محطة أخبار سورية
أكد الدكتور وائل الحلقي وزير الصحة أن سورية تولي القطاع الصحي أهمية كبيرة وخصصت له الكثير من مواردها المالية في إطار تعزيز الخدمات الصحية وتطويرها للمواطنين.
وأشار الوزير الحلقي خلال اجتماعه أمس مع وزير الصحة البيلاروسي فاسيلي زاركو إلى الجهود التي تبذلها سورية لتحديث النظام الصحي وتوفير الكوادر الوطنية له من خلال عمل تشاركي تكاملي نموذجي بين القطاعين العام والخاص والتواصل مع الدول الصديقة وصولا لتحقيق خدمات صحية متطورة تضمن الصحة والسلامة للمرضى.
ولفت إلى التحديات التي تواجه تطوير القطاع الصحي ولاسيما الأعمال التخريبية التي تتعرض لها منشآته الخدمية بما في ذلك المشافي والمراكز الصحية ومنظومة الاسعاف والطوارئ والكوادر الطبية العاملة فيها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
وقال وزير الصحة إن عدد المشافي العامة التي استهدفتها المجموعات الإرهابية المسلحة وصل إلى 19 إضافة إلى 151 مركزا صحيا واكثر من 140 سيارة إسعاف وإمداد طبي كما ان هذه الأعمال التخريبية ترافقت مع حصار اقتصادي ظالم طال جميع القطاعات الخدمية في سورية ولم يستثن منه القطاع الصحي رغم طبيعته الانسانية.
وأعرب الوزير الحلقي عن أمله في أن يسهم البرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون الصحي المشترك بين البلدين في تكامل خدمات القطاع الصحي بينهما وتطويره وخاصة في مجال تبادل الأدوية ولاسيما ان الدواء السوري مشهود له بالفعالية والأمان والأسعار المنافسة على المستوى العالمي مشيرا إلى اهتمام سورية باستجرار حليب الأطفال وبعض الأدوية النوعية كأدوية السرطان من بيلاروس.
ونوه الحلقي بمواقف بيلاروس الداعمة للقضايا العربية العادلة وخاصة قضية الجولان العربي السوري المحتل ووقوفها مع سورية في المحافل الدولية في كل من مجلس الأمن الدولي ومنظمتي حقوق الإنسان واليونيسكو.
من جانبه أكد وزير الصحة البيلاروسي اهتمام بلاده بتطوير علاقات التعاون مع سورية في المجال الصحي لافتا إلى ما توفره الاتفاقية المشتركة من فرص لتعزيز هذا التعاون بشكل يعود بالفائدة على البلدين الصديقين.
وأشار زاركو إلى تطور الواقع الصحي في بيلاروس وخاصة قطاعات الطب العلاجي وزراعة الاعضاء وطب العيون والسياحة الطبية العلاجية.
واطلع الوزير الحلقي بعد الاجتماع على عدد من المشافي والمراكز الطبية التخصصية في العاصمة البيلاروسية مينسك وواقع الخدمات الطبية التي تقدمها وبحث مع مديري هذه المؤسسات والطواقم الطبية فيها امكانية تبادل الخبرات الفنية والتجارب مع المراكز الطبية المماثلة في سورية.
بحث مجالات التعاون المشتركة لتصنيع واستيراد الأدوية بين سورية و بيلاروس
وبحث الحلقي مع الدكتور فاليري تشيفتشوك نائب وزير الصحة في بيلاروس ورجال أعمال من مصنعي الدواء والمهتمين بهذا القطاع في البلدين مجالات التعاون المشتركة لتصنيع واستيراد الأدوية بين الجانبين.
وناقش المشاركون سبل تطوير التعاون في مجال تصنيع وتجارة الدواء والتدابير المثلى لتقليص تكاليف استيراده لدى الجانبين إضافة إلى إمكانية إنشاء مشروعات جديدة برأسمال مشترك أو أحادي الجانب لتصنيع وترخيص عدد من المستحضرات الدوائية الجديدة.
واستعرض الوزير الحلقي واقع الصناعات الدوائية في سورية موضحا أن الدواء الوطني يغطي حاليا 93 بالمئة من احتياجات السوق المحلية ويصدر إلى الكثير من الدول العربية والأجنبية حيث يبلغ حجم الانتاج المحلي620 مليون دولار منها 220 مليون دولار حجم المصدر منه و 400 مليون دولار حجم الموزع في السوق المحلية إضافة إلى كون الصناعات الدوائية تشغل عبر 69 معملا 25 ألف عامل متخصص.
وأشار الدكتور الحلقي في كلمته أمام رجال الأعمال السوريين والبيلاروس إلى أن الإنفاق على البحث العلمي في صناعة الدواء هو الأعلى من بين الصناعات كافة في سورية الأمر الذي جعل من الدواء الوطني دعامة أساسية من دعامات الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الدوائي للمواطن.
وأكد وزير الصحة أهمية الاستفادة من مجالات التعاون العديدة بين سورية وبيلاروس في المجال الصحي بما ينعكس ايجابا على الواقع الصحي في البلدين مبينا أن التعاون الدوائي يمثل أحد أهم هذه المجالات حيث يسهم في سد حاجتهما من المنتجات الدوائية وخلق فرص جديدة مشجعة أمام المستثمرين في كلا البلدين و يفسح المجال لتبادل الخبرات والتجارب المشتركة بما يطور الصناعة الدوائية فيهما علميا ونوعيا.
من جهته لفت الدكتور عبد الناصر سيجري الأمين العام المساعد للمجلس العلمي للصناعات الدوائية في سورية إلى أهمية متابعة ما تم إنجازه مؤخرا بتعاون مشترك بين المجلس ووزارتي الصحة في البلدين بهدف تشجيع تبادل وتصنيع الأدوية بينهما والاستجابة للطلب الوطني المتزايد في مجال الأدوية ولاسيما النوعية منها.
حضر الاجتماع الدكتور أسامة سماق معاون وزير الصحة والقائم بأعمال السفارة السورية في مينسك وعدد من المديرين المختصين في مجال صناعة الدواء وعدد من رجال الأعمال من المهتمين ومصنعي الدواء في البلدين.
