تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هجوم حمص الدموي لماذا نقصّ في اثر الذئب وهو امامنا

مصدر الصورة
SNS

السفير منجد صالح

كاتب ودبلوماسي فلسطيني

دون شك وبلا مواربة وبكل تأكيد فان الهجوم الدموي على الكلية الحربية في حمص كان مروّعا بكل المقاييس والاعتبارات، كان مهولا، اجراميّا، لكنّه كان مدبّرا بصورة محكمة يوشي بأن من يقف وراءه لديه قدرات تكنولوجية وعسكرية وامنية ولوجستية لا حدود لها،

قبل ان ألمّح او أصرّح واشير إلى الفاعل حسب اعتقادي أريد ان اذكّركم يا سادة يا كرام ويا افاضل يا اجاويد، بحادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، حينها بدأت على الفور اصابع الاتهام تتناثر وتشير إلى سورية وإلى حزب الله وإلى الضباط اللبنانيين الاربعة وإلى اشباح غادروا لبنان بعد عملية الاغتيال إلى البرازيل او الارجنتين،

لقد لطّخت اصابع الاتهام اناس لهم علاقة واناس ليس لهم علاقة ووصلت إلى بُقعٍ في اقاصي الارض،

كلّ هذا والذئب رابض جاثم ماثل مرابط على الحدود اللبنانية على بعد امتار فقط من بيروت، التي دخلها وانتهكها كأول عاصمة عربية في عدوان عام 1982،

إذن الا يوجد خيط وثيق يربط ما بين اغتيال رفيق الحريري وبين اغتيال الكلية الحربية في حمص،

اعتقادي أن الذئب واضح ومتوثّب وينتهك كل يوم الاراضي السورية ولديه قدرات تكنولوجية وعسكرية ضخمة فهو من أكثر الدول تصنيعا وتصديرا للسلاح وبتكنولوجية عالية،

لماذا نقص في اثر الذئب اذن وهو واقف امامنا وانيابه بارزة ومخالبه مسنونة،

الهجوم بالمسيّرات وبكل هذه الدقة والتخطيط المسبق يتعدّى ويفوق في اعتقادي قدرة التنظيمات الارهابية على تنفيذه وبالتالي نؤشّر مباشرة إلى الذئب الذي يملك كل هذه الامكانيّات العسكرية الضخمة، وله مصلحة في اقتراف هذه المذبحة المروعة التي تصل إلى اعتبارها من جرائم الحرب الكبرى والفظيعة وخاصة وان عددا كبيرا من الضحايا الشهداء كانوا من الاطفال والنساء،

اسرائيل ومن ورائها ومن امامها وعلى الجانبين امريكا لم تستطيعا ان تبلعا ان سورية تتعافى وتعود إلى حياتها ودورها الطبيعيين، وخاصة بعد استعادة سوريا للجامعة العربية والانفتاح العربي والدولي عليها، بالرغم من اعتراض ومعارضة امريكا واسرائيل العلني والسّري، “امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا”،

فأمريكا موجودة في لبّ لبّ سوريّة وجنودها يسرحون ويمرحون ويُدنسون ثراها، واسرائيل على الابواب ترصد حتى “دبّة النملة” في سورية وفي كلّ بلاد الشام،

واذا ما كان للتنظيمات الارهابية يدٌ ودور في هذه المجزرة فقد تصرّفت بتعليمات مباشرة وبتمويل وتسليح وتدريب وتحضير للمسيرات من قبل ”صهيون والعم سام”.

هل يبقى هناك من داعٍ ان نقصّ في اثر الذئب وهو ماثل امامنا، أو انّ هناك من داعٍ ان نقول: “عنزة ولو طارت”!!!،

رحم الله الشهداء رحمة واسعة واسكنهم فسيح جنّاته،

وانا لله وانا اليه راجعون.

مصدر الخبر
رأي اليوم

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.