تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التحويلات المرورية: على طرقاتنا استخدامها عشوائي وضحاياها قتلى وجرحى

مصدر الصورة
- صحيفة الوطن السورية
في الوقت الذي ما زالت أعمال تأهيل المتحلق الجنوبي قائمة فإن السائقين يفاجؤون بالتحويلات المرورية على الطريق دون إنذار مبكر ما يسبب إضافة إلى الإرباك في القيادة العديد من الحوادث المرورية.

الأشغال على الطرقات دون تحذير مسبق كانت سببا في وقوع عدد من الحوادث كان آخرها وفق ما ذكرت المصادر للوطن سقوط خمسة شبان ضحايا اصطدام وانقلاب سيارتهم من نوع «كيا» عند تحويلة طرقية بلا تحذير كافٍ بمنطقة الغارية الغربية على أوتوستراد (درعا دمشق) حيث توفي الشاب م. ش 21 عاماً في حين أصيب (4) شبان آخرون بجروح وكسور بعضهم إصابته خطرة.

أشغال النقل بلا تحذير.. وجرحى عالقون بانتظار الموت
وعن الاصطدام المميت نقل مصدر للوطن أن سبب الاصطدام يعود إلى وجود حفريات بلا إنارة ولا لوحات عاكسة، ونقل المصدر عن سائق السيارة تفاصيل الاصطدام المروع بالقول: كنا عائدين من نزهة من درعا باتجاه دمشق الأسبوع الماضي فجر الأربعاء، عندها فوجئنا بأشغال على الطريق حيث توجد حفريات وكتل إسمنتية وسط الطريق السريع تماماً، ولم يكن هناك شاخصات تحذير وأسهم عاكسة ومنارات وامضة بمقدمة الحفريات وسط الطريق في مكان يغرق بالظلام، وعندها لم أشعر إلا وأنا أصطدم بالحفريات والكتل الإسمنتية وانقلبت السيارة بمن فيها وتحطمنا وسط الحفريات.
ويضيف السائق وفق المصدر: أصبنا جميعاً بجروح وكسور ونزفنا وتألمنا واستغثنا وصرخنا وبكينا ولم يشاهدنا أحد، شعرنا بأننا نموت بألم وننتظر عزرائيل»، وفقدنا الأمل بعد أن تحطمت هواتفنا المحمولة وفقدت ولم يعد لدينا أي طريق للاتصال، وبعد جهد جهيد قمت مع شاب آخر من الجرحى وزحفنا باتجاه الطريق والدماء تغمرنا وأوقفنا عدة سيارات وأخبرنا السائقين بالاصطدام المروع وأن أصدقاءنا يموتون بالحفريات، والمؤلم أن بقينا على هذه الحالة ننزف وسط الحفريات والأشغال لأكثر من ساعة، حيث مرت بنا (5) سيارات على الأقل ورفضت حتى إخبار الإسعاف أو الإنقاذ».
الفرج وصل بعد ساعة من الألم حين وصل سائق شهم وترجل وشاهد الاصطدام فأخبر الإسعاف والشرطة، فحضرت سيارتا إسعاف بعد البلاغ (بنصف ساعة!!)، ونقل الضحايا لمشفى درعا الوطني حيث مات الشاب م. ش مساء الخميس وبقية المصابين في المشفى.
تحويلات طرقية.. أم «أفخاخ»؟؟!!
ويشتكي المواطنون من تكرار حالات الاصطدام والتدهور المروع بأماكن الأشغال والتحويلات وهذه تقام على الطرق السريعة من قبل الجهات التابعة (لوزارة النقل)، كما تقام الأشغال على الطرق المحلية بالمدن والقرى وتتبع (وزارة الإدارة المحلية).
وكشف أحد الإعلاميين للوطن عن تجربته المثيرة والمخيفة مع تحويلات محافظة دمشق دون تحذير مسبق على المتحلق الجنوبي بالقول كنت قادماً بسيارتي من جديدة عرطوز لدمشق، وبوصولي لأول أوتوستراد المزة جانب المطار تحديداً أردت الذهاب يميناً باتجاه المحلق الجنوبي، ففوجئت بكتل إسمنتية وأكوام من البحص والتراب تسد الطريق، وكدت أصطدم بهذه الكتل، ولولا العناية الإلهية وقوة فرامل سيارتي لكنت في عداد الموتى أو الجرحى، حيث نجوت بأعجوبة من هذه التحويلة.
لا إشارات تحذيرية تخبر السائقين القادمين من السومرية أن المدخل إلى المتحلق الجنوبي مغلق وخاصة أن المدخل هو عبارة عن منعطف غير واضح بشكل كامل بسبب الأشجار في المنطقة ما يجعل السائق يفاجأ بإغلاقه بكتل إسمنتية وبقايا إسفلتية دون أي حماية أو تحذير ليترك السائق لقدره المحتوم وإمكانية فرامل سيارته في التوقف المباشر.
على المتحلق الجنوبي تعددت التحويلات المرورية التي قطعت الطريق وجعلت حركة المرور تسير في جزء واحد من الأوتوستراد الواسع عبر قسمه إلى حارتين بحواجز بلاستيكية لتسير السيارات فيه ذهابا وإيابا وآخر تلك التحويلات ووفق المصادر تحويلة خطرة تجري الآن من جسر داريا باتجاه المزة، حيث لا وجود لإشارات أو أسهم مضيئة أو عاكسة عند بداية ونهاية هذه التحويلة التي تقام بقطع من (الخردة وحواجز البلاستيك يكسوها السواد!!) ما يجعل هذه التحويلة الخطرة غير واضحة وخصوصاً ليلاً، كون الحواجز البلاستيكية غير مجهزة بالعواكس ولا يوجد أي لوحات وأسهم عاكسة كبيرة تبين وجهة السير وتحويل الطريق ما سبب ووفق المصادر اصطدامات عدة خلال الفترة الماضية.

