محطة أخبار سورية
عندما تقدّم المواطن "غيث الدالي" بشكواه إلى فرع الأمن السياسي بدمشق يقول فيها أنّ أولاد عمه قاموا بالاستيلاء على عقار تعود ملكيته له وأنّ بلدية "المزة" لم تكن متجاوبة معه، بحسب ما ورد في الشكوى، وكذلك محافظة دمشق قالوا له في الفرع: "لولا أنّ هناك أوامر بعدم التدخل بشؤون البلديات وسير عمل المجالس التي ترتبط بعلاقة مباشرة مع المواطن لكان لنا تصرف آخر بحق المعتدي".
هل خسر مواطننا جهة تعتبر في النهاية من أجهزة السلطة السورية الساعية إلى تحصيل حقوقه بسبب تقاعس باقي الأجهزة الإدارية في حل مشكلاته، كثيرون من يلجئون إلى جهاز أمني لحل مشكلة تتعلق بسوء إدارة حكومية ما، لكن يبدو اليوم أنه لم يعد لتبعض تلك الأجهزة علاقة من أي نوع كانت وبحسب ما يقول رئيس بلدية "المزة" أنه لم يتمكن من هدم مخالفة في المزة86رغم وجود قوة من حفظ النظام آزرت الأمر لكن مقاومة الأهالي للجان الهدم جعلتها تنسحب دون أداء مهمتها ما دفع بالناس إلى ارتكاب أبشع المخالفات، وبحسب بلدية "المزة" فأنّ هناك أكثر من أربعمائة مخالفة في منطقة "المزة" وحدها خلال شهر لم يتمكنوا من إزالتها بسبب عدم وجود تعاون من قوى الشرطة التي بدورها رفعت يدها عن الأمر على حد قوله.
لجنة الهدم في البلدية وصلت بالأمس لتهديم مخالفة كانت قد علمت بها البلدية من خلال شكوى رفعت إليها لم تستطع أن تنفذ أمر الهدم لسبب ما، فهل باتت البلديات عاجزة عن القيام بمهامها وسط انسحاب جهة ما من مساندتها.
بلدية المعضمية الشام لم تجرؤ على إزالة مخالفة واحدة، بسبب غياب قوة الشرطة وحفظ النظام، كما يقول البعض فيها، فذهب القانون 59 القاضي بإزالة المخالفات كافة سدى، من كان يجرؤ قبل تلك الأحداث في سورية على ارتكاب مخالفة واحدة، أذكر أنّ بلدية ما قامت بهدم سقف توتياء في إحدى بيوت السومرية لأنه مخالف للقانون واشتكى الأهالي قسوة ذاك القانون الذي حرمهم الشتاء والصيف وجعل حياتهم مجرد موت متواصل، في حين نراها الآن تماطل في هدم أي مخالفة متذرعة بحجج شتى لدرجة أنّ رئيس بلدية المزة هيثم بوريش طالب لجانه بحل المخالفات فورا إذا استطاعوا ذلك لأن تترك أسابيع للنظر فيها فحجم المخالفات كبير على حد قوله، والمواطن بدوره استمرأ الدور وراح يخالف يميناً وشمالاً، فأمام منزلي الكائن في المعضمية عشرات الواجهات المخالفة والملاحق والأسطح البارزة وربما يجرؤ شخص ما على تغيير مواصفات منزل بأكمله بغفلة من أعين الجهات المعنية التي باتت الشائعات تلاحقها بأبشع الصور فموظف صغير في البلدية يوجد بحوزته مستندات فساد تدين رئيسه ربما نستفيد منها غداً في المستقبل عند تفعيل عمل هيئة مكافحة الفساد فنتمنى ألا يطول مجيء الغد وإلا سنتحول إلى عاصمة للمخالفات التي ستكون حجمها أكبر من لجنة هدم.
