تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحرائق.. الاحتطاب.. وكسر الأراضي الحراجية مخاطر تواجه ماتبقى من الحراج في سورية

مصدر الصورة
تشرين - SNS

محطة أخبار سورية 

 تهدد الثروة الحراجية في عموم الأراضي السورية الكثير من الأخطار والتي كانت سبباً في انحسار مساحتها على مر السنين ‏فقد كانت تغطي 32% من مساحة البلاد في مطلع القرن العشرين لتصبح الآن على مساحة لا تتجاوز 3.5% من المساحة الكلية لسورية ، فقد اندلع في العام الماضي فقط نحو 439 حريقا التهمت 2555 دونما من الحراج والغابات sns.sy/sns/.

وفي محافظة طرطوس التي تتميز بحراجها الطبيعية والاصطناعية المنتشرة في مواقع متعددة من المحافظة موزعة على ارتفاعات مختلفة، بدءاً من سطح البحر وحتى ارتفاع يفوق الألف متر، ممتدة على السفح الغربي لسلسلة الجبال الساحلية.

 وعن المحميات في طرطوس وأهميتها والدور المتوقع أن تلعبه في المستقبل تقول المهندسة هبة سلهب من شعبة التنوع الحيوي وإدارة المحميات في دائرة حراج طرطوس: ‏

تنشأ المحميات للأغراض التعليمية والأبحاث العلمية كالحفاظ على العمليات والعلاقات البيئية المتوازنة ومراقبتها عبر الزمن، وكذلك للترويح عن النفس ولأغراض السياحة، وذلك من خلال تطوير صناعة السياحة البيئية خاصة بعد أن أصبحت المنافس الأول للأماكن الأثرية والتاريخية لكن بالشكل الذي لايؤثر في سلامة هذه المحميات من التدهور والتراجع. ‏

‏ التنوع ‏

وقد صدرت القرارات بإقامة المحميات الطبيعية التي تذخر بالتنوع الحيواني والنباتي الخاص بالنطاقات المناخية التي تقع ضمنها، حيث تتميز هذه المحميات بوجود أنواع نادرة من النباتات (السنديان شبه العذري، والفاوانيا، الإجاص البري، المحلب، القيقب، الزيتون البري، التوليب..) ‏

وتنوع كبير في الحياة البرية إضافة لوجود الكثير من المنشآت الأثرية لمختلف الحضارات قرب مواقع المحميات. ‏

 

‏ السياحة البيئية ‏

أما السياحة البيئية كما عرّفها قانون الحراج رقم 25/لعام 2007 فهي سياحة التمتع الملتزم بالطبيعة ومكوناتها، وهي التي تتم من دون الاخلال بالنظم البيئية ومن دون أي تأثير سلبي على مكونات التنوع الحيوي بقصد استكشافها والاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وتجليات حضاراتها ماضياً وحاضراً، بما يكفل الحفاظ على هذه المناطق الطبيعية ويعود بالنفع على المجتمع المحلي مع مراعاة عناصر توظيفها سياحياً من خلال مخططات إدارة الموقع. ‏

وتساهم هذه القرارات في الحفاظ على الغابات الطبيعية والتنوع الحيوي الموجود فيها، وزيادة وعي الناس بأهمية المحميات والحفاظ على الحيوانات البرية والطيور والأحياء الدقيقة والحفاظ على الغطاء النباتي، حيث ستلعب هذه المحميات دوراً كبيراً في دعم الغطاء النباتي وحماية البيئة المحلية وصحة السكان، فمثلاً سيكون لها دور في زيادة التنوع البيولوجي في المنطقة، وكذلك دور في ربط الأجزاء الحراجية ببعضها البعض لتعزيز دور الغابات البيئي والوقائي، وتعزيز كفاءة الغطاء النباتي الموجود حالياً في حماية التربة من الانجراف المائي والهوائي، وفي زيادة الاستفادة من كمية الأمطار المتساقطة ومنع حدوث السيول وتعديل الظروف المناخية وسوف تؤمن تغذية مستقرة للمياه الجوفية والتجمعات المائية، إضافة إلى تعزيز وزيادة الدور الذي تلعبه في تنقية الهواء من الملوثات والغازات الصناعية ودعم الصحة العامة للسكان. ‏

‏انحسار وتراجع ‏

مع الأهمية الكبيرة للمحميات وماينتظر منها مستقبلاً تتعرض الثروة الحراجية في المحافظة إلى كثير من الأخطار والتي كانت سبباً في انحسار مساحتها على مر السنين وأهمها: ‏

الحرائق: وهي العدو الأول للغابات كونها تسبب كوارث كثيرة وأضراراً بالغة لايمكن تلافيها إلا بعد مرور زمن يوازي عمر الغابات المحترقة، وهذه الأضرار تنعكس مباشرة على الإنسان والبيئة والقطع الجائر والاحتطاب الكيفي إضافة إلى كسر الأراضي الحراجية وتحويلها إلى أراض زراعية، والرعي الجائر لذلك كان إنشاء المحميات الطبيعية إحدى الوسائل المتبعة للحفاظ على التنوع الحيوي والمصادر الطبيعية وحمايتها والسير بها نحو التجدد والاستدامة. ‏

