تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: فوز بوتين يقلق الغرب

مصدر الصورة
عن الانترنيت

كان من المتوقع فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية رئاسية خامسة حتى عام 2030، لكن ليس بهذه النسبة القياسية العالية التي بلغت 87.29 في المئة من الأصوات، ما يعني تفويضاً شعبياً كاسحاً له في المضي بقيادة روسيا وفق نهجه وسياساته على الصعيدين الداخلي والخارجي، رغم المحاولات التي بذلت لتعكير صفو العملية الانتخابية وإخراجها عن مسارها، من خلال أعمال احتجاجية قام بها بعض المعارضين، من بينها صب سائل ملوّن في بعض صناديق الاقتراع، وإلقاء زجاجة مولوتوف على مركز اقتراع في سانت بطرسبرغ، إضافة إلى هجمات إلكترونية خارجية لتعطيل العملية الانتخابية.

لكن بدا واضحاً مدى غضب وقلق الدول الغربية من هذا الفوز الذي اعتبره بوتين تعبيراً عن «الثقة» و«الأمل» فيه، إذ وصف البيت الأبيض الانتخابات بأنها «ليست حرة ولا نزيهة؛ لأن بوتين زج بمعارضيه في السجن ومنع آخرين من الترشح ضده»، أما الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي فاعتبر الانتخابات «غير شرعية»، ورأت بولندا أنها «غير قانونية وغير نزيهة»، وقال جوزيب بوريل مسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن إعادة انتخاب بوتين استندت إلى «القمع والترهيب»، وقالت الخارجية الفرنسية «إن الانتخابات الحرة والديمقراطية لم تتوفر في روسيا»، ووصف أمين عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الانتخابات بأنها «غير حرة». في حين اعتبرت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك «الانتخابات زائفة».

هذا الموقف الغربي السلبي، من إعادة انتخاب بوتين رئيساً، يعكس مدى القلق تجاه سياساته التي تشكل تحدياً في مواجهة المخططات التي تسعى لتقليم أظافر روسيا وإضعافها من خلال الحرب الأوكرانية والحصار العسكري بواسطة حلف الأطلسي، والضغوط الاقتصادية بالعقوبات.

إن شبه الإجماع حول بوتين يعني أن هناك ثقة كبيرة بأنه الوحيد القادر على المواجهة وحماية روسيا التي أنقذها من الانهيار، وأعاد إليها مكانتها وقوتها السابقة، بعد أن كادت تخرج من الساحة الدولية كقوة عظمى لتسقط في يد الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

موسكو بررت تعاظم التأييد الشعبي لبوتين بأنه رد على السياسات الغربية المناهضة لها، وأن نتيجة الانتخابات أظهرت وحدة الشعب الروسي وتماسك الجبهة الداخلية، وهو ما أشار إليه الرئيس الروسي في «خطاب النصر» بأن هذه النتيجة «توفر شروطاً لمزيد من المضي قدماً حتى تصبح روسيا أقوى وأقوى وأكثر فاعلية». ووجه تحذيراً للدول الغربية من احتمال نشوب صراع واسع النطاق قد يتحول إلى «حرب عالمية ثالثة لا يرغب أي طرف فيها».

بوتين لم يستغرب رد الفعل الغربي تجاه إعادة انتخابه بقوله متسائلاً «هل كنتم تتوقعون أن يصفقوا؟ إنهم يقاتلوننا بالسلاح»... لكن في المقابل بدا لافتاً حرارة تهنئة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي تجاوزت الكلام البروتوكولي في مثل هذه المناسبات، حيث أكد أن «العلاقة الاستراتيجية بين البلدين ستتعزز باستمرار»، واعتبر أن فوز نظيره الروسي في الانتخابات الروسية «يظهر بشكل كامل دعم الشعب الروسي». وقال: «في الأعوام الأخيرة، توحّد الشعب الروسي لتجاوز التحديات.. أعتقد أنه بقيادتكم ستكون روسيا قادرة على تحقيق إنجازات أكبر في التنمية الوطنية والإعمار». وأكد أن «الصين وروسيا هما أكبر صديقين وشريكين استراتيجيين شاملين في العصر الجديد».

هذا يعني بالحسابات السياسية أن الصين تعتبر فوز بوتين انتصاراً لعلاقاتهما الاستراتيجية، وإصراراً على مواصلة «شراكة بلا حدود» التي أعلنت في شباط 2022، وأنهما سيمضيان معاً في مواجهة الدول الغربية لقيام نظام دولي بديل عن النظام الحالي.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.