تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هيثم مناع: بعض المعارضين السوريين يظنون إذا استقبلهم حمد بن جاسم فقد صار مجلس الأمن تحت إبطهم

 

محطة أخبار سورية

قال رئيس "هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر" هيثم مناع بتشاؤم عن عواقب مسألة التسلح في الأزمة السورية، معتبرا أن الدور الخارجي والإعلام الخليجي مسؤول بشكل كبير عن ذلك. لكنه لا يعفي أطرافاً معارضة أخرى من "بيع الأوهام" للسوريين. وأضاف ساخراً "يظنون أنه إذا استقبلهم (رئيس الوزراء وزير خارجية قطر) حمد بن جاسم، فقد صار مجلس الأمن تحت إبطهم".

تحدث مناع إلى صحيفة السفير بعدما حضر ووفد من هيئة التنسيق المعارضة إلى بروكسل، والتقى لجنة الأمن والدفاع للاتحاد الأوروبي. وهي واحدة من اللقاءات التي تتجول فيها هيئة التنسيق لتنقل «صورة أوضاع اليوم في سورية"، ميدانياً وسياسياً، ووجهة نظر الهيئة مما يحدث.

وأبرز ما دار حوله الحديث، كما يقول مناع، هو الموقف الأوروبي من دعوة الجامعة العربية في قرارها الأخير إلى إرسال قوة "حفظ سلام دولية" إلى سورية. وهنا يلفت إلى أنه "كان من المفروض على جامعة الدول العربية أن تأخذ بكل الملاحظات التي سمعناها من الأطراف الأوروبية قبل أن تأخذ هذا القرار. مثلا، عدم وجود أوروبيين (في قوة السلام المقترحة)، ورفض فكرة التدخل العسكري الأجنبي لأنها ستعقد القضايا أكثر، والتعامل بحذر مع ظاهرة التسلح لأن نتائجها غير محمودة العواقب".

وفي هذا السياق، ينتقد المعارض المقيم في باريس دولا عربية، لا يسميها. وقال "في هذه المسائل، للأسف، هناك خفة لدى بعض الدول العربية في تناولها، وكأنها تظن أنه بالإمكان فعل كل شيء أو استنساخ التجربة الليبية في سورية".

ويأسف مناع لإنهاء مهمة المراقبين العرب في سورية، وهو ما نقله للأوروبيين. وأوضح "قلنا لهم إنه تم الاستغناء بشطبة قلم عن مسألة المراقبين العرب، التي كانت عصفوراً باليد بالإمكان تحسين وضعه"، مشيراً إلى أن طلب قوة سلام من مجلس الأمن هو تنصل عربي من المسؤولية ووضعها على عاتق المجلس، سواء قبل أو رفض.

وينقل المعارض السوري، الذي يذكر دائماً بلاءات هيئة التنسيق (لا للطائفية، لا للتسلح، لا للتدخل العسكري)، أن لدى الأوروبيين موقفاً مماثلاً لموقف هيئة التنسيق. "الأوروبيون مثلنا، وهناك مخاوف حقيقية من التسلح والتطييف"، يقول مناع قبل أن يؤكد أن "لا أحد" من الدول الأوروبية أظهر مواقف تميل لدعم التدخل العسكري الأجنبي، وجميع ممثلي الدول الأوروبية ذكروا بمواقف بلدانهم الواضحة في رفضها لهذا التدخل.

وأحيط قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي دعم قرارات الجامعة العربية ورؤيتها للحل في سورية، بإمكانية استخدامه بديلا عن مجلس الأمن لتشريع تدخل خارجي، عبر مبدأ الحماية الدولية أو التدخل الإنساني. ورحب مناع بقرار الجمعية العامة، واعتبره "وقفة دعم معنوية للشعب السوري مهما كان نصه ومحتواه"، لكنه نفى إمكانية حدوث تدخل عسكري بناء عليه، موضحاً "لم يحصل في التاريخ المعاصر تدخل عسكري على أساس قرار من الجمعية العامة".

هذا الحديث عن التدخل العسكري يوصل لمن يدعو له. هناك جهات في معارضة "المجلس الوطني السوري" تدعو صراحة للتدخل العسكري، وتبرر بأنه لحماية المدنيين. ليعقب مناع على ذلك بطرفة تقول "عمي أبو محمود كان جالساً مع زوجته، فقال لها: ما رأيك أن نقول للشباب في (حلف) الناتو أن يأتوا"، فردت عليه "إذا ردوا عليك يا أبو محمود فلمَ لا".

ومن وسط ضحكه على ما قال، يضيف مناع بسخرية "يعني، هناك بعض المعارضين السوريين يظنون أنه إذا استقبلهم حمد بن جاسم، فقد صار مجلس الأمن تحت إبطه"، مضيفاً "للأسف، أحياناً هي (الدعوات للتدخل العسكري) ليست صبيانية ولا مراهقة سياسية، إنها أميّة سياسية بكل معنى الكلمة. بهذا الكلام نضحك على الناس ونقول لهم سنأتي لكم بالناتو، وكأن الناتو تحت تصرفهم، وإذا لم يأت الناتو يطلع أن هيثم المناع هو من منع الناتو من المجيء وكأنه ينتظر إشارة مني".

