محطة أخبار سورية
كنا دوما نتعامل مع الشكاوى التي تتناول محافظ دمشق بشر الصبان على أنها شكاوى قد تحوي بعض المبالغات وبالتالي تقتضي التدقيق أكثر.. لكن المصادفة ساعدتنا لنتعامل بشكل مباشر مع أداء المحافظ وطريقة تفكيره المعقدة من خلال قصة بسيطة تتعلق بسيارة تحتاجها الجريدة لنقل الصحف من خارج دمشق لداخلها... وببساطة توصلنا إلى نتيجة مؤسفة ملخصها... اللهم أعن المواطن الذي يضطر لمراجعة المحافظة أو ذلك الذي يحتاج لتوقيع المحافظ... أنه نموذج لعقل هو آخر ما نحتاجه في هذه المرحلة.
مضى على معاملة سيارة مطبعة جريدة الوطن أكثر من شهر وبقيت أجهزة ودوائر المحافظة تتقاذفها كل هذه المدة ليخرج الكتاب من مكتب المحافظ والخاص بمنح هذه السيارة الموافقة للدخول في أوقات معينة ليلاً إلى المدينة بعدم الموافقة بوعي أو من دون وعي لماهية هذا الكتاب وطبيعة الموافقة المطلوبة لمضونه.
وكان الكتاب المرفوع إلى المحافظة بخصوص الحصول على الموافقة بالدخول إلى المدينة منذ الحادية عشرة ليلا حتى الخامسة صباحا زار معظم مكاتب المحافظة ولجانها ودوائرها المختصة دون نتيجة أو جدوى ودون حتى إدراك لطبيعة وأهمية الطلب بالنسبة لأي صحيفة عاملة على الأرض والتي يتطلب عملها إحضار الصحف بين الساعة الحادية عشرة والخامسة صباحا قبل إعادة توزيعها على المشتركين داخل وخارج المدينة.
فهل يدرك القيمون على شؤون وأمور المحافظة هذه الخاصية لعمل الصحف وطبيعة المهام الملقاة على وسائل النقل الخاصة بهذه الصحف والتي تتطلب إيصال الصحف بأسرع وقت ممكن إلى كافة المناطق المستهدفة ولماذا يحال الطلب الخاص بمطبعة جريدة الوطن إلى اللجان والمكاتب المختصة وإلى الدوائر المختلفة للنظر بالموافقة أو عدمها على خدمة تعد من بديهيات الأمور ولا تحتاج إلى كل هذا التعقيد وكل هذه المشاورات وخاصة أنهم يجب أن يكونوا حريصين على إيصال الصحيفة إلى قرائها أكثر من غيرهم.
ندرك أن هناك قراراً صدر من قبل المكتب التنفيذي في محافظة دمشق حدد السيارات التي يحق لها الدخول إلى المدينة والأوقات المسموح لها بها ونوعية الحمولة الخاصة بكل من منها إضافة إلى سيارات الفعاليات التجارية والصناعية والمهنية والزراعية وتجار المفرق إلا أن هذا القرار لا ينسحب على سيارات الصحف حيث لا يمكن أن تقوم الصحيفة بتوزيع أعدادها إلا مع مطلع ساعات الصباح الأولى ودون تأخير فهل يعي القيمون على هذه القرارات هذه الخاصية في عمل الصحف نأمل ذلك.
أخيراً.... المحافظ الذي لا يدرك أن الصحيفة لها طبيعة خاصة كيف يمكن أن نثق أنه يدير شؤون المحافظة بطريق سليمة؟؟؟.
