاني لإقناع الأميركيين برأيه.

ووفق استطلاعات أجريت في الآونة الأخيرة، تتمتع المعارضة الجمهورية بحظوظ كبيرة لانتزاع الغالبية في مجلس النواب، في حين يبقى مصير مجلس الشيوخ غير واضح.

وسيوجّه فقدان الغالبية في الكونغرس ضربة قوية لبايدن، الذي يؤكد “عزمه” على الترشح لولاية رئاسية ثانية في 2024.

وفي مؤشر على التفاؤل السائد في أوساطهم قبل الانتخابات، لا يخفي الجمهوريون أنهم يضعون نصب أعينهم انتزاع مقاعد كانت تقليديا حكرا على الديمقراطيين. ويكرر المرشحون الجمهوريون القول لمناصريهم “لا موجة حمراء بدونكم”، وذلك من أجل تحفيز قواعدهم على الاقتراع بكثافة.

وفي حملة انتخابية تخللها إنفاق مئات الملايين من الدولارات عليها، ستتركز معركة السيطرة على الكونغرس في عدد من الولايات المفتاحية.

ويرجح أن تعطي نتائج ولاية بنسلفانيا الكلمة الفصل في ميل دفّة مجلس الشيوخ، إذ يتنافس على الفوز بمقعد فيها العمدة السابق الديمقراطي جون فيترمان، مع الجرّاح الثري محمد أوز المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب.

الجمهوريون يتمتعون بحظوظ لانتزاع الغالبية في مجلس النواب، لكن مصير مجلس الشيوخ غير واضح

وفي مؤشر على حدة التنافس وأهمية نتيجة الولاية، ستكون بنسلفانيا هذا الأسبوع محطة انتخابية لثلاثة رؤساء: الحالي بايدن والأسبق باراك أوباما عن الديمقراطيين، والسابق ترامب عن الجمهوريين.

وكما في انتخابات منتصف الولاية لعام 2020، يتوقع أن تساهم ولاية جورجيا بشكل أساسي في ترجيح كفة طرف على آخر.

ويسعى الديمقراطي رافايل وارنوك، أول سيناتور أسود ينال مقعدا عن هذه الولاية التي عرفت بماضيها من التمييز العنصري، إلى الفوز بدورة انتخابية ثانية، وهذه المرة في مواجهة هرشيل ووكر، وهو رياضي سابق أسود يحظى بدعم ترامب.

ووضع ترامب ثقله في هذه المعركة الانتخابية، ودعم مرشحين من خلفيات غير متوقعة ومتنوعة، يجمعهم ولاؤهم المطلق له.

ولا يخفي الملياردير المثير للجدل الذي تولى الرئاسة بين 2017 و2021، ميله إلى الترشح مجددا في 2024، فيما قد يؤدي إلى تكرار معركة بينه وبين بايدن انتهت لصالح الأخير في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وفي مؤشر على فرط الثقة التي يتمتعون بها مع اقتراب تاريخ الثامن من نوفمبر، يؤكد مناصرو ترامب أن انتخابات 2022 لن تشهد فقط “موجة حمراء”، بل ستكون على موعد مع “تسونامي”.

وفي غضون ثلاث سنوات، تضخمت ديون الولايات المتحدة بنسبة 36 في المئة، أي أكثر من 8000 مليار دولار، متأثرة بسلسلة من خطط دعم الاقتصاد، بدأها دونالد ترامب ثم استمرت في عهد جو بايدن، لمواجهة أزمة كوفيد – 19.

وقال جاك أبلين من “كريسيت كابيتال”، “نرى توترات بين السياسة النقدية وسياسة الميزانية في بلدان عديدة”، مشيرا بشكل خاص إلى الارتباك التاريخي الذي تسبب في أزمة سياسية كبيرة في المملكة المتحدة.

وستؤدي استعادة المعارضة أحد مجلسي الكونغرس على الأقل إلى تعايش و”جمود في واشنطن ما يميل إلى أن لا يكون سيئا للأسواق، لأنه يعني بقاء الوضع الراهن”، سياسيا، وفق الخبير الاقتصادي كارل ريكادونا من “بي.أن.بي باريبا. وقال “لن يكون هناك المزيد من المبادرات الكبرى”.

وفي المقابل، يأمل الجمهوريون في عدم الوصول إلى حالة شلل. وكان الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي أعلن في وقت سابق أن حزبه سيسعى إلى خفض الميزانية إذا استعاد السيطرة على الكونغرس.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.