لا يوجد قانون يحدد شروط السلامة بأماكن الأشغال
من جهته أوضح خبير السلامة والوقاية من الحوادث «محمد الكسم» أنه على خلاف معظم دول العالم لا يوجد حتى الآن لدى وزارتي (النقل والإدارة المحلية) أي قواعد أو قوانين تفرض وتحدد بشكل دقيق متطلبات الأمن والسلامة بأماكن الأشغال العامة، وبحسب القواعد والأعراف المتبعة عالمية للسلامة يفترض بشكل عام وجود:
1- (شاخصات تحذيرية كبيرة) قبل التحويلة بألف متر على الطرق السريعة، وقبل (500) متر على الطرق العادية، وتزداد الشاخصات مع ذكر وتبيان المسافة المترية المتبقية وصولاً للمكان.
2- توضع أقمعة فسفورية اللون وذات خطوط عاكسة من طرف الطريق قبل (200 - 300) متر وتدخل تدريجياً باتجاه التحويلة تفادياً للانحراف المباشر للسائقين وحصول ما يسمى (جدار الحوادث).
3- توضع (مطبات ملونة خفيفة متلاحقة) للتحذير وإجبار السائقين على تخفيف السرعة قبل (300) متر وصولاً للتحويلة.
4- توضع (أسهم ضوئية وامضة) ذات نور قوي، مهمتها كشف إغلاق الطريق وتبيان جهة السير النافذ، وتركب على ارتفاع مترين عن سطح الأرض لضمان رؤيتها من جميع السائقين بالخلف ولمئات الأمتار، وتعمل بالطاقة الشمسية لضمان عملها الدائم بجميع الأماكن والظروف.
5- وضع إنارة غامرة قوية، عبر أجهزة إنارة توجه بمسقط عمودي من الأعلى للأسفل، وتوضع على ارتفاع (6- 9) م، لتعطي إنارة غامرة بشدة (30) لوكس على الأقل، ويحذر من تركيب «البرجكتورات» على ارتفاع منخفض وبتوجيه أفقي ما يؤدي لإبهار السائقين وحصول الاصطدامات.
6- على جميع طواقم الأشغال وشرطة السير وجميع العاملين على الطريق ارتداء سترات السلامة المرورية ذات الخطوط العاكسة أثناء العمل ليلاً ونهاراً، ويجب أن تكون وفق المواصفة الأوروبية ذات الرقم (473) على أقل تقدير.
7- يمنع استعمال اللوحات (المعدنية العادية بدائية الصنع!!) بجميع أنواعها وأشكالها وألوانها، وهي التي يستخدمها (99%) من المتعهدين والجهات المعنية بورش النقل والأشغال في سورية، وهي نوع مفضوح من (الغش القاتل!!)، والمفروض استعمال اللوحات التوجيهية والتحذيرية وفق النماذج والمواصفات العالمية، ولزيادة التأثير تكون لوحات التحذير ذات حجم كبير ومميز (2 م2 على الأقل في الطرق السريعة)، بحيث يمكن رؤيتها وقراءتها بوضوح على بعد (100) متر من كل منها، وتكون مصنعة من (الورق العاكس الممتاز) بشكل كامل للخلفية والكتابة أيضاً.
8- تستعمل (الحواجز البلاستيكية) الملونة المملوءة بالماء للتحويلات، كونها تمتص الصدمات أثناء الحوادث، ويحذر من استعمال أكوام الحجارة والحصى والحواجز الإسمنتية الثقيلة الأخرى كونها تسبب تدمير المركبات والركاب.
9- تثبت جميع لافتات وأسهم الدلالة بشكل متين بأوتاد أو أثقال كي لا تقلبها الرياح، وتوجه (بشكل أفقي) باتجاه السائقين دون أي ميلان يميناً أو يساراً، لأن ميلان اللافتة يضيق زاوية الرؤية للسائقين، وإمالة لافتات التوجيه خطأ شائع يقوم به عمداً عمال ورش الصيانة.
10- يجب تحديد سرعات منخفضة بأماكن الأشغال، ويفترض تعديل قانون السير بحيث ينص على: وجوب تخفيف السرعة إلى «نصف» السرعة القانونية المحددة على أي طريق في الحالات التالية: «هطول الأمطار الغزيرة أو الثلوج أو الضباب أو تشكل الجليد – في أماكن الأشغال أو الحفريات على الطرق – نهاراً عند أبواب الأسواق والمدارس والمشافي».
وأكد خبير السلامة العامة محمد الكسم أهمية وجود قانون خاص يحدد ويرسم طريقة إجراء التحويلات بشكل واضح وصارم ودقيق، مبيناً أن ذلك سهل وغير مكلف مادياً ويضمن تفادي وقوع الاصطدامات المميتة التي تتكرر بسبب (الجهل والغش والتوفير) بنوعية متطلبات الوقاية بمناطق الأشغال، وعلى سبيل المثال تعمل ورشات مديرية هندسة النقل والمرور التابعة لمحافظة دمشق بعدد كبير من (الأقمعة المرورية) ذات المواصفات المخالفة، وتم شراء واستخدام تلك الأقمعة رغم أنها ذات (خطوط عاكسة خلبية!!) فهي لا تعكس النور ليلاً!! وهذا يشكل خطراً قاتلاً يهدد أرواح العمال ومستخدمي الطريق، ولا أحد يعلم كيف شريت واستخدمت هذه المعدات.

