تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عولمة صناعة الرقائق مهددة بالقيود الغربية المشددة على الصين

مصدر الصورة
العرب

هولندا تطلق قواعد جديدة لتصدير معدات الرقائق للحد من مبيعات المكونات عالية التقنية إلى بكين.

التعقيدات في هذه الآلة أكبر مما تتخيل

دخلت حرب الرقائق بين الغرب وبكين مرحلة متقدمة من “الخشونة التجارية” مع اقتراب فرض قيود مشددة على المعدات وكل ما يتعلق بهذه الصناعة التي يتم توريدها إلى الشركات الصينية، الأمر الذي يعتبره البعض تهديدا صارخا لعولمة أشباه الموصلات.

نيويورك/بكين - تستعد الولايات المتحدة وهولندا لتوجيه ضربة مزدوجة جديدة إلى شركات الرقائق في الصين هذا الصيف عبر تقييد مبيعات معدات هذه الصناعة، كجزء من جهود البلدين المستمرة لمنع استخدام تقنيتهما في ثاني أكبر اقتصادات العالم.

وبينما يخطط الهولنديون للحد من معدات معينة من شركة أي.أس.أم.أل وشركات أخرى، من المتوقع أن يخطو الأميركيون خطوة أخرى إلى الأمام ويستخدمون نطاقا طويلا لحجب المزيد من المعدات الهولندية عن منتجات صينية معينة.

وأعلنت هولندا الجمعة قواعد جديدة لتصدير معدات الرقائق التي تقيد بموجبها صادرات معينة من أشباه الموصلات المتقدمة، في خطوة تأتي وسط ضغط أميركي على حلفائها للحد من مبيعات المكونات عالية التقنية إلى بكين.

ليسجي شرينيماخر: الخطوة سوف تحقق أمننا فهذه التقنيات قد تستخدم ضدنا

وقالت وزيرة التجارة الهولندية ليسجي شرينيماخر “لقد اتخذنا هذه الخطوة لصالح أمن مواطنينا، فمثل هذه التقنيات قد تستخدم في تطبيقات عسكرية”.

وتنص القواعد الجديدة على ضرورة طلب الشركات المصنعة للرقائق الحصول على ترخيص قبل أن تتمكن من التصدير، ومن المتوقع أن يدخل ذلك حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر المقبل.

ويطال شرط الترخيص معدات أشباه الموصلات ذات الأشعة فوق البنفسجية العميقة (دي.يو.في)، وهي ثاني أفضل خط إنتاج من أي.أس.أم.أل الذي يصنع أكثر آلاتها للطباعة الحجرية تطورا، والتي هي مقيدة بالفعل ولم يتم شحنها أبدا إلى الصين.

وكانت أي.أس.أم.أل قد قالت في مارس الماضي إنها تتوقع أن تؤثر اللوائح الهولندية على آلتها توينسكان أن.إكس.تي 2000 آي ونماذجها الأكثر تطورا.

لكن طرازات دي.يو.في الأقدم للشركة، مثل الطراز المسمى تونسكان أن.إكس.تي 1980 دي.آي، يمكن أيضا الاحتفاظ بها من حوالي ست منشآت صينية من قبل الولايات المتحدة.

ووسط التوتر المستمر بين الولايات المتحدة والصين يشكل التنافس الاقتصادي ورقة ضغط قوية بيد الطرفين، وفي سياق تتجه فيه واشنطن إلى فرض المزيد من القيود على تصدير رقائق إلى بكين.

وكشفت مصادر مطلعة الجمعة أن وزارة التجارة الأميركية قد تتحرك خلال يوليو الحالي لإيقاف شحنات الرقائق التي تصنعها شركة إنفيديا الأميركية وغيرها إلى الصين ودول أخرى من دون الحصول على ترخيص.

وأوضح المصدر، لم تذكر رويترز هويته، أن القانون الأميركي المخطط، والذي قد يتم نشره أواخر هذا الشهر، سيتطلب تراخيص لتصدير المعدات إلى ست منشآت صينية، بما في ذلك مصنع فاب الذي تشغله أس.أم.آي.سي، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين.

