محطة أخبار سورية
أول متنزه جيولوجي في سورية ستتم إقامته في بادية السويداء حيث تعكف حالياً دائرة الموارد الطبيعية في مديرية شؤون البيئة بالسويداء على جمع وإعداد قاعدة بيانات لمنطقة الصفا والمناطق المحيطة بها وتشمل جبل سيس الأثري وخرب الأنباشي والهبارية والبيضا في خطوة لحماية هذه المواقع والحفاظ عليها ضمن محيطها البيئي وتأهيلها للسياحة البيئية والتاريخية إذ تتميز بغناها بالمعطيات العلمية والتاريخية التي تعود إلى نحو 4 آلاف عام.
وفي تصريح لوكالة سانا بينت المهندسة أميمة الشعار أن هذه المواقع تحقق شروط تحويلها إلى حديقة ومتنزه جيولوجي وهذا ما يسهم في تثقيف السكان المحليين بقضايا العلوم الجيولوجية وعلاقتها بالقضايا البيئية وضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المستدامة وصون التنوع الثقافي والجيولوجي وتنشيط الأبحاث العلمية والتاريخية واستخدام الخطط التشاركية.
وقال المهندس وسيم الشعراني رئيس دائرة آثار السويداء إن منطقة الصفا هي منطقة وعرة صحراوية تكثر فيها التلال البركانية وبقايا أشجار حراجية والعديد من الآثار ومواقع للاستيطان البشري تعود إلى عصر البرونز وكتلة عظمية هائلة متكلسة ومحروقة تعود لعشرات الآلاف من الحيوانات إضافة إلى طراز غير مألوف من الأبنية كما تتميز المنطقة بالنقوش الصفائية المشتقة من الأبجدية المسندية والمنقوشة على الصخور والمنتشرة في شبه الجزيرة العربية والأردن وجنوب سورية والتي استخدمت منذ القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي. وتشير المعطيات الواردة في الدراسة التي قامت بها البعثة السورية - الفرنسية لآثار الهبارية والامباشي بالسويداء إلى ملاحظة 6 أشكال مختلفة للتجمعات السكانية فيهما من حيث تنظيم العمارة البيتية وعمارة الصروح الكبيرة والمنظومة المائية المتطورة والتي تعكس تصورات متنوعة لأسلوب الحياة اليومية للسكان في تلك العصور واستقراراً متصلاً بالرعي والصيد إلى حد بداية الزراعة. وأضاف الشعراني أن جبل قصر سيس الأثري الذي يقع في الجنوب الشرقي من مدينة دمشق بحوالي 105 كيلومترات ذكر في معجم البلدان لياقوت الحموي باسم أسيس به صخور بركانية و يشكل بالإضافة إلى خربة البيضا جزءاً من منطقة اللجاة وفي شرقه تقع منطقة الصفا حيث تنتشر على هذا الجبل وحول البحيرة بقايا أبنية أثرية فيها بقايا قصر وحمام وجامع وخانات ومخازن وغيرها.
ودلت الكشوف الأثرية على أن آثار جبل قصر سيس الأثري هي آثار أموية وأن القصر كان مقاما للخليفة الوليد حيث يعد هذا البناء من أقدم أبنية الأمويين في الصحراء و يضم جامعا وحماما من أقدم الحمامات الإسلامية التي أنشئت خارج المدن وعمارة من أول العمارات الإسلامية التي تزين بالجص
