تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرئيس الأسد يحسم: هذه خياراتنا

مصدر الصورة
وكالات

كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية:

رَسّم الرئيس بشار الأسد، عبر إطلالتَين إعلاميتَين رافقتا زيارته إلى روسيا، معالم سياسة بلاده للمرحلة المقبلة، وفي مقدّم ملفّاتها العلاقات مع تركيا، التي لم تتحقّق رغبتها في عقْد اجتماع على مستوى نوّاب وزراء الخارجية مع سورية وروسيا وإيران، بعدما تَأجّل اللقاء إلى وقت غير معلوم. بدا الأسد جازماً في اشتراطه، من أجل رفْع مستوى التواصل مع أنقرة، وضْع جدول زمني واضح لسحب الأخيرة قوّاتها من الأراضي السورية، و«إذا كان موضوع الانسحاب من سورية سيحقّق لأردوغان الفوز في الانتخابات فليست لدينا مشكلة»، لكن «أولويتنا هي للانسحاب واستعادة السيادة» كما قال. أمّا السعودية، فقد بدت لهجته دافئةً حيالها، منبئةً بإمكانية أن تشهد علاقات البلدَين، في الفترة المقبلة، تطوّرات «طيّبة»، خصوصاً مع انخفاض مستوى التوتّر السعودي - الإيراني. وإذ جدّد الدعوة إلى خروج القوّات الأميركية من سورية، فهو رحّب في المقابل بمزيد من التواجد العسكري الروسي على أراضي بلاده، متحدّثاً عن نحو 40 مشروعاً مشتركاً يتمّ العمل عليها في الوقت الحالي، وسيُعلَن عنها بشكل تدريجي..!!!

أبعاد زيارة الأسد إلى موسكو

وكتبت افتتاحية الخليج الإماراتية:

من الواضح أن الزيارة التي قام بها الرئيس الأسد إلى موسكو قبل يومين، واجتماعه بالرئيس بوتين، تحمل هذه المرة الكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية التي لها علاقة بالوضع السوري الداخلي، والوضعين الإقليمي والدولي، وهي بالتالي تدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، خصوصاً أنها تمت بدعوة رسمية من الرئيس الروسي، وبمشاركة وفد سوري ضم خمسة وزراء، بينهم وزيرا الدفاع والداخلية.

اللقاء بين الرئيسين هو الأول منذ اندلاع الحرب الأوكرانية قبل أكثر من سنة، ويأتي قبيل الاجتماع الرباعي الذي تحتضنه موسكو بين نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسورية، لمناقشة سبل تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة. كذلك تأتي الزيارة بالتزامن مع تغيرات سياسية، إقليمية وعربية في التعاطي مع دمشق.

في البعد الاقتصادي للزيارة تم التركيز على نقاط محددة، وتحديداً على المشاريع الاستثمارية التي يصل عددها إلى 40 مشروعاً، تتناول الطاقة والكهرباء والنفط والنقل والإسكان والصناعة، على أن يتم توقيعها لاحقاً.

وفي البعد الأمني والعسكري، طرح الوفد السوري إمكانية الحصول على أسلحة جديدة ومن بينها صواريخ «إس 400»، لمواجهة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المطارات والمرافق السورية الأخرى، ولم تتسرب أية معلومات عن مدى تجاوب الجانب الروسي مع هذا الطلب، لكن في إطار تطوير التعاون العسكري، فإن وجهة النظر السورية، وفقاً للرئيس الأسد، ترى أن القواعد العسكرية الروسية الموجودة على الأراضي السورية (قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وقواعد أخرى ثانوية في الشرق السوري)، لا ترتبط فقط بمحاربة الإرهاب «فوجود روسيا في سورية له أهمية مرتبطة بتوازن القوى في العالم كدولة موجودة على البحر المتوسط».

وفي حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، كشف الأسد عن احتمال توسيع الوجود العسكري الروسي في بلاده بالقول: «نعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سورية شيء جيد، وقد يكون ضرورياً في المستقبل». وهذا يعني انتقال التعاون العسكري بين البلدين إلى مرحلة تعاون استراتيجي في أطار الصراع القائم بين روسيا والولايات المتحدة، خصوصاً أن سورية ترى في الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها، إضافة إلى ما تتعرض له من ضغوط وحصار من جانب واشنطن والدول الغربية، ما يستدعي وجود توازن قوى على الأراضي السورية.

أما بالنسبة لتطبيع العلاقات مع تركيا، فإن روسيا تلعب بلا شك دوراً مهماً في تجسير العلاقات بين دمشق وأنقرة، ولا تجد سورية ضيراً في مواصلة المحاولة، في إطار ضمان وحدة سورية وسيادتها على أراضيها، وذلك يتطلب وفقاً لوجهة النظر السورية، وضع جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، ووقف تقديم الدعم للجماعات المسلحة الموالية لتركيا في منطقة إدلب. أما مسألة اللقاء بين الأسد والرئيس التركي أردوغان، فيربطها الرئيس السوري «بالوصول إلى مرحلة تكون فيها تركيا جاهزة بشكل واضح، ومن دون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه فبل الحرب في سورية».

مصدر الخبر
SNS/الأخبار/ الخليج

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.