تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأمن التكنولوجي القومي الأميركي "صنع في تايوان"

مصدر الصورة
العرب

المراهنة على رقائق الذكاء الاصطناعي تمثل تحديا في الصناعة سريعة التطور.

واشنطن تسابق الزمن للالتحاق بالركب

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - خصص مسؤولون أميركيون حوالي 30 مليار دولار لدعم تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة وجلب أحدث تقنيات تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي وتصنيعها في أراضيهم.

وسينطلق تدفق الأموال خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن خبراء الصناعة يرون أن تحقيق الهدف المرجو ليس مؤكدا.

ويرى الباحثان ستيفن نيليس وماكس إيه تشيرني أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يتوجب عليها أن تزن مقدار أموال دافعي الضرائب المخصصة بين شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات وشركة إنتل المحلية التي تبقى جهود التحول إليها واعدة ولكن منافعها غير حتمية.

وتمثل المراهنة على رقائق الذكاء الاصطناعي تحديا في الصناعة سريعة التطور أيضا. ولا يمكن ضمان الأمن في مشهد الذكاء الاصطناعي في المستقبل بتقديم الإعانات اليوم إلى شركات مثل إنتل أو شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات أو إلكترونيات سامسونغ (التي تتنافس على الدولارات الفيدرالية، وهي الشركة الأخرى الوحيدة في العالم التي يمكنها صنع رقائق متقدمة).

وقال جاي غولدبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “دي 2 دي أدفيسوري” للاستشارات المالية والإستراتيجية، إن “الذكاء الاصطناعي يتحرك بسرعة كبيرة. وإذا ركزت على رقائقه اليوم، فستجد نفسك بعد عامين من الآن أمام شيء مختلف تماما. ويختلف هذا مع خارطة الطريق العامة لصناعة الرقائق المتقدمة للعقد المقبل التي نعرفها بوضوح تام”.

واشنطن تخصص 30 مليار دولار لجلب أحدث تقنيات تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي وتصنيعها في أراضيها

وستُضخ الأموال بموجب قانون الرقائق الأميركية لسنة 2022. وتعمل إنتل وشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات وسامسونغ إلكترونيكس على بناء مصانع في الولايات المتحدة ومن المرجح أن تتلقى جميعها درجة معينة من الإعانات الأميركية. لكن السؤال الرئيسي يكمن في كيفية تخصيص المسؤولين الأميركيين للأموال لتعزيز إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو في خطاب الشهر الماضي “نحن لا نصنع أو نعبئ رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة اللازمة لتغذية النظام البيئي للابتكار وتشغيل أنظمتنا الدفاعية الأكثر أهمية. ولا يمكننا بناء الجيل القادم من القيادة التكنولوجية على هذا الأساس الهش”.

ولم تلتزم شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات الرائدة عالميا في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي بعد بجلب تقنياتها الأكثر تقدما إلى الولايات المتحدة.

وتعمل اليوم في تايوان على تصنيع رقائق نفيديا وإي.أم.دي ومايكروسوفت ومجموعة ألفابت، الشركة الأم لـ”غوغل”.

ومن غير المتوقع أن تجلب الشركة إنتاجها المتقدم 3 نانومتر، المعتمد بالفعل لصنع رقائق أيفون 15 برو، إلى أريزونا حتى 2027 أو 2028، رغم بدء الإنتاج الضخم في تايوان العام الماضي.

ولم تكشف الشركة عن أي خطط لجلب تقنية 2 نانومتر (التي سينطلق إنتاجها العام المقبل في تايوان) إلى الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم الشركة إنها حققت “تقدما مطردا في المناقشات الجارية المثمرة مع الحكومة الأميركية بشأن التمويل المبتكر”، وإن أول مصنع لها في الولايات المتحدة “سيمكن القيادة في عصر الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي لعقود”.

ولشركة سامسونغ المنافسة لشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات مصنع قيد الإنشاء في تايلور بتكساس، ومن المتوقع أن ينشر تكنولوجيا التصنيع الأكثر تقدما التي تنتجها. ولكن المحللين ومصادر الصناعة أكدوا أن سامسونغ كافحت منذ فترة طويلة لتصنيع رقائق وظيفية كافية على السيليكون لجعل التصنيع بكميات كبيرة مربحا.

وأحالتنا الشركة إلى تقرير أرباح الثلاثية الرابعة، حيث قال المسؤولون التنفيذيون إن عملياتها التصنيعية المتقدمة تنتج رقائق بكميات كبيرة، وإن الطلبات على رقائق تسريع الذكاء الاصطناعي تتزايد.

وقالت إنتل من جهتها إنها ستنفذ أحدث عمليات التصنيع (18 إي و14 إي) في الولايات المتحدة. لكنها لم تكشف عن أي عملاء رئيسيين يخططون لاستخدام التكنولوجيا لصنع رقائق الذكاء الاصطناعي.

ويتوقع العديد من المحللين أن الحكومة الأميركية ستقرر تخصيص جزء كبير من التمويل بموجب قانون الرقائق إلى إنتل. ويعدّ هذا رهانا على خطة تحول أعلنها رئيس الشركة التنفيذي بات غيلسينغر في 2021 بعد توليه منصبه.

وتتكون رقائق الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد من “شرائح” أصغر يجب تعبئتها معا، وتقول إنتل إنها تستطيع الجمع بين الرقائق التي تنتجها في مصانعها الخاصة مع رقائق أخرى يصنعها منافسوها مثل شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات.

وقال بن باجارين، الرئيس التنفيذي لشركة كرييتيفستراتيجيز التحليلية، إن “تحيزهم مدفوع بأنهم سيكونون الشركة المصنعة المفضلة لهذه الأنظمة المعقدة جدا من الرقائق. وسيصنعونها في الولايات المتحدة”.

ولكن إنتل تواجه مهمة صعبة حتى تصبح قوة الذكاء الاصطناعي في مجال الرقائق، وتتمثل في استعادة زمام المبادرة في التصنيع من شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات ومن ثم يجب عليها تحويل أعمالها إلى شركة تصنيع تعاقدية موجهة نحو الخدمات للعملاء الخارجيين.

وفي حين تبدو تقنية إنتل للتصنيع التي كُشف عنها مؤخرا واعدة على الورق، تبقى جل شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة في السوق من إنتاج شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات.

وقال دان هوتشيسون، نائب الرئيس في شركة التحليل تك إنسايتسإن، “أكبر مشكلة هي التنفيذ. إن أمامهم الآن عاما أو عامين قبل أن ينجحوا أو يفشلوا”.

وقال متحدث باسم إنتل في بيان إن الشركة تسير على الطريق الصحيح مع تكنولوجيا “إي 18” التي تتوقع أن تكون “جاهزة للتصنيع” في النصف الثاني من العام الحالي.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.