تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التحدي الصعب في قمة شي وبايدن

مصدر الصورة
عن الانترنيت

د. محمد السعيد إدريس

في ذروة الاستعدادات الأمريكية والصينية للترتيب للقمة الأمريكية – الصينية بين الرئيسين جو بايدن وشي جين بينغ التي عقدت أمس الأول (الأربعاء) في سان فرانسيسكو على هامش مؤتمر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك)، حرص كبار المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن نفسه، على التظاهر بأن واشنطن على استعداد لفتح قنوات الحوار والتواصل مع الصين، بهدف حسم قبول الرئيس الصيني لعقد قمة مع الرئيس الأمريكي.

فقد تأكد خلال لقاءات التشاور الأمريكية – الصينية بشأن هذه القمة مدى «لهفة» الرئيس الأمريكي على اللقاء بالرئيس الصيني، للتأسيس لقاعدة صلبة للعلاقات الأمريكية- الصينية ضمن الإطار الذي تريده أمريكا من الصين في خضم الصراعات العاتية على زعامة النظام العالمي من جانب الصين وروسيا. فخلال استقباله رئيس الوزراء الأسترالي أنتونى البانيز الشهر الماضي قبيل أيام من الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الأسترالي للصين (زيارة دولة هي الأولى منذ عام 2016) واستمرت أربعة أيام، حرص بايدن على أن يرسل رسائل مهمة للزعامة الصينية تخص تلك القمة الصينية – الأمريكية عبر البانيز، أبرزها قول بايدن: «سنخوض منافسة مع الصين بكل الطرق الممكنة، مع احترام القواعد الدولية السياسية والاقتصادية وغيرها، لكنني لا أسعى إلى النزاع»، ولكي يكتمل المعنى الذي يقصده بايدن، فإن الرئيس الأمريكي طلب من الكونغرس ميزانية إضافية قدرها 7.4 مليار دولار لمنافسة الصين عسكرياً واقتصادياً.

يبدو أن رئيس وزراء أستراليا (حليف بايدن) قد استوعب الرسالة التي حمّلها إياه الرئيس الأمريكي إلى الرئيس الصيني. فخلال لقائه مع شي أشاد البانيز بالتطور الإيجابي في العلاقات الأسترالية – الصينية، لكنه تعمد أن يقول «نحن بحاجة إلى أن نتعاون مع الصين حينما نستطيع، وأن نختلف معها حيث يجب». وهذا بالتحديد ما نسج عليه كبار المسؤولين الأمريكيين في حرصهم على تحديد إطار العلاقة المطلوبة مع الصين: «لا للصراع – نعم للمنافسة».

الناطقة بلسان البيت الأبيض كارين جان بيير قالت في توضيحها لجدول أعمال قمة بايدن مع شي إن الرئيسين «سيناقشان القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، وأهمية الحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة، إضافة إلى مجموعة من العلاقات والتطورات الإقليمية والدولية»، لكن ما هو أهم، حسب قولها، هو «كيفية إدارة المنافسة» بين البلدين ومواجهة التحديات الدولية.

المعنى المطلوب جرى توصيله مباشرة إلى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي زار واشنطن للإعداد للقمة الصينية – الأمريكية، هذا المعنى هو «يجب على الصين تعزيز دورها على الساحة الدولية إذا أرادت أن تعتبر قوة دولية رئيسية ولاعباً مسؤولاً مع بقية الدول الأخرى». هذا هو شرط واشنطن للقبول بها كقوة دولية ولاعب رئيسي، أن تعزز دورها على الساحة الدولية. مسؤول أمريكي كبير كان أكثر صراحة في توضيح معنى أن تعزز الصين دورها على الساحة الدولية، بقوله «أن تقوم بكين باتباع نهج بناء أكثر»، موضحاً أن محادثات وزير الخارجية الصيني في واشنطن تشمل مناقشات حول ملفات: التجارة، والحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وتايوان، والتحركات الصينية في بحر الصين الجنوبي قرب الفلبين، إضافة إلى، وهذا هو الأهم، «التقارب بين روسيا والصين، والحرب بين إسرائيل وحركة حماس».

هذه هي الشروط التي أبرزها أن تقوم الصين بالأدوار التي تريدها الولايات المتحدة في ملفات عديدة أبرزها ملف العلاقات الصينية – الروسية، بمعنى «تفكيك» التحالف الصيني – الروسي ومشاركة بكين الولايات المتحدة في جهود «عزل» روسيا دولياً، ومنعها من أن تخرج منتصرة من حربها في أوكرانيا، إضافة إلى عدم التدخل العسكري في حرب غزة أو توسيع هذه الحرب إلى حرب إقليمية.

هل وصلت الرسائل إلى الرئيس الصيني؟ وهل هذه «المنافسة» التي تريدها واشنطن هي ما يؤمِّن للصين طموحاتها التي تريدها كقوة عالمية؟ وهل تقبل الصين أن تدفع الثمن تفكيكاً لتحالفاتها الاستراتيجية؟ هذا هو التحدي أمام قمة شي جين بينغ مع بايدن.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.