الوجود بكل ما يحمله من صبغة خاصة بالقنيطرة يذكرنا بشكل أو بآخر، أننا لا زلنا في مدينة تسدد ثمنا بالغا لكونها تقع على خط المواجهة , لذلك وبين الحين و الآخر، لابد من دوي انفجار يمهد لخبر انفجار لغم من مخلفات العدو الإسرائيلي ويذهب ضحيته عدد من الأطفال بشكل خاص, والملاحظ أن عددا كبير من أبناء القنيطرة يعرفون الموت والتشوه والإعاقة كحالة عامة تفرضها طبيعة المدينة وطبيعة الحياة فيها، فمعظم الأهالي وبحكم طبيعة المنطقة يعملون بالزراعة و رعي الأغنام , وفي كل عام يقع المزيد من الضحايا. فحصيلة العام 2008 بلغت /11 / إصابة بينها ثلاث وفيات، ليرتفع عدد ضحايا الألغام الإسرائيلية إلى /205/ و فيات معظمهم من الأطفال و إصابة / 339/ بإعاقات مختلفة ( مزدوجة – دائمة – حركية).
و في لقاء أجرته (محطة أخبار سوريا) مع رئيس الجمعية العامة لرعاية وتأهيل المصابين بالألغام بالقنيطرة د.عمر اللهيبي قال: " تقوم جمعيتنا بتقديم المساعدات والخدمات الأساسية و الضرورية للمصابين حيث تقوم بشراء الأطراف الصناعية و تساهم في العمليات الجراحية وعمليات زرع القرنية للمصابين, كما تقدم الجمعية معونات مالية شهرية لأكثر من 155 أسرة ، إضافة إلى المساعدات العينية والتموينية لنحو 300 عائلة"، كما تقوم الجمعية بحملات توعية دورية و بأساليب مختلفة للوقاية من مخاطر الألغام".
و يضيف رئيس الجمعية: "إن لعنة الألغام تلاحق أبناء القنيطرة وتحصد الأرواح دون تمييز بين الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، فالجميع هدف محتمل وضحية متوقعة. و لا يمكن حصر الألغام و الصواعق، وذلك بسبب رفض إسرائيل المتكرر تسليم خرائط المواقع المزروعة بالألغام و عددها رغم مناشدات المنظمات الدولية والإنسانية لها.ليبقى السؤال معلقا برسم الهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية، فهل من تحرك جدي لإجبار إسرائيل على تسليم خرائط المواقع المزروعة بالألغام في القنيطرة لحماية أبنائنا من هذه المخاطر القاتلة؟؟!.
والجدير ذكره أن عدد الألغام المزروعة في القنيطرة يقدر بنحو / 2 /مليون لغم، وفي الجولان المحتل بين 2و3 مليون لغم.
