تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تَعِبَ الغرب وزيلينسكي لم يتعب

مصدر الصورة
عن الانترنيت

لا ينفك الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وأينما حط رحاله، في أوروبا أو الولايات المتحدة أو كندا، في المطالبة بالمزيد من الأسلحة لقواته التي تقاتل القوات الروسية منذ شباط 2022، رغم أنها شنت هجوماً مضاداً فاشلاً في حزيران الماضي، لم يحقق أهدافه في استرجاع الأراضي التي احتلتها القوات الروسية.

دول حلف الأطلسي باتت محبطة من نتائج الهجوم المضاد، رغم أنها قدمت أحدث ما في ترسانتها من أسلحة بمليارات الدولارات، ولم تعد قادرة على تقديم المزيد، حتى أن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أعرب عن تذمر مضمر إزاء استهلاك الجيش الأوكراني من الأسلحة والذخائر ما يفوق قدرات الدول الغربية، بقوله: «إن المعدل الحالي لاستخدام أوكرانيا للذخيرة أعلى بكثير من معدل إنتاجنا»، ذلك أن القوات الأوكرانية تطلق، وفقاً لمصادر عسكرية متطابقة، نحو 6 آلاف قذيفة يومياً، إضافة إلى آلاف الصواريخ. وقال ستولتنبرغ خلال اجتماع للحلف في بروكسل: «هذا يستنزف مخزوننا من الأسلحة ويضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط»، داعياً إلى «زيادة معدلات الإنتاج من جهة وزيادة الاستثمار في الطاقة الإنتاجية من جهة أخرى».

هذا يعني أن الجيش الأوكراني يعاني قلة الذخائر من جهة، وعدم القدرة على تجديد إمدادات الأسلحة الضرورية من جهة أخرى. وكلما ازداد النقص في الذخائر والعتاد، أصبح الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للقوات الأوكرانية.

وبما أن هذا هو وضع القوات الأوكرانية، وهذا هو وضع الحلف بالنسبة لمخزون الأسلحة لديه، فإن مطالبة زيلينسكي بالمزيد من الأسلحة تصبح مطالبة هزلية، لأن دول الحلف قدمت كل ما تستطيع من دون أن تتمكن القوات الأوكرانية من اختراق الخطوط الروسية، وما حققته من مكاسب ضئيلة لا يوازي حجم الدعم الأطلسي، ولا تضحيات الجيش الأوكراني الذي فقد مئات الآلاف من أفراده.

إضافة إلى ذلك، فإن ما قدمته دول الحلف من دبابات متطورة مثل «شالينجر» و«ليوبارد» و«إبرامز»، وصواريخ «هيمارس» و«ستورم شادو»، و«باتريوت» وغيرها، لم تتمكن من تغيير قواعد اللعبة، ولا أحدثت تغييراً يذكر في ميدان القتال؛ ما أصاب الدول الغربية بالإحباط والخذلان إلى درجة أن بعضها أعلن عدم قدرته على تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.

ومع ذلك، لا يكف الرئيس الأوكراني عن المطالبة بالمزيد من الأسلحة، بذريعة أن بلاده تدافع عن أمن الدول الغربية والديمقراطية، في حين أن روسيا تعلن استعدادها للمفاوضات، ووقف الحرب على قاعدة حياد أوكرانيا والأمن المتبادل في أوروبا.

وبما أن الحرب الأوكرانية تحولت إلى حرب استنزاف، مادامت القوات الأوكرانية عاجزة عن تحقيق الانتصار، ومادام لدى روسيا القدرة على الصمود لأجل طويل المدى في وجه مخطط هزيمتها، فلعل الأجدى أن يقتنع زيلينسكي ومعه الولايات المتحدة بأن المفاوضات هي الطريق الأقصر، لوضع حد لحرب باتت تشكل عبئاً على المشاركين فيها وعلى العالم.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.