تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

متجر الأسلحة الغربي بدأ يضيق ذرعا بالمطالب الأوكرانية

مصدر الصورة
العرب

تعكس التحفظات التي يدلي بها مسؤولون كبار في بعض الحكومات الغربية، واقع أن التحالف الغربي يغدق على أوكرانيا بالأسلحة والمعدات والأموال، من دون نتائج كبيرة على الأرض، وبما بات يترك تأثيرات سلبية على الدول التي تقدم هذه المساعدات.

فبعد ثلاثة أيام من الانتقاد الذي وجهه وزير الدفاع البريطاني بن والاس لأوكرانيا بأنها تتعامل مع حلفائها وكأنهم متجر أسلحة، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من المساس بأموال الإعانات الاجتماعية من أجل توفير مخصصات لدعم أوكرانيا.

وقال والاس إن المجتمع الدولي يريد أن يرى “امتناناً” لدعمه في الحرب مع روسيا، وقال “سواء أحببنا ذلك أم لا، يريد الناس أن يروا الامتنان”.

وعلى خلفية إقرار الحكومة الألمانية حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 700 مليون يورو، بينما لا تعرف العديد من العائلات في ألمانيا ما إذا كان بإمكانها قضاء عطلة صيفية هذا العام بسبب ارتفاع معدل التضخم، قالت بيربوك إن ذلك “مؤلم بالنسبة إليّ بالطبع”.

وانتقد الرئيس البلغاري رومن راديف موقف حكومة بلاده المؤيد لأوكرانيا بشكل متزايد، لأنها تستعد لإرسال مساعدات عسكرية جديدة لكييف.

وقال راديف “أعتقد أن الوقت قد حان للبدء بالتفكير بعقلانية وموضوعية بشأن حرب أوكرانيا وموقفنا تجاهها”. وفي إشارة إلى تصريحات والاس بأن “المملكة المتحدة ليست متجر أمازون للأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا”، قال راديف إن المسؤولين في حكومة بلاده “يجب أن يتوقفوا عن رؤية الجيش البلغاري وترسانته مستودعا لجيش أجنبي”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن كييف خسرت ما يصل إلى 20 في المئة من الأسلحة التي أرسلتها إلى ساحة المعركة خلال الأسبوعين الأولين من هجومها المضاد على القوات الروسية، شملت بعض المعدات الغربية المتطورة، كالدبابات والمدرعات، مما حدا بها لوقف الهجوم مؤقتا بانتظار إعادة تقييم إستراتيجيتها.

وحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تبرير التباطؤ في هجوم بلاده المضاد بالقول إن القوات الروسية تلقي بكل ثقلها لمنع قوات كييف من مواصلة هجومها.

وما يزال القادة العسكريون الأوكرانيون يطالبون حلفاءهم بالمزيد من الأسلحة والمعدات، حتى من بعد الكثير من التعهدات الجديدة بالدعم التي صدرت عن قمة الحلف الأطلسي في العاصمة الليتوانية بيلنيوس. وتشمل أحدث هذه الطلبات طائرات أف – 16 التي يقول المسؤولون العسكريون الأوكرانيون إنهم في حاجة إليها لكي يمكن لهجومهم المضاد أن يحقق نتائج أسرع.

وحصلت أوكرانيا على المئات من الدبابات والمدرعات القتالية وآلاف الصواريخ متوسطة المدى التي كانت تقول إنها ضرورية لشن الهجوم المضاد. إلا أنها فوجئت بخنادق دفاعية روسية عطلت قسطا كبيرا من فاعلية هذه الأسلحة. وحالما أعلنت الولايات المتحدة عن وصول قنابلها العنقودية إلى أيدي القوات الأوكرانية، كانت روسيا أرسلت عشرات الآلاف من المجندين الجدد، وشنت سلسلة طويلة من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على العديد من المدن القريبة من جبهات القتال في شرق أوكرانيا وغربها. وهي رسالة تريد موسكو من خلالها القول إن المزيد من الأسلحة الغربية لن يؤدي إلى تغيير الكثير من موازين القوى على الأرض.

ويقول مراقبون إن القوات الأوكرانية تسرف في إطلاق قذائف المدفعية والصواريخ على جبهات القتال، في محاولة لتقليص خسائرها البشرية في عمليات التقدم. إلا أنها تصطدم بحقيقة أن كثافة القصف الصاروخي والمدفعي لا تفتح الكثير من طرق التقدم، لأنها تسقط إما في أراض خالية وإما قريبا من خنادق عالية التحصين.

ولا يخفي الحلفاء الغربيون أن الحرب هي حربهم ضد روسيا. وهذا ما يسمح للمسؤولين الأوكرانيين أن يتوسعوا في طلبات الأسلحة، إلى درجة باتوا معها وكأنهم يتعاملون مع حلفائهم على أنهم متجر لتنفيذ الطلبات السريعة. وذلك بينما لا يتوقف الرئيس زيلينسكي عن توجيه اللوم لحلفاء بلاده الغربيين، واتهامهم أحيانا بالتقصير المتعمد. وفي خلفية هذا المشهد يبرز الاعتقاد بأن أوكرانيا لا تحارب من أجل تحرير أراضيها فحسب، ولكن من أجل الدفاع عن أوروبا والنظام الدولي والديمقراطية في العالم كله أيضا، ما يوفر التبرير للمسؤولين الأوكرانيين بأنهم يجب أن يحظوا بدعم بلا حدود.

وبين تباطؤ التقدم المضاد وعجز الأسلحة الغربية عن إحداث فارق إستراتيجي في ميادين المعارك، تبدو القوات الروسية وكأنها هي التي تشن هجوما مضادا على الهجوم المضاد، وتنجح في كسر هيبته على الأقل.

وسيظل متجر الأسلحة مفتوحا أمام أوكرانيا، لأن الحرب ليست حرب أوكرانيا وحدها. إلا أن خدماته السريعة لا تحظى بالكثير من الامتنان من جانب كييف.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.