لم تعد الأخطاء الطبية نادرة الحدوث بل كثرت وتعددت وفقد معها الكثير من المواطنين حياتهم في تحقيقنا التالي خطأين لطبيب واحد ، الخطأ الأول أفقد مواطن حياته والخطأ الثاني كان على و شك أن يفقد مريض حياته .
فقد راجع ( عبد الناصر زين ) 37 سنة الدكتور (م.ع ) وهو يشكو من آلام في الظهر "ديسك" و بعد أن اطلع الطبيب على الصور والتحاليل حدد له موعدا في مشفى (الدكتور ي.ع الخاص) .
اجري للمريض عملية و استعاد وعيه وزاره الدكتور( م.ع )وفي اليوم التالي ساءت حالته واجتمع الأطباء والممرضات ومن بينهم الدكتور(م.ع )وتم ادخال المريض الغائب عن الوعي العناية المشددة وتقرر أن المريض بحاجة إلى عملية إنقاذية قام بها طبيب جراح أوعية يدعى (م.ح) وفارق المريض على أثرها الحياة
• عند سؤال الدكتور م.ع: عن الخطأ الطبي قال : إن اختصاصه جراحة عصبية وعيادته في اللاذقية ومدرس في جامعة تشرين ، واضاف إن المرحوم راجعه من حوالي أسبوعين حيث تبين أنه كان يشكو من ألم في الطرف السفلي الأيسر لرجله و يعاني من فتق في نواة لبيه ( ديسك) وبناء على ذلك أعطيته الأدوية اللازمة لكنه راجعني من أسبوع وقال أنه لا يتحمل الألم و طلب إجراء عمل جراحي له ووافقته على ذلك واجريت العملية يوم السبت 28/2/2009بحضور طبيب التخدير ي.ح في مشفى ي.ع واستعاد وعيه في نفس اليوم وكان مستيقظ ومستلق على سريره وطلبت منه تحريك قدميه وتجاوب وفي صباح اليوم التالي سألني عن ساعة خروجه وكتبت له وصفة الخروج و بعد حوالي ربع ساعة وعند وصولي إلى الشارع العام اتصلت بي الممرضة وطلبت مني العودة لان حالة المريض تدهورت فعدت وشاهدته على وعلى الاثر نقل إلى العناية المشددة و بعد أن تم تصوير أيكو البطن لو حظ وجود آثار دماء داخل البطن تم طلب جراح أوعية م.ح وقام بنقله إلى غرفة العمليات وتم إجراء فتح بطن استقصائي وقد توفي المريض نتيجة نزف ناجم عن تشوه وعائي في الشريان الحرقفي علما أن المرحوم لم يطلب له تخطيط قلب كون عمره 36 سنة و ليس له قصة مرضية قلبية سابقة
• الدكتور م.ح قال حضرت إلى المشفى بناء على الدكتور م.ع لوجود حالة اسعافية و كان الكادر الطبي يحاول إنعاش مريض و عندما أخبرتهم بأنه بحاجة إلى فتح بطن استقصائي وأخبرت أهله أن هذا العمل فيه نسبة خطورة عالي جدا ووافقوا على ذلك و تم توقيع شقيقه على إقامة العمل الجراحي و بعد فتح البطن تبين وجود دم بكميات كبيرة في البطن وبالضغط على الابهر البطني توقف القلب ولم يستجب للانعاش .
لجنة التحقيق الطبية :الإصابة ناجمة عن أداة طبية
تم تشكيل لجنة طبية ثلاثية باختصاصات جراحة عامة وجراحة عصبية وطبيب شرعي وبعد الكشف على الجثة تبين أن سبب الوفاة يعود إلى وجود ثقب صغير بقطر 1مم على الناحية الأمامية مقابل الجرح الأول و هذه الإصابة ناجمة عن أداة طبية تستخدم في عمليات الديسك أدت إلى حدوث صدمة نز فية ناجمة عن التمزق الخلفي للابهر البطني
الحالة الثانية : مريض يعاني من آلام في المفاصل و الدواء كان سيودي بحياته :
و الحالة الأخرى كانت (أحمد .خ )يبلغ من العمر 55 سنة يشرح القصة ابنه قائلا :
منذ فترة راجعنا الدكتور م.ع(وهو الدكتور نفسه في العملية السابقة ) لان والدي يعاني من الم بالمفاصل وبعد فحصه من قبل الطبيب سألني و بشكل شخصي إذا كان والدي يعاني من أي شكوى معدية فأجبته بأن والدي يأخذ مميعات للدم وله قصة قرحة معدية ويأخذ أدوية للمعدة أعطاني وصفة طبية واشتريت الدواء ، وبعد ثلاثة أيام تعرض والدي لنزف شديد وأخذ يتقيأ كمية هائلة من الدماء وتم إسعافه إلى مشفى الندى ، وبعد مشاهدة طبيب الإسعاف للدواء الذي أخذه والدي تبين أنه مضاد التهاب غيرستروئدي وهو الذي سبب له النزف الذي كان سيؤدي بحياته ، ولما شاهدت الطبيب (م.ع ) بالصدفة و أخبرته بالأمر أبدى استغرابه.
رأي قانوني :
المحامي علي الخطيب يقول ان الخطأ الطبي هو انحراف الطبيب عن السلوك الطبي العادي والمألوف وما يقتضيه من يقظة و تبصر إلى درجة يهمل معها الإهتمام بمريضه أو هو إخلال الطبيب بالواجبات الخاصة التي تفرضها عليه مهنته وهو ما يسمى بالالتزام التعاقدي .
