تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أمريكا والصين.. إدارة الخلافات

مصدر الصورة
عن الانترنيت

في زيارته الأخيرة إلى الصين التي استغرقت يومين، بدا أن وزير الحارحية الأمريكي أنتوني بلينكن استطاع تدوير الزوايا مع الصين بالنسبة للعديد من الملفات العالقة بين البلدين، وتجميد الخلافات حول تايون، وفي مجالات التجارة والتكنولوجيا، لكن من دون التراجع عن الثوابت السياسية لكلا البلدين.

وفقاً للمعلومات الخاصة بلقاء الوزير الأمريكي مع نظيره الصيني تشين جانغ الذي استمر ثلاث ساعات، ومع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، ومع الزعيم الصيني شي جين بينغ الذي استغرق خمسة وثلاثين دقيقة، كان هدف الحوار هو وقف الإنزلاق نحو صراع لا يريده الطرفان، والاتفاق على قواعد لإدارة الخلافات بينهما على أساس التنافس وليس الصراع، وذلك من خلال تزخيم العمل الدبلوماسي والمحافظة على خطوط الاتصال مفتوحة بشأن مجموعة من القضايا الخلافية بهدف تخفيف مخاطر سوء الفهم والتقدير من جانب الطرفين.

يدرك الطرفان أن تنافسهما ينطوي على مخاطر كبيرة، لذلك تأتي زيارة بلينكن لوقف التدهور السريع في العلاقات، والسعي لتحقيق حالة من الاستقرار بينهما.

الزعيم الصيني تحدث بعد الاجتماع عن«إحراز تقدم» والتوصل إلى «أرضيات تفاهم بشأن قضايا محددة» بين البلدين، من دون الإفصاح عنها، كما شدد على ضرورة أن تستند العلاقات بين الدول «على الاحترام المتبادل والصدق»، وأشار إلى أن الجانبين «اتفقا على متابعة التفاهمات المشتركة التي توصلا إليها مع الرئيس بايدن في قمة بالي» بإندونيسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي تنص على «إدارة الخلافات بشكل فعال»، و«دفع الحوار والتبادلات والتعاون»، وضمان ألا تنحرف المنافسة بين البلدين إلى صراع.

 بلينكن وهو أول مسؤول أمريكي يزور الصين منذ خمس سنوات، أكد بعد اجتماعه مع الزعيم الصيني أن واشنطن «لا تزال ملتزمة بالإلتزامات التي قطعها الرئيس بايدن والتي تتجسد في أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا تسعى لتغيير النظام الصيني، ولا تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الحلفاء لأية مواجهة مع الصين»، كما أعلن أن واشنطن «لا تدعم استقلال تايوان ولا الدخول في صراع مع الصين»، مشدداً على الالتزام بالعودة إلى جدول الأعمال الذي تم وضعه في قمة بالي.

 وكان وزير الخارجية الصيني تشين جانغ أكد أن مسألة تايوان «تقع في صميم المصالح الجوهرية للصين، وهي القضية الأكثر أهمية والأخطر وضوحاً في العلاقات الصينية - الأمريكية»، وأشاد بالتزام الجانب الأمريكي بمبدأ صين واحدة، والبيانات الثلاثة المشتركة بين البلدين، والوفاء بالتزام عدم دعم «ما يسمى استقلال تايوان». وهذا معناه عدم تحويل قضية تايوان إلى قضية صراعية بين البلدين.

المحصلة، أن نتائج زيارة بلينكن كانت «إيجابية وصريحة ومتعمقة وبناءة ومستفيضة» حسب وصف الوزير الصيني، والاتفاق على مواصلة المشاورات رفيعة المستوى بين البلدين، إذ وجه الوزير الأمريكي دعوة لنظيره الصيني لزيارة واشنطن على أن يقوم بتلبيتها «في الوقت المناسب للطرفين».

 إن ما تحقق خلال هذه الزيارة والاتفاق على استمرار التواصل، يعني أن زيارة واحدة لا تكفي، ولا بد من العمل على تحويل ما تم إنجازه إلى خطوات عملية.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.