تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التغير المناخي يضاعف حجم الفيضانات في منطقة المتوسط

مصدر الصورة
العرب

قالت دراسة علمية جديدة إن التغير المناخي جعل تكرّر كوارث الفيضانات، التي شهدتها منطقة البحر المتوسط في الأسابيع القليلة الماضية، واردا جدّا.

ونشرت مجموعة “وورلد ويذر اتربيوشن” العالمية لبحوث ودراسات المناخ، وهي مجموعة من علماء المناخ من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والهند وهولندا، نتائج دراستها الثلاثاء.

ورجحت الدراسة أن يكون الاحتباس الحراري الذي تسبب فيه الإنسان قد زاد من احتمالات هطول الأمطار الغزيرة في حوض المتوسط.

وفي إشارة إلى ما حدث في ليبيا قبل أيام، أوضح العلماء أن عاصفة دانيال “غير المعتادة إطلاقا” تسببت في ارتفاع كمية الأمطار بأكثر من 50 في المئة عما كان سيحدث لو لم تبرز ظاهرة الاحتباس الحراري.

فريدريكه أوتو: البحر المتوسط بؤرة أخطار مناخية ناتجة عن التغير المناخي

وقالوا إن مثل هذا الحدث يمكن توقعه مرة كل 300 و600 عام في ظل المناخ الحالي.

 وأوضحوا أن ظروف الطقس السيئة قد تتحول إلى كارثة إنسانية إذا كانت المباني أو السدود في المنطقة التي تتعرض للفيضانات تفتقر إلى الصيانة الجيدة، مثلما حدث في مدينة درنة شرق ليبيا.

وأفضت الأمطار إلى سيول جارفة وفيضانات أودت بحياة الآلاف من الناس في ليبيا. وتسببت العاصفة العاتية خلال العاشر من سبتمبر الجاري في انهيار سدين بمدينة درنة شرق ليبيا؛ حيث أدى فيضان أحد الأنهار، والذي عادة ما يكون جافا، إلى تقويض أساسات المباني السكنية المقامة على امتداده فانهارت.

ومن أسباب الكارثة بناء المنازل عند مخرات السيول وسوء حالة السدود والصراع المسلح طويل الأمد، وغير ذلك من العوامل المحلية الأخرى.

وحذر العلماء من أنه في الوقت الذي يدفع فيه تغيرُ المناخِ الطقسَ إلى حالات متطرفة جديدة سيظل بناء المنازل عند مخرات السيول، أو استخدام مواد دون المستوى المطلوب في البناء، مجلبةً للخطر.

وكتب العلماء في بيان “أحدث تفاعل هذه العوامل والأمطار الغزيرة التي ازدادت حدتها بسبب تغير المناخ دمارا شديدا في ليبيا”.

وحللت الدراسة بيانات المناخ وقارنتها بعمليات محاكاة عن طريق الحاسب الآلي لعالم دون احتباس حراري، وهو ما كشف ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ أواخر القرن الثامن عشر.

ويزيد تغير المناخ من هطول الأمطار ويجعله غير منتظم، إذ يمكن للجو الأكثر دفئا أن يحمل المزيد من بخار الماء مما يتسبب في زيادة الرطوبة قبل أن تصبح السحب غير قادرة على حملها فيتساقط المطر.

كما أدى تغير المناخ في الوقت ذاته إلى زيادة كمية الأمطار التي هطلت في أوائل سبتمبر الجاري على منطقة البحر المتوسط بنسبة 40 في المئة، مما تسبب في فيضانات أودت بحياة العشرات في اليونان وبلغاريا وتركيا.

وقالت فريدريكه أوتو، الباحثة في مجال المناخ بكلية لندن الإمبراطورية، “من الصعب قياس مساهمة الاحتباس الحراري في الفيضانات، على النقيض من الموجات الحارة المدمرة وحرائق الغابات في المنطقة”.

وأضافت أن “البحر المتوسط بؤرة أخطار مناخية ناتجة عن التغير المناخي، وتتعين زيادة التكيف مع الظروف الجوية السيئة بصورة كبيرة في المنطقة للحفاظ على الأرواح في المستقبل”.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء أن الفيضانات الكارثية في درنة تعكس “صورة حزينة” لما يعاني منه العالم، منددا بـ”تراكم” عدة مشكلات، بدءا من التغير المناخي ووصولا إلى النزاع المستمر في ليبيا منذ سنوات.

وقال غوتيريش لدى افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة “قبل تسعة أيام فقط رأينا مشهدا من الجحيم، مشهدا مروعا، نتيجة تراكم عدد من المشكلات التي يواجهها العالم”.

وأضاف أن القتلى الذين جرفتهم الفيضانات بالآلاف “كانوا ضحايا عدة آفات؛ ضحايا سنوات من النزاعات، وضحايا الفوضى المناخية، وضحايا الزعماء الذين لم يهتدوا هنا وهناك إلى طريق السلام”.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.