تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نقطة ساخنة: حلها سهل جداً..!!

مصدر الصورة
البعث

علي عبود 

أخفقنا على مدى العقود الماضية في حلّ أزمة الطوابير على الأفران، مثلما أخفقنا في اجتثاث ظاهرة باعة الخبز، ما يدفعنا للسؤال: هل كانت الحكومات المتعاقبة جدية فعلاً بحل الأزمة والظاهرة؟

ولعلّ السؤال الأكثر دقة: هل أزمة الازدحام أمام كوى الأفران مفتعلة؟ إذا كانت كميات الدقيق المسلّمة للأفران الخاصة والحكومية تكفي أو تزيد عن حاجة الأسر السورية، فما سبب تفاقم أزمة الازدحام وظاهرة باعة الخبز في محيط الأفران؟

منذ أسابيع قليلة، استغربنا اختفاء الطوابير أمام فرن دمر مع اختفاء باعة الخبز، وكان يمكن للمواطن الحصول على ربطات الخبز خلال دقائق قليلة، وتساءل حينها الناس: ما القصة؟ وكان جواب مدير الفرن: انتهى الازدحام، وسيحصل المواطن على الخبز بسهولة!! لكن خلال أقل من أسبوع عاد الازدحام مجدداً، بل وتفاقم أكثر، وانتشر باعة الخبز مجدداً في محيط الفرن مثلما يحدث في كلّ الأفران بدمشق والكثير من المحافظات.. فما هي القطب المخفية التي تمنع حلّ أزمة طوابير الخبز؟!

نحن هنا أمام فرضيتين: إما أن مخصّصات الفرن من الطحين قليلة جداً، أقل بكثير من حاجة الناس، أو أن وتيرة إنتاج الفرن بطيئة سواء بفعل الخطوط القديمة أو قصداً للتسبّب بالازدحام ودفع الكثير من الناس لشراء ربطات الخبز من الباعة. ومهما كان السببب وراء استمرار ظاهرة الازدحام أو باعة الخبز أمام الأفران، فإن الحلّ لن يكون قطعاً بتكثيف دوريات حماية المستهلك على الأفران ولا بمكافحة ظاهرة باعة الخبز التمويني! ومن المضحك أن تخصّص الدوريات بعض وقتها الثمين لتنظيم عمليات الدور أمام كوى الأفران (لضمان وصول المادة إلى مستحقيها بشكل يحقق المساواة والعدالة ويخفّف ساعات انتظار المواطنين للحصول على مخصصاتهم..) بدلاً من أن تقوم “السورية للمخابز” باقتراح الحلول الدائمة والجذرية لتتبناها وزارة التجارة بمذكرة تناقشها في جلسات مجلس الوزراء الأسبوعية!!

تصوّروا أن جهود دوريات التموين في دمشق لم تُسفر خلال يوم واحد سوى عن حجز 100 ربطة خبز كانت بحوزة بائعين جوالين لاذوا بالفرار، فهل هكذا تتمّ معالجة الازدحام؟ وهل تسليم الكميات المصادرة إلى الأفران لبيعها للمواطنين مباشرة سيعني اجتثاث ظاهرة باعة الخبز نهائياً؟ المسألة تُناقش من خلال الإجابة عن السؤال: ما أسباب اختفاء ظاهرة الازدحام كلياً أمام بعض الأفران لأيام معدودة؟

برأينا أن “السورية للمخابز” لديها الجواب، وهذا يعني أن بإمكانها بدعم من وزارة التجارة القضاء نهائياً على ظاهرة الازدحام أمام الأفران.. فلماذا لا تفعلها؟

في تسعينيات القرن الماضي وبالتعاون بين نقابة العمال في دار البعث وفرن المزة المجاور كان معظم العاملين في الجريدة يحصلون على حاجتهم من الخبز بسهولة، وكان ولا يزال بالإمكان تعميم هذه التجربة في كل إدارات ومؤسسات الدولة، كما أن توزيع أكشاك بيع الخبز في الأسواق والمناطق البعيدة عن الأفران سيساعد باجتثاث ظاهرة الازدحام، ومن الملفت والمريب معاً، أن انتشار أكشاك بيع الخبز في تسعينيات القرن الماضي أتاح لمعظم المواطنين الحصول على الخبز دون الوقوف في الطوابير، ومع ذلك ألغت وزارة التموين الأكشاك بدلاً من زيادتها أو إحداثها في المناطق السكنية الجديدة!!

الخلاصة: لن تنتهي ظاهرة الازدحام والطوابير، ومعها ظاهرة باعة الخبز إلا بتخصيص الأفران بحاجتها من الدقيق، وأن يرافق العملية منصة إلكترونية تتابع من خلالها “السورية للمخابز” تتبع سير خروج الدقيق من المطاحن إلى الأفران، وتتبع كميات ربطات الخبز المنتجة والمسلّمة بموجب البطاقة الذكية، وأن يواكب كلّ ذلك آليات فعالة للتوزيع في مقدمتها زيادة أكشاك بيع الخبز، وكلّ ذلك يؤكد أن حلّ أزمة الخبز سهل جداً عند توفر الإرادة.

مصدر الخبر
البعث

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.