التسلح أيضاً يخيم على الحديث عن الحراك الداخلي السوري، خصوصا مع تصاعد الدعوات إليه. المسألة لا تتعلق بالهتاف تأييداً لـ"الجيش السوري الحر"، بل بجعله "متن" الحراك، وبالسعي لجعل المتظاهرين إما مشاريع كتائب له، أو جعل حراكهم السلمي هامشياً، كما يرى مناع.

ويقول عن إشكالية التسلح وخطورته "يمكنك أن تعوّم التسلح إعلامياً، ولكنك تعطي ورقة للنظام السوري لا يحلم بها. إذا حولتها (المعارضة السورية) لمعركة عسكرية سيصبح احتمال الخسارة والربح احتمالا عسكرياً، بينما الحركة المدنية الشعبية لا يمكن التعامل معها باعتبار أنها ستخسر. مر 11 شهراً ولم يرفع أحد من الناس العلم الأبيض، بينما العسكري إذا خسر يتوقف فوراً، أو يذهب شهيداً".

لكن هل تتعلق مسألة التسلح، كما يظهر، فقط بالتعويم الإعلامي، أم بحضورها على الأرض؟ يرد مناع بأن حجم الحضور وتمثيله مسألة جوهرية أيضاً، مضيفاً "إنها حاضرة، ولكن هناك فرقاً في أن تكون ظاهرة حاضرة في الواقع وتمثل جزءاً منه، أو اعتبارها تشكل الواقع كله".

ويقود هذا مناع ليأسف على مآل السلمية والزاوية التي يحشرها التسلح فيها. ويقول "الآن لم يعد أحد يهتم بتظاهرة سلمية، كما لو أن هؤلاء (مخنثين) من يخرجون سلميين، ويجب أن تخرج مسلحاً" لتثبت العكس، مضيفاً "انخفضت نقاط التحرك السلمي بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وغداً إذا لم يعد هناك تظاهرات مسلحة وصارت معركتنا عسكرية، وصرنا نتفرج كشعب عليها، فمن سيربح المعركة العسكرية سنرضخ له".

إلى ذلك القلق، يضيف مناع ريبة في أحد طرفي المعركة التي يتحدث عنها، موضحاً "ليس مضموناً هذا، ما يسمى بالجيش الحر، ولا تؤاخذني فهو جسم من دون رأس، وفيه كل شيء من العسكري الذي ترك الجيش إلى الكويتي الهارب ليقوم بجهاد عندنا". ويفند طريقة الترويج للتسلح باعتبار أن "المشكلة هي في أنهم يجرون التقييم الإيجابي للسلاح والتسلح، بحيث أن التضحيات الأخرى يجري تهميشها، وتتراجع في الميدان، ثم تحدث المواجهة العسكرية ويربح من يربح"، يعلق بلهجة حاسمة "هنا لم نعد في ثورة".

وللحديث عمن يتحمل المسؤولية في هذا التوجه، يقول إن "«هناك دوراً خارجياً في ذلك، وبالتأكيد الإعلام الخليجي يتحمل مسؤولية كبيرة جداً. هذا الإعلام لا يهمه هيثم مناع، بل يهمه ضابط منشق يخرج هويته ويقول كيف التحق بالجيش الحر".

وأعلنت الحكومة الأردنية مؤخراً أنها على وشك الانتهاء من مخيم جهزته للاجئين السوريين في محافظة المفرق شمال شرق الأردن، لكن مناع حذر أبناء درعا، ودعاهم إلى عدم اللجوء إلى الأردن. وقال، في نداء نشره على "فيسبوك»"، إنه "مع تبعثر قوى المعارضة وارتهان بعضها لقرار خارجي" هناك من يشجع على النزوح مثل ما حصل في محافظة ادلب، معتبراً أن ذلك لا يسبب إلا المآسي.

المعارض، إبن مدينة درعا، يرى في حديثه لـصحيفة السفير أنه لا مبرر يوجب الإعلان عن مخيم لاجئين في الأردن، مشيراً إلى ان عددا قليلا نزح حتى الان من درعا، جازماً ان العدد لا يتجاوز الـ1500 (تحدثت مفوضية اللاجئين عن تسجيل 3 آلاف لاجئ). واعتبر الحديث عن المخيم بمثابة "وضع لسيناريو كارثي، وهو بالتأكيد ليس سيناريو سلمياً بل مواجهات عسكرية". ويتابع "يضحكون على الناس في موضوع المساعدات الإنسانية، ويقولون لهم إذا صرتم لاجئين سنساعدكم، مثلما ساعدوا السوريين في (مخيم لواء) اسكندرون للأسف".

ولا يستبعد مناع استخدام مسألة المساعدات الإنسانية لتحقيق "تكسّب مادي". ويقول إن المساعدات كان يجب أن تذهب إلى حمص التي هي بأمس الحاجة للمساعدة الإنسانية، وليس لبناء مخيمات في الأردن. ويضيف "فليتوقف إعطاء (الأموال) لغير السوريين ليحلو مشاكل السوريين المتولدة من مصيبة يخلقها ويشجع عليها غير السوريين".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.