تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مخاوف من صدام بين روسيا وأوروبا

مصدر الصورة
عن الانترنيت

عاطف الغمري

المناورات العسكرية واسعة النطاق التي بدأت قبل أيام، من جانب روسيا وحلف «الناتو»، دفعت كثيرين من المحللين في الغرب للتساؤل عما إذا كانت المناورات مقدمة لصدام عسكري محتمل بينهما. وتكرر تعبير «الاستعداد للأسوأ»، في نقاشات عدد من مراكز البحوث السياسية في أوروبا. ما دفع مجموعة من وزراء دفاع، ومسؤولين حكوميين سابقين في أوروبا، ممن لديهم خبرة طويلة في الشؤون الروسية والأوروبية، إلى تخصيص جلسات لمناقشة أية احتمالات تترتب على تلك المناورات. وانتهوا إلى إعداد مسودة معاهدة جديدة للتفتيش عن مدى ما وصل إليه التسلح على جانبي روسيا و«الناتو»، تحسبا لأي احتمالات للتصعيد نحو حرب عالمية ثالثة.

هؤلاء المسؤولون السابقون اجتمعوا في إطار ما يسمى مركز بحوث القيادة الأوروبية. وقال الخبير العسكري برايان كيرنز، عضو المركز، أن كلا الجانبين، روسيا والناتو، ينظر إلى المناورات التي يجريها الآخر باعتبارها عملاً استفزازياً. وقال إنه في ضوء التصعيد من الجانبين، فإن السياسيين يقع على عاتقهم إظهار الحكمة السياسية، وضبط النفس، حتى يمكن خفض وتيرة سلسلة المناورات الجارية الآن. وهو ما يمكن أن يجعل الحرب بين روسيا وأوروبا أكثر احتمالاً. ثم نصح كيرنز بزيادة الاتصالات بين روسيا وحلف «الناتو»، باعتبارها مطلباً حيوياً.

 وفى مقابل تلك الدعوات والنصائح، خرج مسؤول عسكري كبير في حلف «الناتو» ليدلي بتصريح يقول فيه إن الائتلاف العسكري بقيادة الولايات المتحدة مستعد لأية مواجهة مباشرة مع روسيا. ولحق به ستولتنبرغ، الأمين العام «للناتو»، معلناً استمرار دعم أوكرانيا بالأسلحة المتقدمة على المدى الطويل، ما اعتبره هؤلاء المسؤولون العسكريون والسياسيون السابقون، تصريحاً ليس هذا الوقت المناسب لإعلانه. لأن لعبة الحرب– كما أطلقوا عليها– تجعل الصدام بينهما محتملاً.

وإزاء ما يجرى من لعبة الحرب في إطار المناورات العسكرية، فإن أصواتاً راحت تتعالى في الغرب تدعو للتدبر والتعقل، إزاء النتائج الخطرة التي يمكن أن يجلبها التصعيد المتبادل من الجانبين، على السواء، ما دفع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إلى أن يصف ما يحدث الآن، بأنه يعنى أن النزاع في أوكرانيا قد وصل إلى مفترق طرق بين أوروبا وروسيا.

 ودخلت في سياق مناقشة ما يجرى من مناورات عسكرية على الجانبين، مؤسسة «راند»، وهي مركز بحوث على صلة وثيقة بوزارة الدفاع الأمريكية. وتساءلت في تقرير لها: كيف سينتهي هذا النزاع الذي نراه الآن؟ وقالت إن هذا السؤال صار مسيطراً على المناقشات الجارية في واشنطن وعواصم الدول الأوربية، حول احتمالات تطور حرب أوكرانيا.

 من ناحيتها، نبهت مؤسسة كارينجي الأمريكية للسلام الدولي، حلف «الناتو»، إلى أنه إذا أراد التعامل مع مخاطر التصعيد في النزاع، بما في ذلك التصعيد من جانب روسيا، فإنه يحتاج إلى فهم واستيعاب النتائج المحتملة والمترتبة على هذا التصعيد، وأن يكون على وعي بأن جميع السيناريوهات المطروحة، لا تخلو من احتمالات وجود تهديدات بحرب نووية.

 وتطرق إلى تلك التهديدات الخبير العسكري الصيني يانغ شينغ، الذي أعرب عن القلق المتزايد من اشتعال حرب عالمية ثالثة. وقال إن ما يجري في أوكرانيا، يمكن أن يدفع الأمور نحو حرب عالمية، في حالة حدوث تدخل مباشر من حلف «الناتو» في الحرب الدائرة الآن.

 وبينما أعلن الرئيس الروسي بوتين أنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن، إلا أن المسؤولين في الغرب اعتبروا تصريحاته كسباً للوقت، بينما اتهم بوتين واشنطن بأنها تستخدم أوكرانيا كميدان معركة لإضعاف روسيا.

خلاصة ما يجرى الآن عسكرياً وسياسياً، أنه يتشابك معه تركيز السياسة الأمريكية على إضعاف روسيا، وكسر تطلعها إلى قيام نظام عالمي متعدد الأقطاب، بديلاً عن النظام الحالي آحادي القطبية، والخاضع للهيمنة الأمريكية.

 مع ذلك فإن كثيرين من السياسيين والخبراء والمحللين في الغرب يتشككون في نجاح هدف دوام الهيمنة الأمريكية، ويتوقعون نظاماً جديداً ومختلفاً، حتى إن أمين عام حلف «الناتو» نفسه، قال إن حرب أوكرانيا سوف تغيّر وجه العالم الذي لن يكون على نفس الصورة التي كان عليها من قبل.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.