محطة أخبار سورية
حذرت شخصيات سورية من الدعوات التي تريد جر البلاد إلى حرب أهلية يكون فيها الخاسر جميع السوريين والرابح الوحيد هم أعداء سوريا في الداخل والخارج معتبرين ما حصل في منطقة الحولة سابقة خطيرة باستهداف طائفتين، السنة والعلويون .
وقال عضو مجلس الشعب السوري الدكتور فايز الصايغ ليونايتد برس انترناشونال"هناك عزف خارجي منذ بداية الأحداث على وتر الطائفية، على أمل أن تسهم هذه المسألة بحسم الصراع في الأشهر الثلاث الأولى".
وأضاف الصايغ أن هذا الخيار"فشل مع أن اغلب تصريحات المسؤولين الغربيين وفي مقدمتهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كانت تعزف على مقولة الحرب الأهلية في سوريا ".
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حاولت في خطابها أمام مجلس الأمن الدولي في شباط الفائت أن تبعث برسالة تطمئن فيها الأقليات في سوريا وذكرت العلويين والمسيحيين والدروز.
وشدد على انه "لا يوجد طابع سياسي للحرب الأهلية في سوريا باعتبار أن غالبية الشعب تؤمن بثوابت قومية، ولا يمكن إيجاد بدائل طائفية بهذه البساطة، نظراً لكون النظام وعلى مدى أكثر من 40 عاماً قائم على علمانية الدولة ، ولا يوجد أرضية لصراعات طائفية ".
وأكد على أن " الغرب يريد تأجيج مثل هذا الصراع وهو تقسيم وتفتيت البلاد وبالتالي تصبح سورية لقمة سائغة بيد إسرائيل في المنطقة".
من جانبه أبدى مفتي محافظة حلب والمفكر الإسلامي الدكتور محمود عكام حرصه على حقن الدم السوري بغض النظر عن انتماء هذا المواطن إلى دين أو مذهب أو طائفة أو حزب "لأن الدم السوري هو رأس مالنا الذي نريد استثماره للعمل والبناء ولا نريد هدره أيا كان السبب"، مضيفاً "نحن امة خلقت لتحيا ولم تخلق لتموت " .
وأضاف عكام ليونايتد برس انترناشونال "نحن على يقين بأن من قام بمجزرة الحولة واستهداف أبناء الطائفتين يريد إشعال حرب أهلية".
وكان هيرفيه لادسوس معاون الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، قال في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي بفندق داما روز بدمشق "علمت أنه يوجد عنصر ثالث لا يلتزم بمسار الشعب السوري لأنه ملزم بأجنداته الخاصة لذلك علينا أن نبقي أعيينا مفتوحة عليهم ونعلم أن هناك هجمات إرهابية وتفجيرات وهذا يجب أن يؤخذ على محمل الجد".
وكان رئيس لجنة المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود دعا يوم السبت الماضي كل الأطراف لوقف العنف بكافة أشكاله محذراً من جر البلاد إلى حرب أهلية .
ووصف العكام من من نفذ المجزرة في تلدو والشومرية بأنه"لا يمت لسورية بأي صلة، لذلك لا نقبل أن يتكرر مثل هذا الأمر في أي بقعة من بقاع الأرض السورية ولا في العالم ".
وناشد السوريين بكل توجهاتهم قائلا "لن يقوم لنا مستقبل منشود على دمً مهدور وان الدم المهدور سيؤدي إلى دم اكبر وبالتالي الدمار ".
وحذر الذين يقدمون على هذه الأعمال "بئس ما تسعون إليه بإهدار الدماء الزكية " .
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء أن "المجلس الوطني السوري" المعارض يحرض على حرب أهلية في سوريا من خلال دعوته إلى "مواصلة النضال حتى التحرير".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله بمؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير خارجية بيرو، رافاييل رونكاغليولو، في موسكو "أدهشتنا تصريحات رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الذي دعا قبل أيام جميع القوى المعارضة السورية لمواصلة النضال التحرري حتى إعلان مجلس الأمن الدولي موافقته على التدخل العسكري الخارجي".
واعتبر لافروف ذلك "تحريضا سافرا على حرب أهلية"، مشيرا إلى أن "المجلس الوطني السوري الذي تريد بعض بلدان المنطقة حشد المعارضة السورية بأسرها فيه هو الذي يحرض على ذلك".
وقالت الدكتورة كندة الشماط ، عضو اللجنة التي صاغت الدستور السوري الجديد ليونايتد برس انترناشونال ان مجزرة الحولة ارتكبت لتصوير الأمر على أنه صراع طائفي إذ هوجمت قرية تلدو (سنية) وقرية الشومرية (علوية) .
وأضافت الشماط "من جهة أخرى هل من المعقول أن حاجز الجيش قرب الحولة يتعرض لهجوم ويستشهد له ضباط وعناصر في الوقت ذاته، هو نفسه يقوم كما قالت الرواية الإعلامية على قنوات التضليل بقصف المنطقة وبعد ذلك تقوم قوات الأمن والشبيحة بقتل الأطفال وذبحهم؟".