وقال إنه من المرجح أن يتم رفض تراخيص شحن المعدات إلى تلك المنشآت. ومن المتوقع أن تنطبق القاعدة الأميركية على أي.أس.أم.أل الهولندية لأن أنظمتها تحتوي على أجزاء ومكونات أميركية.

وليس من غير المعتاد أن تعدل الولايات المتحدة المقترحات قبل إجازة اللوائح، لذلك يمكن أن يتغير التوقيت والقيود، ووفق المصادر من المتوقع أيضًا أن تصدر الولايات المتحدة تحديثات أخرى لقواعدها الشاملة.

ومن بين الشركات الأخرى التي يمكن أن تتأثر بالقواعد الهولندية الجديدة شركة أي.أس.أم الدولية لترسيب الطبقة الذرية.

صناعة دقيقة وحساسة

ويأتي هذا التحرك بعد يوم من تحذير صانع شرائح الذاكرة الصينية ياغنتز ميموري تيكنولوجيز (واي.أم.تي.سي) من أن المخاوف الجيوسياسية والأمن القومي لبعض الدول تهدد عولمة صناعة الرقائق في العالم ونموها المستقبلي.

وواي.أم.تي.سي من بين الشركات الصينية الرئيسية التي وقعت في مرمى النيران، بعد أن فرضت واشنطن قيودا على الصادرات ضدها وأكثر من عشرة لاعبين آخرين في قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي الصيني على قائمة سوداء تجارية في العام الماضي.

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة تشين نانشيانغ خلال افتتاح مؤتمر سيميكون تشاينا في شنغهاي إن “هذا جعله يشك في ما إذا كانت صناعة أشباه الموصلات العالمية يمكن أن تدرك توقعات سابقة بأنها قد تشهد مبيعات بقيمة تريليون دولار بحلول عام 2030”.

وأوضح أن “هناك الكثير من التدخل الحكومي، ويضاف الكثير من المحتوى السياسي في الوسط”، مضيفًا أنه يتفق تماما مع التعليقات التي أدلى بها مؤسس شركة تي.أس.أم.سي التايوانية موريس تشانغ في مارس الماضي حول كيفية العولمة في الشريحة.

تشين نانشيانغ: لن تحقق صناعة الرقائق العالمية مبيعاتها المستهدفة

وأكد أن “الدرجة العالية من عدم اليقين التي نواجهها ترجع على وجه التحديد إلى تدمير العولمة”.

وتتضمن صناعة الرقائق الحديثة أكثر من ألف خطوة وتتطلب ملكية فكرية معقدة وأدوات ومواد كيميائية من جميع أنحاء العالم.

وتعد الصين واحدة من أكبر أسواق الرقائق وتحاول الدولة بناء قدرتها التصنيعية المحلية ولكن في السنوات الأخيرة تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة التي تحرص على تقويض هذه الجهود.

وفرضت واشنطن في أكتوبر الماضي قيودا على تصدير شحنات أدوات صناعة الرقائق الأميركية إلى الصين مثل لام للأبحاث والمواد التطبيقية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وضغطت على الدول الأخرى مع الموردين الرئيسيين لتبني قيود مماثلة.

وشجب المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو هذه الخطوة حينها، وقال إن الولايات المتحدة “تعمدت حصار وعرقلة الشركات الصينية ونقل الصناعات بالقوة ودفعت إلى الفصل”، وإن الصين “ستتابع عن كثب التطورات وتحمي مصالحنا بحزم”.

واعتمدت اليابان، موطن شركتي نيكون كورب وطوكيو إلكترون لتصنيع معدات الرقائق، منذ ذلك الحين قواعد لتقييد صادرات 23 نوعا من معدات تصنيع أشباه الموصلات التي ستدخل حيز التنفيذ في أواخر يوليو الجاري.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.