تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

(الثقافة كانتماء وهوية)… لقاء فكري حواري ضمن فعاليات ملتقى الشباب السوري الروسي بيومه الثالث

مصدر الصورة
SANA

معلومات قيمة وأرقام وإحصائيات حول الأضرار التي لحقت بالمتاحف والمواقع التراثية والمعالم الأثرية على امتداد الجغرافيا السورية جراء الحرب الإرهابية وعمليات التخريب الممنهج والنهب والسرقة والتهريب التي تعرضت لها على يد التنظيمات الإرهابية المسلحة قدمها الدكتور همام سعد مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال الجلسة الحوارية بعنوان “الثقافة كانتماء وهوية” لملتقى الشباب السوري الروسي بيومه الثالث والذي ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية.

وتطرق الحوار إلى الإجراءات التي اتخذتها المديرية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لحماية المجموعات الأثرية في المتاحف والتي تضمنت إغلاق المتاحف وإفراغ صالات العرض وحفظ القطع الأثرية في أماكن آمنة وبناء جدران حول القطع الكبيرة التي لا يمكن نقلها وتحصين الأبواب الداخلية للمتاحف والنوافذ، بالإضافة إلى إطلاق الحملة الوطنية لرفع الوعي بأهمية التراث وتنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات العلمية للتعريف بالموروث الثقافي والتاريخي لسورية باعتباره حاضناً أساسياً للهوية الوطنية.

تيمور كارما دكتور في علم التاريخ ويعمل حالياً في المركز الثقافي الروسي بدمشق تحدّث عن أهمية تعريف الشباب بالتاريخ العريق لبلدهم وضرورة حماية المواقع التراثية والقطع الأثرية، مضيفاً أن أول مشروع سوري روسي مشترك كان ترميم نبع أفقا الأثري في تدمر عام 2021 بالإضافة إلى سلسلة من الأعمال التي تقوم بها البعثة الروسية الأثرية في منطقة وادي قنديل حيث تم اكتشاف عدد من المدافن وخمس تلال أثرية والعثور على قطع أثرية تعود للقرون الرومانية أو البيزنطية، وأضاف: إن عمل البعثة لا يقتصر على ترميم الآثار وإنما أيضاً تعليم الشباب الروسي والسوري ضرورة الاضطلاع بدور فاعل للحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية لما تحمله من قيمة تاريخية وحضارية وثقافية من خلال تنظيم المنتديات الشبابية والزيارات الميدانية، حيث كانت البداية في حمص ثم دمشق ومؤخراً في اللاذقية ما يسهم في تحقيق هذه الغاية.

وعبّر عدد من الشباب الروس عن حزنهم وأسفهم لحجم الكارثة والأضرار التي ألحقتها الحرب بالمعالم والمواقع الأثرية، مبينين أن روسيا مرت بظروف مشابهة خلال الحرب العالمية الثانية وقدم أبناؤها تضحيات مماثلة لحماية معالمها الأثرية، وتحدثوا عن الجهود المبذولة لتعريف الشباب بتاريخهم الحقيقي عبر تنظيم المنتديات وتوفير المحاضرات الصوتية التعريفية بأبرز المعالم التاريخية والأثرية في روسيا.

بدورهم، تحدّث الشباب السوري عن تجربة سورية الغنية بالحوارات الثقافية والجهود الحثيثة لتفعيل دور المجتمع المحلي في حماية التراث وتعزيز الهوية الثقافية لدى الأجيال الجديدة.

في سياق متصل شكّل معمل “سيريا لمنتجات الطبيعة” في قرية بكراما بريف القرداحة في اللاذقية المحطة الثانية في برنامج الملتقى حيث استمع الشباب من القائمين على المعمل إلى شرح حول مراحل الإنتاج المختلفة وصولاً إلى المنتج النهائي.

وأكد أمجد بربهان مدير عام المعمل أهمية إقامة هذا المشروع التنموي لناحية تشجيع الناس للعودة إلى الزراعة وتوسيع الحيازات الزراعية وتوفير فرص عمل للسكان المحليين بالأخص ذوي الجرحى والشهداء حيث يتجاوز عدد المستفيدين من خدمات المعمل بشكل مباشر وغير مباشر المئات من أهالي المنطقة والقرى المجاورة، مشيراً إلى تقديم المساعدة من شتول وبذار وغيرها وفق الإمكانيات المتاحة.

وأضاف بربهان: إن المعمل يستجر منتجات المزارعين من الأعشاب الطبية والعطرية كالزعتر البري والخليلي وإكليل الجبل والمليسة والبابونج وغيرها بشكل مباشر أو عبر نقاط جمع، حيث يتم معالجتها وتعبئتها وتغليفها لتصبح جاهزة للتسويق.

بدوره، أوضح نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية عامر طلاس أن الهدف من الجولة التعريف بالمشاريع التي تقوم بها الدولة بهدف تنمية المناطق الريفية وتحسين الواقع المعيشي للأسر الفقيرة من خلال تقديم الدعم للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر مع الأخذ بالاعتبار أن هذا المشروع موجه لدعم عائلات الجرحى والشهداء الذين لم يبخلوا بتقديم أرواحهم ودمائهم فداءً للوطن وتوفير مصدر دخل لهم.

نيكولاي روماشينكو نائب رئيس حركة الحرس الفتي الروسية عبر عن إعجابه بهذا المشروع ووجد فيه خطوة مهمة لتطوير الاقتصاد ودعم الأهالي كما تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتحسين أوضاع الناس ورعاية شؤونهم ما يسهم في بناء مستقبل أفضل.

بدوره رئيس فرع حركة الحرس الفتي في إقليم تشيليابينسك مكسيم غولوشابوف شدد على المساهمة الكبيرة لمثل هذه المنشآت التنموية الصغيرة في دعم الاقتصاد المحلي والوطني، منوهاً بجهود الحكومة السورية لتعزيز الإنتاج وتشغيل اليد العاملة ومساعدة المزارعين لبيع منتجاتهم والنهوض بأوضاعهم الاقتصادية، موضحاً أن ما أعجبه حقاً أن المنتجات هنا طبيعية وصحية ولا تحتوي مواد كيميائية كسائر المنتجات الأخرى في الأسواق.

كما تضمنت فعاليات الملتقى زيارة جامعة تشرين واللقاء مع رئيس الجامعة والكوادر التدريسية والعلمية حيث قدم رئيس الجامعة الدكتور بسام حسن عرضاً شاملاً عن الكليات والمعاهد التقانية المتوسطة التي تحتضنها الجامعة من مختلف الاختصاصات وبرامج الماجستير والدكتوراه، معرباً عن أمله بزيادة التعاون المشترك بين الجامعات السورية والروسية في المجال البحثي والعلمي.

وتحدثت الدكتورة دارين سليمان رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية عن دور الاتحاد بتعزيز المواطنة والتشاركية من خلال الحوار وإشراك الطلبة بصنع القرار وبالتالي تشكيل حاضنة طلابية تفهم ماهية المشاركة والتغيير وهذا يتطلب جهوداً منظمة والتشبيك مع مؤسسات الدولة المختلفة.

وفي معرض ردها على بعض التساؤلات المتعلقة بدعم أبناء العسكريين، أكدت سليمان أن الدولة أولت اهتماماً كبيراً بأبناء الجرحى والشهداء من ناحية تخصيص مقاعد دراسية وتقديم المنح والدعم المالي والمادي لمساعدتهم في متابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات، إضافة إلى احتضان الطلبة المتميزين وتأمين كافة المستلزمات لمواصلة مسيرة التفوق.

 

 

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.