تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نعم لموقف دولي حازم لا لمزيد من الشجب

مصدر الصورة
الوطن العمانية

مع بدء إعلان العديد من حلفاء كيان الاحتلال الصهيونيِّ إدانة همجيَّته وعدوانه المستمرِّ على كافَّة الأراضي الفلسطينيَّة، ورغم أنَّ الإدانات لَمْ ولَنْ تغيِّرَ من واقع الأمْرِ ومن المعاناة الَّتي يعيشها أبناء فلسطين، ولا يُمكِن أنْ توقفَ تلك الكلمات الشَّاجبة حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها الكيان الصهيونيُّ ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل، لكنَّها تُشكِّل تغيُّرًا إيجابيًّا يسعى لتبييض الوجوه من الموقف المُخزي الَّذي اتَّخذه أولئك الحلفاء المتشدِّقون بالحُريَّة وحقوق الإنسان في دعم ومساندة الكيان الإرهابيِّ الغاصب منذ بدء عدوانه، والمشاركة في تضليل الرَّأي العامِّ العالَميِّ، واعتبار أنَّ ما ارتكبته وترتكبه تلك القوَّة الغاشمة المحتلَّة يُعدُّ حقًّا في الدِّفاع عن النَّفْس، متجاهلين أنَّ ما حدَث في السَّابع من أكتوبر يُعدُّ حقًّا أصيلًا في مقاومة المحتلِّ، وفق كافَّة القوانين والأعراف والمواثيق الدوليَّة. ورغم أنَّ التصريحات الأخيرة الَّتي خرجت من قادة ودبلوماسيي العديد من الدوَل الغربيَّة، والَّتي شهدت تغيُّرًا ملحوظًا في اللَّهجة تجاه ما يرتكبه الكيان الصهيونيُّ من قتلٍ وإرهابٍ، فإنَّ ذلك التغيُّر لَمْ يرقَ لموقفٍ حازمٍ يوقف هذا العدوان الغاشم، ويحمي المَدنيِّين الفلسطينيِّين، من آلة البطش الصهيونيَّة المتسلِّحة بأحدث الأسلحة الفتَّاكة. فالتصعيد الحاصل في استهداف المَدنيِّين الفلسطينيِّين، وارتكاب المزيد من المجازر بحقِّهم في قِطاع غزَّة لليوم الـ72 على التوالي، بما في ذلك استمرار قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها واستهداف المستشفيات والمدارس والمراكز الَّتي تؤوي النازحين، ومجازر إبادة جماعيَّة يندى لها جبينُ الإنسانيَّة، يؤكِّد أنَّ العنوان الحقيقيَّ لحرب الاحتلال على قِطاع غزَّة هو قتل المزيد من المَدنيِّين، وتعميق حالة النزوح في صفوفهم، وتحويل قِطاع غزَّة إلى بقعة من الأرض غير صالحة للحياة البَشَريَّة، في تجسيدٍ لأبشع أشكال العنصريَّة والعقليَّة الانتقاميَّة الَّتي لا تليقُ بالدوَل الَّتي طالَما حدَّثتنا عن حقوق الإنسان.

إنَّ حكومة الاحتلال الصهيونيِّ، الَّتي يدرك الجميع أنَّها الأشدُّ تطرُّفًا في تاريخنا المعاصر، تشنُّ حربًا مفتوحة على المَدنيِّين الفلسطينيِّين عامَّة، وتستهدف ضرب البُعد الإنسانيِّ في حياة أبناء غزَّة أكثر من أيِّ شيء آخر، وتستظلُّ بحجَّة الدِّفاع عن النَّفْس والضوء الأخضر الَّذي يعطيه عددٌ من الدوَل لتعميقِ الكارثة الإنسانيَّة في قِطاع غزَّة وضرب علاقة الفلسطينيِّ بأرضه بما فيها القدس الشرقيَّة لتكريسِ وفرضِ رؤيتها للقضيَّة الفلسطينيَّة كمُشْكلة سكَّانيَّة وليست قضيَّة شَعب يرزح تحت الاحتلال ويناضل من أجْل حقِّه في تقرير مصيره، وهو ما تجلَّى في استمرار هجوم نتنياهو وحكومته اليمينيَّة المتطرَّفة على السُّلطة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، وتفاخره بالعمل على منع قيام دَولة فلسطينيَّة مستقلَّة؛ بهدف تصفية المشروع الوطنيِّ الفلسطينيِّ، وفرض الرؤية الصهيونيَّة المدعومة من الغرب.

ومن هذا المنطلق يجِبُ على الدوَل الَّتي تقف مع الكيان الصهيونيِّ سحْبُ غطائها الَّذي توفِّره لحرب الإبادة الجماعيَّة وللمجازر بحقِّ المَدنيِّين، وفرض آليَّات عمليَّة تُجبر كيان الاحتلال على وقف حربه، وحماية المَدنيِّين الفلسطينيِّين وتأمين احتياجاتهم الإنسانيَّة وعودتهم لمنازلهم الَّتي هُجِّروا مِنْها بالقوَّة، ووقف جميع الإجراءات الصهيونيَّة أحاديَّة الجانب غير القانونيَّة الَّتي تجحف بقضايا الحلِّ النهائيِّ التفاوضيَّة، ذلك في إطار واجب الوجود وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى لعقْدِ مؤتمر دوليٍّ للسَّلام يفضي لحلِّ الصِّراع بالطُّرق السِّياسيَّة، وإنهاء الاحتلال الصهيونيِّ لأرض دَولة فلسطين، وما لَمْ يحدُثْ ذلك فعلى تلك الدوَل التوقف عن استخدام الشعارات البرَّاقة والإدانة الصوريَّة الَّتي لا تزال تساوي بَيْنَ الضحيَّة والجلَّاد.

مصدر الخبر
افتتاحية الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.