كشف وزير الخارجية الفرنسي برنانر كوشنير عن زيارة يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما القيام بها إلى سورية الأمر الذي اعتبره وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة حقيقية عن التغيير في نهج الإدارة الأمريكية.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع كوشنير في دمشق "إذا صح ما تناقلته وسائل الإعلام فهذا شيء مشجع ويعطي الرسالة الحقيقية عن التغيير في نهج الادارة الامريكية".
وأضاف" نرحب بمثل هذه الزيارة إذا صح العزم على القيام بها" لافتا إلى أن "الدبلوماسية الحديثة تقوم على الحوار فكيف إذا جاء بين القادة.. بالطبع سيسهم في أمن واستقرار المنطقة".
وأكد المعلم أن "سورية لن تحضر أي مؤتمر دولي اذا لم يجر الإعداد له جيدا بمعنى أن تقبل إسرائيل قرارات مجلس الأمن ومبدأ الانسحاب من الأراضي العربية حتى حدود الرابع من حزيران عام 67 مقابل السلام وأن نعرف الهدف من هذا المؤتمر" محذرا من أن " فشل أي مؤتمر دولي في دفع عملية السلام سيكون خطيرا على استقرار المنطقة"
وشدد المعلم على أنه " بدون انسحاب كامل من الجولان إلى خط الرابع من حزيران لن يسود السلام ولا الأمن في هذه المنطقة".
وردا على سؤال حول تغير لهجات بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه سورية قال الوزير المعلم" قلب سورية كبير ومن يخطو باتجاه سورية خطوة نخطو باتجاهه خطوة".
وأضاف " نعتقد أن بعض القيادات اللبنانية بدأت تستوعب حقائق التاريخ والجغرافية والروابط الانسانية القائمة بين سورية ولبنان، ونحن نرحب بذلك وندعو إلى زيادة عمق الفهم لهذه الحقائق".
وردا على سؤال حول ان كانت المصالحة السعودية السورية ستتم خلال زيارة العاهل السعودي إلى دمشق قال " ليس هناك مصالحة سورية سعودية، هناك علاقات طيبة بين سورية والسعودية.. هناك تبادل للزيارات على ارفع المستويات تجري بين البلدين" مشيرا إلى أن "آخرها كانت زيارة الأمير عبد العزيز بن عبد الله ووزير الاعلام عبد العزيز الخوجة".
واضاف " رحبنا بزيارة جلالة الملك إلى دمشق وسيتم تحديد الموعد بالطرق الدبلوماسية لاحقاً".
وكان المعلم وصف في بداية المؤتمر اللقاء الذي عقده كوشنير مع الرئيس الأسد بالبناء موضحاً أنه " جرى خلاله البحث في الاوضاع الاقليمية الراهنة مشيرا إلى أنه جرى التعبير عن الارتياح للحوار الجاري في لبنان لتشكيل حكومة وفاق وطني".
واضاف أن " البحث تناول أيضا ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي والاوضاع الراهنة لعملية السلام" لافتا إلى أن "الجانب السوري أكد أنه لا وجود لشريك اسرائيلي لانطلاق عملية السلام".
وتابع" جرى التأكيد على ضرورة وقف الاسيتطان بكل اشكاله ورفع الحصار عن قطاع غزة وتحقيق المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين".
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي كوشنير:" شددنا على ضرورة التوصل إلى حل شامل لعملية السلام".
وأضاف "موقف فرنسا معروف، لكي يتم تأمين امن اسرائيل لابد من خلق دولة فلسطينية " لافتا إلى وجود تطور إيجابي متمثل بالموقف الامريكي تجاه هذه القضية وقال ربما قرر الرئيس اوباما اليوم القيام بزيارة إلى سورية ".
وفي رده على سؤال حول ما تناولته تقارير إعلامية حول إعطاء الرئيس أوباما مهلة لإسرائيل من ثلاثة إلى ستة أشهر لإيقاف المستوطنات قال كوشنير ": هناك فكرة أن تكون هناك مهلة تتراوح بين ثلاثة وستة اشهر ولكنها تبقى فكرة وليس مهلة محددة، وهذا ما دفع نتنياهو الى الحديث عن دولة فلسطينية"
وبالنسبة للبنان قال" المشاعر المشتركة فيما بيننا أن نترك للبنانيين تشكيل حكومتهم" موضحا أن على كل المكونات ان تتفق فيما بينها وتتعاون مع الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة الجديدة سعد".
وفي رده على سؤال حول الوقت الذي يمكن أن يتم فيه تشكيل حكومة لبنانية قال كوشنير "أنا لست لبنانيا، إن فرنسا بلد صديق للبنان ولكل اللبنانيين.. نحن نأمل أن تجري بأسرع وقت ممكن ولكن ليس لنا أن نحدد متى وكيف وأن نعطي أرقاماً ، ربما ايام.. اسابيع.. اشهر ولكن بإمكاني أن اشهد بأن هناك عقلية جديدة في لبنان وهي تقوم على تشكيل جكومة في أسرع وقت ممكن".
وبالنسبة للموقف من ايران أكد الوزير الفرنسي "لسنا على اتفاق كامل (مع سورية) بالنسبة للتحليل حول معالجة الملف الايراني، لكن من المفيد ان نستمع الى وجهة نظر الرئيس الاسد".
وفي رده على سؤال حول أسباب الاختلاف بين أقطاب الحكومة الاسرائيلية قال كوشنير "إن انشاء دولة فلسطينية أمر لا يقبل المناقشة ووجود اسرائيل لا يقبل المناقشة وهذا يعني إيقاف المستوطنات وفك الحصار وأموراً اخرى ولكن الهدف اقامة دولة فلسطينية".
واضاف "الحكومة الاسرائيلية تتضمن مكونات من احزاب مختلفة وكل حزب له موقف مختلف عن الآخر حول هذه القضايا وموقف باراك مختلف جدا عن موقف ليبرمان ".
وتابع كوشنير "رئيس الوزراء الاسرائيلي عبر عن موقف يقوم على قبول مبدأ انشاء الدولة الفلسطينية وهذا يشكل تقدماً بسيطاً وهذا ما عبرنا عنه" وقال"مازلنا بعيدين عن الموقف الفرنسي الذي ليس بعيدا عن الموقف الامريكي، هناك طريق للسلام يجب أن نجتازه وعلينا أن نجتازه جميعا معا".
