تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السلمية عطشى والحل في جر مياه الفرات

محطة أخبار سورية

نتيجة لسيطرة موجة الجفاف على أغلب مناطقنا ومنها منطقة سلمية خلال السنوات العشر الماضية, بات من المتعذر على أهالي المنطقة تأمين مياه الشرب بشكل مستمر لسكان المدينة وريفها البالغ عددهم أكثر من 350 ألف نسمة، ومع تفاقم مشكلة العجز المائي في المنطقة،.

 

طرح الأهالي منذ عام 1979 فكرة مشروع جر مياه الفرات إلى منطقة سلمية في محافظة حماة, وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على طرح المشروع، الذي لم يلق اهتماماً، من قبل الحكومات المتعاقبة رغم انه كان يدرج ضمن خطط وزارة الري والجهات المعنية. ‏

 

اليوم يعيد أهالي المنطقة مطالبهم بجر مياه الفرات إلى مدينتهم عبر منبر صحيفة تشرين، فإحياء هذا المشروع سيكون الحل الوحيد والأمثل لاستقرار أهالي المنطقة، وخاصة أن مياه الفرات وصلت إلى مدينة مسكنة التي لا تبعد كثيراً عن أطراف مدينة السلمية وريفها. ‏

 

استقرار مائي ‏

السيد خضر من أهالي المنطقة يقول: إن مدينة سلمية بحاجة كبيرة لهذا المشروع خاصة لأغراض تأمين مياه الشرب للمواطنين، فمصدر مياه الشرب الوحيد للمدينة هو من أعالي العاصي وقابل لعدم الاستقرار، لذلك تنفيذ المشروع سيحقق استقراراً مائياً لمياه الشرب في المنطقة. ويؤكد خضر على أهمية تنفيذ المشروع، ومساهمته في إنعاش المنطقة بيئياً واقتصادياً وتوفير مياه الشرب للسكان وللزراعة بعد استنزاف الحوض المائي للمنطقة نتيجة الحفر العشوائي للآبار السطحية من قبل السكان المحليين. ‏

 

مصدر غير مكلف ‏

المواطن محمد- أستاذ العلوم يقول: عندما تم وضع خطة لإرواء مدينة سلمية في ثمانينيات القرن الماضي ضمن مشروع إرواء مدينتي حمص وحماة وقرى الرستن, كانت حصة مدينة سلمية حوالي 15 ألف م3,على أن تكون هذه الكمية كافية حتى نهاية الألفية الثانية، ولكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، حيث تم التعدي على خط المياه القادم إلى سلمية في عدة أماكن, فزاد من المشكلة بعدم ضخ الكمية الكافية من حصة المدينة حيث وصلت إلى 8 آلاف م3 ومع تضاعف عدد السكان في العقود الأخيرة,أصبحت موارد مياه الشرب لا تكفي حاجة السكان، مع انعدام الحلول القريبة لمشكلة مياه الشرب، ما جعل الأنظار تتجه نحو مصدر غير مكلف وبطاقة صغيرة, وكاف لإرواء مدينة سلمية وهو جر خط مياه للشرب من بحيرة الأسد لإرواء عطش هذه المدينة, مع العلم أن ما يعادل نصف متر مكعب من المياه يكفي لإرواء المدينة والقرى التي سيمر عبرها هذا الخط، فهل من مجيب؟ ‏

 

يحقق الاستقرار ‏

المهندس علي أكد أن مشروع جر مياه الفرات إلى سلمية مشروع حيوي وخدمي واقتصادي للمواطنين، حيث سيوطن المشروع أكبر عدد من المواطنين ويحقق استقرارهم في المنطقة، وخاصة سكان البادية، وسيساهم المشروع في دعم الاقتصاد الوطني من خلال الزراعات الرعوية للثروة الحيوانية... ويضيف علي: إن جر المياه له أهمية كبيرة في تأمين مياه الشرب، لأن المصدر الذي تشرب منه المنطقة غير ثابت وغير مستقر والمنطقة عطشى أثناء الصيف، علماً أن كلفة المشروع على الدولة أقل من الكلف التي صرفتها وزارة الري على الآبار السطحية، لو حسبت الكلفة، فستجد أن جر المياه لا يكلف المبالغ التي دفعت ومن دون جدوى اقتصادية، وأغلب الآبار جفت ولا يزال العاملون الذين كانوا يريدونها يتقاضون رواتب ودون عمل. ‏

