أَظهرت بيانات حكومية صينية، يوم الثلاثاء، أن واردات النفط من روسيا ارتفعت إلى مستوى غير مسبوق في أيار الماضي، مع استمرار مصافي التكرير الخاصّة في التهافت على خامَي «إسبو» و«الأورال» الروسيَّين، نظراً إلى سعرهما المخفّض بسبب العقوبات المفروضة عليهما. ووفق بيانات صادرة عن «الإدارة العامة للجمارك»، بلغ إجمالي النفط الوارد من روسيا إلى الصين، 9.71 مليون طن متري في أيار، أو 2.29 مليون برميل يومياً، مقارنةً بـ1.50 مليون برميل يوميّاً في الشهر نفسه من العام الماضي. وهذا هو أعلى مستوى على الإطلاق، إذ يمثّل زيادة نسبتها 32.4% مقارنة بإجمالي الواردات في نيسان، والذي بلغ 1.73 مليون برميل يوميّاً.
وجاء جزء كبير من الزيادة الطفيفة في الطلب على الخام الروسي من مصافي التكرير الخاصّة في الصين، بما في ذلك شركات كبيرة مثل «هنغلي للبتروكيميائيات»، إذ تلقّت مصفاة الشركة، التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميّاً، وتقع في شمال شرق مدينة داليان، أول شحنة لها من
خام «الأورال» في أوائل أيار، بلغت 730 ألف برميل، بالإضافة إلى إجمالي 3.71 مليون برميل من خام «إسبو» على مدار الشهر، بحسب بيانات تتبّع السفن. كما سجّلت مصافي التكرير الخاصّة الأصغر في إقليم شاندونغ الساحلي تحسّناً في هوامش أرباحها، بسبب شراء شحنات خاضعة للعقوبات من روسيا وإيران وفنزويلا، علماً أنّ المصافي الصينية تَستخدم وسطاء من التجار في عمليات الشحن والتأمين الخاصّة بالخام الروسي، لتجنُّب انتهاك العقوبات الغربية.
أمّا إجمالي واردات الخام من السعودية، فبلغ 7.32 مليون طن في أيار، بما يعادل 1.72 مليون برميل يوميّاً، بانخفاض 16% عن الشهر الماضي، علماً أنّ المملكة ظلّت، حتى نيسان الماضي، أكبر مصدر خام للصين.
كذلك، أَظهرت بيانات الجمارك أن الواردات من ماليزيا بلغت 1.34 مليون برميل يومياً في أيار، بزيادة 158.6% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. وغالباً ما يتمّ استغلال ماليزيا كنقطة وسيطة للبضائع الخاضعة للعقوبات من إيران وفنزويلا. بدورها، زادت الواردات من الولايات المتحدة إلى أكثر من ثلاثة أمثالها على أساس سنوي إلى 2.22 مليون طن، على الرغم من التوتّر المتفاقم بين البلدَين، وذلك بسبب ميزة سعرية قصيرة الأجل عن تلك الواردة من الدول الأعضاء في «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك)، بعد تخفيض «أوبك+» للإنتاج.
