تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

انتقادات واسعة للإعلام السوري ولسيارة عبد الله الأحمر

محطة أخبار سورية

 

 ارتفعت حدة النقاش أمس في الجلسة الثانية من ندوة «كلنا للوطن» التي يقيمها اتحاد الصحفيين عندما اتهمت إحدى المداخَلات رجال الدين المسيحي بالتقصير في أداء واجبهم خلال الأزمة التي تشهدها سورية ما أثار حفيظة الإعلامي سعد اللـه بركات الذي طالب مدير الندوة مصطفى المقداد بالرد على هذا الكلام فما كان من الأخير إلا أن خاطبه: أنا مسيحي أكثر منك، رافضاً أي فهم مغلوط للمراد من المداخَلة.

وانعقدت الجلسة تحت عنوان «دور الإعلام في تشكيل الرأي العام» وحاضر فيها الإعلامي فايز الصائغ (عمل سابقاً مديراً عاماً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السورية سانا ورئيساً لتحرير جريدة الثورة) والأستاذ في كلية الإعلام بجامعة دمشق كمال الحاج.

وفي مداخلته تساءل كريم قبلان بانفعال شديد خالطه الحزن والأسى:

أين رجال الدين المسيحي الذين يمثلونني؟ ماذا فعل القائمون على المؤسسات المسيحية لمواجهة الأزمة في سورية؟ قبل أن يؤكد «لسنا طائفيين ولسنا مذهبيين.. نحن قوميون عروبيون سوريون قبل كل شيء وبسبب غيرتنا على هذا الوطن نتحدث بذلك».

ووقف الإعلامي في التلفزيون السوري سعد اللـه بركات مقاطعاً ليعلن رفضه لهذا الكلام قائلاً: أنا كبعثي أرفض أن يقودني رجل دين، وطالب مدير الجلسة نائب رئيس اتحاد الصحفيين مدير تحرير جريدة الثورة مصطفى المقداد بالرد على قبلان فما كان من المقداد إلا أن قال لبركات: أنا مسيحي أكثر منك وأرفض أي تأويل خاطئ لما جاء في المداخَلة ووضعها في غير سياقها.

ولم يسلم أداء الإعلام السوري الرسمي من الانتقادات التي كان مصدر بعضها مَنْ عمل في هذا الإعلام أكثر من أربعين عاماً.

عصام داري الذي عمل رئيس تحرير جريدة تشرين ويعمل حالياً في قناة الإخبارية السورية قال:

كنا (أثناء عملنا السابق) نفتقد المعلومة التي كانت غائبة.. كنا نجتهد الموقف السياسي من عندنا... بعض المسؤولين كانوا يستعينون بالصحف وتعليقاتها ليعرفوا كيف يعملون. واتهم داري الإعلام الرسمي بأنه «يغيَّب المعلومة وهو تصرف أسوأ من الكذب، أدى إلى هوة بين الإعلام والشارع وهذه الهوة جعلتنا عاجزين عن تكوين المعلومة وعاجزين أن نكون صادقين مع الجمهور».

كما تحدث داري عن وجود «خلل فاحش وكبير جداً في إعلامنا... فلم نستطع تطوير رأي عام، كان لدينا خطاب رسمي جاهز مقولب وهذه عبارات ملَّ منها البشر» وحمَّل الحكومة وبعض المسؤولين «المسؤولية الكبيرة» عن كل ذلك «فهم جعلونا ننام بالعسل ولسنا وحدنا مسؤولين عن تدهور الإعلام وتراجعه». أما الصائغ فدعا إلى أن «نكف عن جلد أنفسنا في الأزمات لأننا نُجلد من الآخرين ليلاً ونهاراً بلا رحمة» ودعا إلى «تحصين» الرأي العام السوري مضيفاً: نعيش في فجوة إعلامية خطيرة والعرب فشلوا في توظيف منظومة إعلامية عربية تساعد على تنظيم الرأي العام العربي.

الصحفي وائل حسن هزئ بقدرات الإعلام السوري حين وصفه بـ«العظيم» متسائلاً:

هنا في القاعة ست أو سبع شخصيات إعلامية مهمة تسلمت مناصب رفيعة.. ماذا قدمت لتطوير الإعلام في سورية؟ دون أن يحصل على جواب.

وانتقد حسن حزب البعث العربي الاشتراكي معتبراً أن «صمته» تجاه الأزمة في سورية هو «أكبر سلبية» وقال: بعد أربعين عاماً أكلوا (مسؤولي الحزب) خلالها من الحزب ها هم الآن يقفون مكتوفي الأيدي (تجاه الأزمة في سورية) والأمين العام المساعد للحزب (عبد اللـه الأحمر) يركب سيارة بعشرة ملايين ليرة سورية هي من اشتراكات أعضاء الحزب.

الأستاذ في كلية الإعلام كمال الحاج اتهم الإعلام السوري بأنه:

«أفشل لفترة طويلة إنشاء قادة رأي في سورية، فطفا على السطح محللون سياسيون لا يعرفون معنى التحليل السياسي» وكانوا «جزءاً من الأداء الفاشل في هذه الأزمة» متسائلاً: هل هؤلاء قادرون على إقناع الآخرين؟ وسأل الحاج: هل نحن أمام أزمة إعلاميين أم أزمة إدارة أم إعلام أزمة قبل أن يجيب بإشارة من يده تدل على أننا نعاني الأزمات الثلاث معاً.

وانتقد الحاج أداء ومهنية بعض العاملين في الحقل الإعلامي في سورية «فقد سألتني إحدى المذيعات عن عنوان الحلقة التي سأشارك فيها». وتبحث الجلسة الثالثة اليوم محور «دولة القانون» ويحاضر فيها عميد كلية الحقوق في جامعة دمشق محمد الحسين ونقيب المحامين نزار اسكيف.

وكانت الجلسة الأولى تناولت الأحد «المجتمع الأهلي ودوره في وأد الفتنة».

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.