في ظل حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأمريكي، بدأ المستثمرون في تنويع محافظهم الاستثمارية، وتحويل جزء من أموالهم إلى أصول في أوروبا والصين، فما مدى أهمية هذا الاتجاه؟
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن المستثمرين قاموا بسحب 34 مليار دولار من صناديق الأسهم الأمريكية هذا العام 2023، وفي الوقت نفسه اتجهت 10 مليارات دولار إلى صناديق الأسهم الأوروبية، في حين بلغت التدفقات إلى الصناديق الآسيوية نحو 16 مليار دولار.
من السهل تفسير هذا الاتجاه، ففي نهاية العام الماضي انخفضت المؤشرات الأمريكية أكثر من المؤشرات الأوروبية، كما أن نزوح رؤوس الأموال من السوق الأمريكية يرتبط بالأزمة المصرفية في الولايات المتحدة والزيادة المستمرة في سعر الفائدة الرئيسي من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، التي وصلت بالفعل إلى خمسة في المائة ما يزيد من احتمال حدوث ركود اقتصادي.
يتم تشديد السياسة النقدية من قبل معظم البلدان، لكن تداعيات هذه الخطوة مختلفة، فمثلا انخفضت شركات التكنولوجيا، التي تراهن عليها الولايات المتحدة، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة أكثر من الشركات في قطاعي المال والسلع، اللذين يركزان على أوروبا.
وفي أوروبا ارتفع المؤشر Stoxx 600 لأربعة أرباع متتالية وتفوق على مؤشر S&P 500 الأمريكي طوال العام، ويعد هذا أفضل أداء للمؤشر الأوروبي منذ العام 2008.
أما الاهتمام بالأسهم المالية الآسيوية فهو مرتبط بتوقعات التعافي السريع للاقتصاد الصيني بعد الخروج من الحجر الصحي. وقال المحلل سيرغي سوفيروف إن "الصين ودولا آسيوية أخرى أصبحت الآن نقطة جذب للمستثمرين، وفقا للتقديرات الرسمية، فإن الاقتصاد الصيني سينمو بنسبة 5% هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأسهم الجذابة في السوق المالية الصينية".
بينما يتوقع أن تنمو الولايات المتحدة بنسبة 1% فقط أو حتى تدخل في حالة ركود في السيناريو السلبي.
من جهتها ترى الخبيرة الاقتصادية ناتاليا ماليخ أن فارق سعر الفائدة يعمل في صالح الصين، حيث يحافظ المنظم الصيني على أسعار الفائدة الرئيسية عند مستويات منخفضة على عكس الولايات المتحدة.