وعلمت يونايتد برس انترناشونال من مصدر محلي أن الحاجز قرب الحولة هوجم في الوقت الذي هوجمت فيه القريتان من قبل عناصر جاءت من جبل الزاوية بمحافظة إدلب .
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه سقط في الحاجز ثلاثة ضباط قتلى بينهم ضابط سنيّ يدعى عارف السيد.
وأضافت الشماط أنه "في العام 1979 حصل شيء مشابه حيث تم قتل شيخ سني ومن ثم يقتل شيخ علوي في اللاذقية لتصوير المسألة على أنها صراع طائفي".
وتابعت أنه خلال الأزمة في سورية "كنا نسمع من آن لآخر تصريحات صادرة عن الخارجية الأمريكية تستخدم هذا الملف، مثلما صرح بالصيف الماضي بأن الإدارة الأمريكية تتفهم قلق العلويين من انتقال السلطة ، كما تحدثت مرارا عن هواجس الأقليات".
وقالت " كان من المهم تصوير المسألة على أنها صراع طائفي مذهبي، هذا يعطي الطرف الآخر الفرصة للتدخل عسكريا في سورية لدفع بعض الأشخاص البسطاء الذين من الممكن أن يغرر بهم بسهولة لأن يرتكبوا جرائم بحق بعضهم".
وأضافت الشماط "هناك تيارات تكفيرية استخدمت فتاويها لتكفير طائفة معينة بأي منطقة من المناطق ما يقود إلى الحكم بالموت على المنتمين لهذه الطائفة، لذلك كنا نرى أن هذا الملف يتم العمل عليه في سورية على الرغم من أن الضحايا في النهاية هم من المواطنين السوريين المدنيين والعسكريين أي هم من أفراد المجتمع".
وكانت وكالة فيديس-الفاتيكانية للأنباء ذكرت أن عملية تطهير عرقي تنفذها المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة ضد المسيحيين في حمص.
وقالت إن المسلحين أرغموا تسعين بالمئة من المسيحيين من أبناء مدينة حمص على الخروج منها ومصادرة منازلهم بالقوة لافتة إلى أن عناصر هذه كتيبة (الفاروق) اقتحموا المنازل في أحياء الحميدية وبستان الديوان وأرغموا السكان على الفرار من دون منحهم فرصة أخذ أي شيء من أمتعتهم مضيفة أن ما يدعى بكتيبة الفاروق تقودها عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة وجماعات وهابية مختلفة وتضم مرتزقة قدموا من ليبيا والعراق.
من جهته دعا اتحاد علماء بلاد الشام المواطنين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم إلى "الوقوف صفا واحدا لدرء الفتنة الكبرى عن سورية وتفويت الفرصة على أعداء الوطن من خلال الجرائم المروعة التي هزت ضمير ووجدان السوريين جميعا والتي حدثت في الحولة والقرى المجاورة لها وراح ضحيتها أكثر من مئة من الأبرياء ذبحا وتقطيعا وتشويها مريعا
وقال العلماء في بيان لهم الأحد "إن الألم كبير والحزن يعتصر القلوب لفظاعة الجرائم وبشاعة المشهد وإذ يعلن علماء بلاد الشام إدانتهم لهذه الجرائم الوحشية بكل أساليب البيان وصيغ الكلام يعتبرون أن المستهدف هو أبناء الوطن جميعا فلننبذ الخلافات ونوحد الصفوف بالحوار الجاد والبناء لحماية سورية مما يتهددها ".
وأكد البيان أن "هذه الأعمال الإجرامية كانت نتيجة التحريض الطائفي الممنهج الذي كانت تبثه القنوات الفضائية المغرضة والموجهة بهدف تمزيق الوحدة الوطنية كما أدت إلى الفوضى وانتشار السلاح وبالتالي حدوث هذه الجرائم وفتح الأبواب على مصراعيها للفتنة".
وكان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية قال الأسبوع الماضي أن وسائل الإعلام المتنوعة ترسم "صورة مختلفة عن الأوضاع في سورية".
وكانت بعض أطراف قوى المعارضة السورية اتهمت السلطات السورية بارتكاب مجزرة الحولة التي راح ضحيتها حوالي 92 قتيلا من بينهم 32 طفلا تحت سن العاشرة وأكثر من 200 جريح ، فيما قال فريق المراقبين إن عدد القتلى 108 ونحو 300 جريح .
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي مسؤولية القوات السورية عن المجزرة التي وقعت ليل الجمعة السبت في منطقة الحولة في ريف حمص .
وقال مقدسي في مؤتمر صحافي عقده الاحد "إننا ننفي بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة التي وقعت والمدانة بشدة، وندين بأقسى العبارات هذه المجزرة الإرهابية التي طالت أبناء سوريا بشكل إجرامي واضح المعالم، وان حقيقة ما جرى في منطقة الحولة وليس حقيقة ما يقال بوسائل الاعلام وعلى لسان وزراء خارجية ومسؤولين غربيين ينتهزون أي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل العسكري والأجنبي ".