أخطاء عند تحويلة مدخل دمشق الشمالي
يفاجأ المغادرون باتجاه طريق حمص بوصولهم فجأة (لتحويلة حرستا الجديدة!!) حيث تقام عقدة مرورية كبيرة، وليس هناك أي شاخصات تدل على وجود التحويلة بل ينتقل السائق فوراً لإسفلت مكشوط تليه حواجز ومنعطف يساري قوي أقل ما يقال عنه إنه خطر جداً وخصوصاً ليلاً، ويفتقد المكان (شاخصات وأسهم الدلالة العاكسة والوامضة) ما يسبب الفوضى والاصطدامات، أما القادمون من أوتوستراد حمص فيفاجؤون بذات التحويلة وخصوصاً المعبر المتعرج والخطر باتجاه المتحلق الجنوبي، لكن المفاجئ أيضاً بهذه العقدة تشغيل قسم جيد من الإنارة الغامرة الجديدة ليلاً.

أهمية التبليغ عن الحوادث والإصابات..
وفي ظل هروب بعض السائقين أثناء مشاهدتهم للحوادث وعدم إخبار الإسعاف، أشاد الخبير الكسم بالتعميم المهم الذي صدر عن (وزارة الداخلية) والذي يقضي بمنع توقيف أي سائق يسعف مصاباً للمشافي، بل يتم تقديم شهادة شكر من إدارة التوجيه المعنوي لهذا السائق، ودعا الكسم جميع السائقين إلى المسارعة للاتصال بعمليات الإسعاف السريع هـ(110) أو الإطفاء هـ(113) وشرطة المرور هـ(115) بمجرد مشاهدة أي اصطدام أو ضحايا على الطرق، كاشفاً أن المتصل لن يعاني حتماً من أي مساءلة لأن الحوادث التي تحصل على الطرق أمر عادي ليس هناك أي مسؤولية قانونية بأي شكل لمن يخبر عنها الإسعاف أو الإطفاء، بل يتم تقديم الشكر والامتنان للمتصلين الذين ينقذون باتصالهم أرواح إخوتهم المواطنين.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.