تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التحول عن الوقود الأحفوري يغذي تنامي الطلب على الكهرباء

مصدر الصورة
العرب

يواجه العالم تحديا كبيرا خلال السنوات المقبلة لملاحقة تنامي الطلب على الكهرباء في ظل جنوح الدول إلى الابتعاد تدريجيا عن الوقود الأحفوري واستبداله بالطاقة الصديقة للبيئة.

وتطارد أغلب الحكومات هدف تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء الذي أضحى إحدى أبرز الأزمات المزمنة بسبب صعوبة مواكبة الاستثمارات لحجم الاستهلاك، وسط صعوبات مالية خانقة رغم بروز مساع لتخفيف وقع المشكلة من بوابة الطاقة البديلة.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة في أحدث تقاريرها عن سوق الكهرباء الأربعاء أنها تتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة تقل قليلا عن اثنين في المئة هذا العام.

وأوضحت الوكالة، ومقرها باريس، خلال تحديث نتائج تقرير فبراير الماضي أن من أبرز أسباب ذلك استمرار التباطؤ الاقتصادي وتداعيات أزمة الطاقة في الكثير من الدول الصناعية، لكن انتعاشا محتملا في 2024 يعني الحاجة إلى المزيد من مرافق الطاقة المتجددة.

كايسوكي ساداموري: حاجة العالم إلى الكهرباء ستنمو بشدة في السنوات المقبلة

ومن المرجح انخفاض الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا هذا العام، وبالمثل سيتراجع استهلاك الكهرباء في الاتحاد الأوروبي إلى مستويات شوهدت آخر مرة في عام 2002.

وأشارت الوكالة إلى أن “الصناعات ذات الاستهلاك المكثف للطاقة في أوروبا لم تتعاف بعد من تراجع الإنتاج في العام الماضي”، لكن في ظل تحسن التوقعات للاقتصاد العالمي فإن “الطلب على الطاقة سيرتفع مجددا العام المقبل بنسبة 3.3 في المئة”.

وقال كايسوكي ساداموري، مدير أسواق وأمن الطاقة في الوكالة، “من المنتظر أن تنمو حاجة العالم إلى الكهرباء بشدة في السنوات المقبلة”.

وأوضح أنه “من المتوقع أن ترتفع الزيادة العالمية في الطلب حتى 2024 إلى نحو ثلاثة أضعاف الاستهلاك الحالي للكهرباء في ألمانيا”.

وجاء في تقرير الوكالة أن الزيادة في الطلب على الكهرباء تأتي مدفوعة بالتحول إلى الكهرباء ضمن الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات التي تضر بالمناخ.

وبالإضافة إلى ذلك يتم استخدام المزيد من أنظمة التكييف جراء ارتفاع درجات الحرارة التي ترفع استهلاك الكهرباء. وهذا يأتي على رأس نمو قوي في الطلب في الدول الناشئة والنامية.

وتضاعف الطلب العالمي على الكهرباء من 14.97 ألف تيراواط في عام 2000 إلى 28.51 ألف تيراواط خلال العام الماضي.

وكانت اقتصادات الدول الناشئة بقيادة الصين والهند وراء قفزة استهلاك الكهرباء على المستوى العالمي خلال تلك المدّة الزمنية.

انقطاعات الكهرباء لساعات وخاصة في فصل الصيف تشكل هاجسا يؤرق العديد من الحكومات العربية

وتوضح بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة (أمبر) ارتفاع استهلاك الكهرباء عالميًا خلال العام الماضي بمقدار 694 تيراواط، ليصل إلى 28.51 ألف تيراواط، مقابل 27.81 ألف تيراواط في 2021.

وتُظهر قائمة أكثر الدول استهلاكًا للكهرباء في العالم بنهاية 2022 تَصدُّر الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين عالميًا، بفارق كبير عن بقية البلدان، تليهما كل من الهند وروسيا.

واستهلكت الصين في العام الماضي نحو 8.84 ألف تيراواط، وهو ما يمثّل 31 في المئة من الإجمالي العالمي، بينما استهلكت الولايات المتحدة 4.33 ألف تيراواط، ما يُشكل 15 في المئة من إجمالي الطلب العالمي على الكهرباء.

وفي حين بلغ الطلب على الكهرباء في الهند مستوى 1.83 ألف تيراواط لتمثل حصتها عشرة في المئة، فإن روسيا كانت رابعة أكثر الدول استهلاكًا للكهرباء في العالم، لتسجّل 1.1 ألف تيراواط.

وتشكل انقطاعات الكهرباء لساعات وخاصة في فصل الصيف، الذي بات أشد حرارة جراء الاحتباس الحراري، هاجسا يؤرق العديد من الحكومات العربية، لاسيما أن الطلب يزداد سنويا بنسب تصل أحيانا إلى ضعف المعدل الدولي.

وضمّت بيانات إمبر، التي رصدت أكثر الدول استهلاكا للكهرباء في العالم، دولا عربية، وتصدرت السعودية قائمة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بواقع 356.3 تيراواط.

وبينما حلت مصر ثانية بنحو 207.3 تيراواط ، بلغ الطلب على الكهرباء في الإمارات مستوى 135.6 تيراواط، يليها العراق الذي استهلك حوالي 115.9 تيراواط.

ورغم الطلب المتنامي في الكثير من المناطق، بحسب تحليل الوكالة الدولية للطاقة، فإن الاستخدام العالمي القوي للطاقة المتجددة يعني أنها على مسار الوفاء بكل النمو الإضافي في الطلب العالمي على الكهرباء على مدار العامين المقبلين.

ويشير خبراء الوكالة إلى أن الطاقة المتجددة سوف تشكل أكثر من ثلث توليد الكهرباء في العالم بحلول 2024. وعلى حسب الطقس، يمكن أن يكون عام 2024 أول عام يتم فيه توليد المزيد من الكهرباء عالميا من خلال الطاقة المتجددة أكثر من الفحم.

وبحسب التوقعات فإن الكهرباء من مصادر متجددة ستتجاوز ثلث إجمالي إمدادات الكهرباء العالمية لأول مرة في العام المقبل.

غير أن هناك انخفاضا في الطاقة الكهرومائية، إذ هبطت بنحو اثنين في المئة في الفترة الممتدة من 2020 إلى 2022 مقارنة بالأرقام بين 1990 و2016 والتي تمثل حوالي 240 تيراواط.

ومن ناحية أخرى قالت الوكالة إنه من المتوقع أن يتراجع توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري على مدار العامين المقبلين.

ومن المحتمل أن يتراجع توليد الكهرباء من النفط بشكل كبير، بينما سيتراجع توليد الكهرباء من الفحم بشكل طفيف في 2023 و2024، بعد زيادة بنسبة 1.7 في المئة العام الماضي.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.