 

انتعاش اجتماعي واقتصادي ‏

بينما المهندس الزراعي إبراهيم عباس يقول: تقدمت بدراسة فنية حول مشروع جر مياه نهر الفرات إلى مجلس الشعب في عام 2001، لأن المشروع له أهمية كبيرة للمنطقة خاصة أن منطقة السلمية تعاني من شح كبير في مياه الشرب منذ سنوات، وتحقيق المشروع سيؤمن مياه الشرب لمعظم قرى المنطقة التي بدأت تعاني من العطش الحقيقي والمشروع ويحقق زيادة في الحركة العمرانية ويساهم في انتعاش المنطقة اجتماعياً واقتصادياً... ويضيف عباس: إن المشروع سيعمل على إيقاف الهجرة إلى خارج المنطقة وهذا يتمشى مع سياسة الدولة لتخفيف الهجرة من الريف إلى المدينة، وأشار عباس إلى أن وزارة الري أدرجت دراسة المشروع ضمن المشاريع المقترح إرواؤها من نهر الفرات ولم يبت به حتى تاريخه. ‏

 

الاستخدام الأمثل للمياه ‏

ويجد أبو سامر أنه يمكن تعويض تكاليف الجر إلى المناطق المناسبة عن طريق الإنتاجية العالية والاستخدامات المثلى لمياه الري وزراعة المحاصيل ذات الأسعار العالية في الأسواق المحلية والعالمية، والاستفادة القصوى من قيم هذه المحاصيل وتوفير المخزون من المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن وغيرها من المحاصيل الزراعية الهامة. ‏

 

دراسة لجر المياه ‏

كانت شبكة الآغا خان للتنمية قد وضعت دراسة استندت إلى دراسات سابقة حول جر مياه الفرات إلى منطقة سلمية، لتأمين مورد مائي ثابت للشرب والزراعة للمنطقة والقرى المحيطة واستعرضت الدراسة الوضع العام للمنطقة، حيث أشارت إلى أن سلمية منطقة زراعية خصبة تعرضت منذ نحو نصف قرن إلى كارثة نضوب المياه الجوفية ما أدى إلى تقلص المساحة المروية إلى أقل من ربع ما كانت عليه، ونتيجة لذلك تضاءلت فرص العمل وانخفضت مستويات المعيشة وازدادت معدلات الهجرة الداخلية والخارجية، هذا الواقع فرض ضرورة التوجه لجر المياه إليها من مصادر أخرى (نهر العاصي أو نهر الفرات)، وبما أن كمية المياه المتاحة في نهر العاصي وسدوده التخزينية لا تسمح بأخذ أي كمية منها بل هي في حالة عجز متزايد، لذلك أصدر السيد رئيس مجلس الوزراء القرار رقم (156) تاريخ 19/4/1979 المتضمن تشكيل لجنة متخصصة لوضع دراسة فنية – اقتصادية حول جر 300 مليون م3 سنوياً من مياه نهر الفرات لري أراضي منطقة سلمية، ولم تنفذ. ‏

 

ووضعت دراسة ثانية في عام 2002 ضمن مشروع كبير مقترح للتنمية الزراعية في حزام بادية حماة وحمص منها جر 344 مليون م3 سنوياً لمنطقة سلمية لأغراض الري والشرب، ثم عدلت الدراسة ووضعت الثالثة عام 2004 ضمن مشروع مقترح للتنمية الزراعية في منطقة سلمية لجر 110 ملايين م3 سنوياً للري والشرب، إلا أن هـذه الدراسات جميعها لم تجد طريقها إلى التنفيذ وازداد الوضع سوءاً عاماً بعد عام ليس في مجال تأمين مياه الري فقط، وإنما في مجال الشرب أيضاً حيث يتم تزويد أهالي المنطقة بالمياه لساعات معدودة في الأسبوع وتستمر المعاناة وتكثر المطالبات من كل الجهات الشعبية والرسمية, فهل مشروع جر مياه الفرات إلى سلمية يمكن أن يرى النور قريباً ويصبح واقعاً؟ ‏

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.