تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اليمين في البرلمان الأوروبي

مصدر الصورة
عن الانترنيت

فيما تستعد القارة الأوروبية لانتخابات البرلمان المقررة خلال الفترة بين 6 إلى 9 يونيو/حزيران المقبل لاختيار 720 عضواً، وهي العاشرة منذ أول انتخابات مباشرة جرت عام 1979، والأولى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، يبدو أن القارة العجوز سوف تدخل مرحلة جديدة يسيطر فيها اليمين على البرلمان، ما قد يترك تداعيات سلبية على سياسات الاتحاد الأوروبي، خصوصاً فيما يتعلق بدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، إضافة إلى القضايا البيئية والوحدة الأوروبية بالذات.

فقد أظهر تقرير صدر عن فريق التفكير التابع للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن اليمين الأوروبي يحقق صعوداً لافتاً على حساب الوسط وأحزاب الخضر، ويتوقع التقرير أن يسيطر الشعبيون على نتائج الانتخابات في 9 دول على الأقل، وهي النمسا، وبلجيكا، والتشيك، وفرنسا، والمجر، وإيطاليا، وهولندا، وبولندا، وسلوفاكيا، مع احتمال تقدمهم في دول أخرى مثل ألمانيا وإسبانيا والسويد وفنلندا واستونيا ولاتفيا.

كما كشف استطلاع أجراه معهد «إينزا» الألماني لأبحاث الرأي أن «حزب البديل من أجل ألمانيا» يمكنه مضاعفة حصته التي فاز بها في انتخابات عام 2019؛ بحيث سيحصل على 22 في المئة من الأصوات ليحتل المركز الثاني بعد التحالف المسيحي (أكبر حزب ألماني معارض) كما أن الحزب اليساري الألماني المعارض للسياسة الأوروبية برئاسة سارة فاغنكنيشت سوف يحقق تقدماً لافتاً.

ولا يختلف الأمر كثيراً في فرنسا، فإن الانتخابات البرلمانية الأوروبية ستكون فرصة ل«حزب التجمع الوطني» لتعزيز موقعه؛ حيث بدأ حملته من مدينة مارسيليا (جنوب شرق فرنسا) بمشاركة مارين لوبان، كذلك الأمر في إيطاليا بالنسبة لحزب «فراتيلي» (أخوة إيطاليا) الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وفي بولندا بالنسبة لحزب «العدالة والحق»، و«حزب فوكس» الإسباني، و«حزب الحرية» الهولندي، و«حزب فيدس» المجري؛ حيث من المنتظر أن يحصلوا على المزيد من المقاعد.

ويشير التقرير الأوروبي إلى أن عدد نواب معسكر اليمين المتطرف داخل البرلمان قد يرتفع من 127 حالياً إلى 180 أو أكثر، كما أن اليسار من المتوقع أن يحسّن حصيلته الانتخابية بالحصول على 44 مقعداً.

وعلى الرغم من أن التصويت على القوانين يتم وفق التحالفات الحزبية، حيث تسيطر على البرلمان تاريخياً أحزاب الوسط، إلا أن الانتخابات المقبلة قد تُغير التحالفات لصالح اليمين المتطرف، ما سوف يؤثر في مجمل السياسات الأوروبية تجاه الحرب الأوكرانية، والعلاقة مع روسيا، والهجرة، والتحول البيئي، والدفاع الأوروبي، وتوسيع الاتحاد.

بعض المحللين يطرحون مخاوف من أن يؤدي صعود اليمين إلى الدفع بتشريعات تهدد الوحدة الأوروبية في ظل أغلبية يمينية في البرلمان الأوروبي تمسّ العملة والجمارك والقضايا الإنسانية، والأمر الأخطر سيكون مراجعة حصة دول الاتحاد الأوروبي في تمويل حلف الأطلسي.

بعد حزيران القادم سوف تكون هناك أوروبا جديدة غير التي نعرفها، إذا ما تمكن اليمين من أن يفرض سطوته على البرلمان الأوروبي.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.