تخطط طيران الإمارات للتقدم لشراء المزيد من الطائرات خلال الأشهر القليلة المقبلة، في ظل عودة انتعاش الطلب على رحلات السفر الطويلة، تزامنا مع طموح الشركة لتأمين فترات التسليم.

وتقترب الشركة، التي تعتبر الأكبر في القطاع من حيث الأسطول، من شراء ما يتراوح بين 100 و150 طائرة، فيما تستعد لتستبدل أسطولها من طائرات أيرباص أي 380 المقرر الاستغناء عنه مطلع العقد المقبل.

وقال تيم كلارك رئيس الشركة الثلاثاء على هامش الاجتماع العامّ السنوي لاتحاد النقل الجوي الدولي المقام في إسطنبول “ربما نطلب المزيد من أيرباص أي 350 وبوينغ 777 إكس أو 787″، في إطار مساعي الاستعداد للطلب المتوقع خلال العقد القادم.

وقال خلال مؤتمر صحفي “نتطلع إلى المزيد من طائرات أي 350 وبوينغ 777 – 9 وربما 787”.

وفي البداية رفض الكشف عن عدد الطائرات التي تجري دراسة إضافتها. واكتفى بالقول “كل ما سأقوله هو إننا نتطلع لشراء عدد من الطائرات الإضافية”، لكنه عاد وصرح لوكالة بلومبرغ بالرقم المحتمل للطلبية.

والطائرات بوينغ 777 إكس هي عائلة مخطط لها من طائرتين كبيرتين كل منهما بمحركين إحداهما طراز 777 – 9 سعة 400 مقعد والأصغر طراز 777 – 8.

وتأخر دخول هذه الطائرات إلى الخدمة لعدة سنوات وسط مشكلات تتعلق بالتصاريح وتطوير المحركات.

وخفضت طيران الإمارات حجم طلبية لشراء 150 طائرة 777 إكس إلى 126 طائرة كجزء من صفقة طلبت فيها الشركة 30 طائرة 787 دريملاينر في عام 2019.

وقال كلارك إن “الثقة ربما زادت قليلا” في قدرة بوينغ على إطلاق الطائرات الجديدة، مضيفا أنه يتوقع “استلام أول طائرة في الربع الأخير من 2025”.

وستسعى شركة الطيران لتسلُّم الطائرات ابتداءً من 2027 حتى 2033، مع خروج طائرات أي 380 من الخدمة في 2032.

وربما تصدر طلبات الشراء الأسبوع المقبل، ويمكن أن يحدث ذلك خلال معرض دبي للطيران، وفق كلارك الذي أشار إلى أن الطلب على الطيران هو الأقوى منذ فترة طويلة، مع احتمال حدوث بعض “التباطؤ” في منتصف العام المقبل بالشرق الأوسط.

وبنت حكومة دبي طيران الإمارات لتصبح أكبر شركة طيران للمسافات الطويلة في العالم، إذ تقود أسطولا يضمّ أكثر من 100 طائرة أيرباص أي 380 تستخدم الإمارة مركزا عالميا.

ولدى الشركة بالفعل 50 طائرة أي 350 و117 من 777 إكس و30 طراز 787-9 إس تحت الطلب. وإجمالاً، لديها أسطول يضمّ أكثر من 260 طائرة، بما في ذلك نحو 115 طائرة من طراز أي 380.

100

طائرة من نوع أيرباص أي 380 وضعت طيران الإمارات كأكبر شركة طيران للمسافات الطويلة في العالم

وسجلت مجموعة الإمارات الشهر الماضي أرباحا قياسية للسنة المالية 2022 – 2023 بلغت 3 مليارات دولار، وأعلنت “التعافي تماما” من تداعيات الوباء.

وقال كلارك “الطلب على خدماتنا لا يزال يفوق قدرتنا على الوصول إلى السعة المناسبة”. وأضاف “تجاوزت نتائج الشهرين الأولين من هذا العام بالفعل ما سجلناه العام الماضي”.

وأوضح أن الدرجة الأولى لا تزال “شديدة الأهمية لنا”، مضيفا أن طيران الإمارات “ستمتلك درجة أولى في جميع أسطولها الجديد باستثناء طائرات أي 350”.

وتشهد بوينغ وأيرباص ارتفاعا كبيرا في الطلب على الطائرات، إذ قدّمت شركات من طيران الهند إلى شركة طيران الرياض الجديدة طلبات كبيرة، مع اهتمام الخطوط التركية بطلب المئات من الطائرات الجديدة.

ويقول خبراء القطاع إن كل هذا يشكّل ضغطا على شركات الطيران الأخرى للشراء، لكن ينقص الإنتاج لكل من الطائرات ذات البدن العريض والضيق خلال بقية العقد.

ويواجه المصنعون أيضا انتقادات بسبب المبالغة في الوعود وعدم التسليم. وتنتظر طيران الإمارات منذ أكثر من خمس سنوات طائرة بوينغ 777 إكس، على سبيل المثال.

وقال كلارك منذ فترة طويلة إن “على صانعي الطائرات أن يتحملوا نصيباً من المسؤولية، ليس فقط إلقاء اللوم على سلاسل التوريد للتأخيرات التي تكشّفت”، والتي أكد مسؤولون تنفيذيون في الشركة الإماراتية أنها قد تستمر لسنوات.