تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

موجات الحر تتوالى في أنحاء العالم

مصدر الصورة
العرب

يشتكي الناس من حرارة هذا الصيف التي جعلت الليل كالنهار من شدة القيظ، وهم يعلمون أن الأيام القادمة ستكون أكثر سخونة بسبب الاحتباس الحراري الناتج عن ضخ الغازات التي يطلقها الإنسان بوعي ودون وعي، فيتأثر الغلاف الجوي وتزداد الأرض والمحيطات سخونة، ما ينذر بجعل الحياة جحيما.

واشنطن - بالكاد بدأ الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي، إلا أن موجات الحر الشديد تضرب بقوة الكثير من مناطق العالم من أوروبا وصولا إلى الصين مرورا بالولايات المتحدة، حيث يرتقب أن تسجل درجات حرارة قياسية في نهاية الأسبوع، ما يدل على تفاقم الظروف القصوى بسبب الاحترار المناخي.

وتشمل الإنذارات المحذرة من موجات حر أكثر من مئة مليون أميركي، بحسب الموقع الحكومي “هيت.غوف”. كما تتوقع ولايات تكساس وأريزونا ونيفادا وكاليفورنيا ظروفا قد تكون خطرة في الأيام المقبلة مع ترقب درجات حرارة قياسية، على ما حذرت مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية.

وبالتزامن مع ذلك، تواجه إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا أيضا موجة حر شديد. ويتوقع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية في جزيرتي صقلية وسردينيا “وقد تكون درجات الحرارة الأعلى التي تسجل في أوروبا”، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية.

في الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص

وفي إيطاليا تم وضع 10 مدن إيطالية في حالة تأهب قصوى لكبار السن وغيرهم من السكان المعرضين للخطر من بولزانو شمال البلاد إلى بولونيا وفلورنسا وروما.

 وتشهد اليونان أيضا موجة حر شديد حيث أعلنت وزيرة الثقافة أن معلم الأكروبوليس الشهير في العاصمة أثينا الذي يسجل أكبر عدد زوار في البلاد، أُغلق الجمعة في ذروة الحر خلال النهار وعلى الأرجح السبت.

وتتأثر منطقة شمال أفريقيا أيضا بالحر، ففي المغرب الذي يشهد موجات قيظ متكررة منذ مطلع الصيف، أصدر إنذار أحمر بشأن الحر في عدة أقاليم.

وشهدت معظم المحافظات الجزائرية موجة حر غير مسبوقة اعتبارا من الأحد الماضي بلغت ذروتها يومي الاثنين والثلاثاء، وسجل استهلاك البلاد من الكهرباء رقما قياسيا هو الأعلى في تاريخها. أما تونس فتشهد منذ الخامس من يوليو الجاري موجة حر تجاوزت فيها الحرارة 50 درجة في بعض المحافظات.

وفي موريتانيا، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، الأحد، من موجة حر شديد شمال البلاد مستمرة حتى السادس عشر من يوليو الجاري، وستصل إلى 49 درجة شمال البلاد.

ولا يستغرب خبراء المناخ موجة الحرارة الشديدة خلال هذا الصيف، يقول عالم المناخ البروفيسور ريتشارد بيتس من جامعة إكستر “لا ينبغي أن نتفاجأ على الإطلاق بارتفاع درجات الحرارة العالمية. هذا كله تذكير صارخ بما عرفناه منذ فترة طويلة، وسنرى المزيد من التطرف المناخي حتى نتوقف عن ضخ المزيد من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي”.

وتعاني بعض مناطق الصين أيضا بينها العاصمة بكين، من موجة حر شديد. فأعلنت إحدى أبرز شركات الكهرباء في البلاد أنها سجلت الاثنين مستوى قياسيا في توليد الكهرباء اليومي بسبب زيادة الطلب المرتبط بارتفاع درجات الحرارة.

 

الماء شحيح أيضا

الماء شحيح أيضا

 

على الصعيد العالمي، كان شهر يونيو الأكثر حرا على الإطلاق بحسب وكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالتي ناسا ونوا الأميركيتين. كذلك، كان أول أسبوع من يوليو الأكثر حرا الذي يسجل بحسب بيانات أولية من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وذكرت المنظمة بأن الحر هو إحدى أخطر ظواهر الطقس القصوى. في الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، بحسب دراسة حديثة.

لكن ظواهر الطقس الشديد هذه التي غالبا ما تأتي بسبب التغير المناخي “تصبح للأسف الوضع الطبيعي الجديد” كما قال في بيان الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس.

تساهم ظاهرة إل نينيو الجوية الدورية التي عادة ما تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، أيضا في تفاقم الوضع.

في الولايات المتحدة، شهد الصيف حتى الآن سلسلة كوارث طبيعية. أدى دخان الحرائق في كندا حيث لا يزال 500 حريق خارج السيطرة، إلى تلوث قوي للهواء في كل شمال شرق الولايات المتحدة في  يونيو.

كذلك شهدت ولاية فيرمونت في شمال شرق البلاد فيضانات كارثية هذا الأسبوع. ذكر العلماء بأن الاحترار المناخي قد يساهم أيضا في زيادة تواتر هطول الأمطار وغزارتها عبر زيادة بخار الماء في الغلاف الجوي.

ومنذ أسابيع أيضا، يواجه جنوب البلاد موجة حر.

في نهاية هذا الأسبوع، وفي صحراء وادي الموت (ديث فالي) في كاليفورنيا قد تعادل الحرارة أو حتى تتجاوز أعلى درجة حرارة للجو تم قياسها بشكل موثوق على الأرض على الإطلاق، بحسب عالم المناخ دانيال سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس.

 

اﻟﻤﻈﻼت ﻻ ﺗﻘﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ لهيب اﻟﺸﻤﺲ

اﻟﻤﻈﻼت ﻻ ﺗﻘﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ لهيب اﻟﺸﻤﺲ

 

رسميا، حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المستوى القياسي العالمي المطلق عند 56.7 درجة مئوية. لكن سجل هذا المستوى في وادي الموت العام 1913 ولا يعتبره الكثير من خبراء الأرصاد موثوقا على ما أوضح العالم الذي يفضل اعتماد رقم 54.4 درجة مئوية المسجلة في المكان نفسه في 2020 و2021.

ويقول خبراء المناخ أن معظم الحرارة المخزنة بالقرب من سطح الأرض ليست في الغلاف الجوي، ولكن في المحيطات. وقد رأينا بعض درجات حرارة المحيطات القياسية خلال ربيع وصيف هذا العام.

وفي جنوب فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة، تتجاوز حرارة المياه بالقرب من الشاط 32 درجة مئوية بحسب الوكالة الأميركية لرصد المحيطات والغلاف الجوي “نوا”.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن حرارة سطح مياه البحر المتوسط “ستكون مرتفعة جدا في الأيام والأسابيع المقبلة” وستزيد أحيانا عن 30 درجة مئوية مع ارتفاع يزيد عن 4 درجات مئوية فوق المتوسط في مناطق واسعة من غرب هذا البحر.

ولموجات الحر البحرية آثار لها في يونيو.

مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية، يشهد العالم ارتفاعا في الحرارة يقترب من 1.21.2 درجة بسبب النشاط البشري وخصوصا استخدام الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز).

يقول رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن موجات الحر الحالية تؤكد “الحاجة الملحة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أسرع وقت ممكن”.

Thumbnail

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.