 

‏ خطط لإدارة المحميات ‏

وتعمل دائرة الحراج للحفاظ على هذه المحميات وتطويرها كما ذكر المهندس حسن صالح رئيس دائرة الحراج بزراعة طرطوس من خلال شعبة التنوع الحيوي التي تعمل على وضع خطط إدارة للمحميات انطلاقاً من واقع كل محمية وتزويد المحميات بكل مستلزمات الإدارة، وذلك بالاعتماد على مبدأ الإدارة المتكاملة للمحمية وهي مبنية على فهم المصادر الطبيعية الموجودة في المحميات من نباتات وحيوانات وتفاعلها مع بعضها البعض في المكان الذي يجمعها، ومن ثم تحليل حاجة هذه المصادر للاستمرار والتخلص من النشاطات والأعمال التي توقف استمراريتها، والعمل على تطوير نشاطات متوافقة مع البيئة ولاتضر بها، فمثلاً أصبحت المحميات أماكن لتطوير السياحة البيئية كما يمكن إقامة مشاريع التطوير الاقتصادي والاجتماعي ضمن المحميات والتي تعمل على توفير مصادر دخل للسكان المحليين مرتبطة بالطبيعة والمحميات كبديل للنشاطات المضرة بها، ويمكن استثمار المحميات الطبيعية كأماكن للتوعية والتثقيف البيئي، حيث تستخدم كمختبرات حية للتوعية البيئية وعلاقة الإنسان بالطبيعة ما يكون له أثر إيجابي لحمايتها. ‏

وتوجد حالياً أربع محميات في محافظة طرطوس. ‏

‏ محمية الشعرة الشرقية ‏

تم إحداث هذه المحمية عام 1998 وتتبع لمنطقة القدموس وتبعد عن مركز مدينة طرطوس 70كم وعن القدموس 15كم تتكون من هضاب جبلية يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر مابين 900-1100م وتقع ضمن الطابق البيومناخي الرطب وتقع على تخوم ثلاث محميات هي: أبو قبيس (الغاب- محمية الدالية «اللاذقية» ومحمية شيحة «مصياف» وكانت الغاية من إنشائها حماية السنديان والبطم والسماح له ببلوغ مرحلة الغابة الأوجية وزيادة التنوع النباتي والمحافظة على الأنواع النادرة مثل (قيقب سوري- خوخ الدب- الشريبن..) وزيادة التنوع الحيوي وإعادة انتشار الحيوانات المنقرضة (الدب- الغزال- الوعل) وحماية النباتات الطبية المعمرة، إضافة لتأهيل الموقع لاستخدامه في السياحة البيئية، وتوعية السكان وأهم النباتات فيها: السويد- الإجاص البري- خوخ الدب- البطم- القطلب- الزرود- الغبيراء- البحرم- الزيتون البري- الريحان..) ‏

وتوجد فيها أنواع مدخلة منها: الشوح- الأرز- الغار- الصنوبر البروتي والثمري- الروبينيا) ‏كما توجد فيها أنواع مختلفة من النباتات الطبية منها: الزعتر- الثوم البري- الزوفا- الجلبان- الهندباء البرية- النرجس- الميرمية- السوسن... ‏

وتعيش فيها حيوانات كثيرة من مختلف الأنواع العشبية والمفترسة والزاحفة. ‏

محمية النبي متّى ‏

أعلنت غابة النبي متّى محمية حراجية عام 2009 تقع في ناحية دوير رسلان منطقة الدريكيش وتبعد عنها حوالي 20كم وعن مدينة طرطوس 53كم بمساحة حوالي 650 هكتاراً محرجاً وترتفع عن سطح البحر 1100م. ويتميز الموقع بوجود عدد من ينابيع المياه دائمة الجريان داخل الموقع وكان الهدف منها حماية النظام البيئي الجبلي المميز، حفظ التحريج الاصطناعي في الموقع والتنوع الحيوي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض وهي غنية بالكستناء، الصنوبريات بأنواعها، الروبينيا الشويكية، الأرز والسرو، الشوح، وتتميز بأشجارها الطبيعية من السنديانيات، الزعرور، البلان: الشوكي، الصفصاف، السرخس.. ‏

إضافة إلى وجود الحيوانات البرية والطيور. ‏

ويتميز الموقع بعدة ميزات تؤهله ليكون معلماً سياحياً مهماً أهمها: ‏

قربه من مواقع أثرية مهمة هي قلعة الشيخ ديب- حصن سليمان- مغارة بيت الوادي- الطاحونة المائية/ ووجود الكثير من الينابيع العذبة، إضافة لوجود مقامات دينية ضمن الموقع تعد مزاراً لكثير من الناس. ‏

 

‏منطقة الوقاية في قرقفتي ‏

تم إحداثها عام 1998 وتتبع أراضيها لمنطقة بانياس والشيخ بدر بمساحة 410 دونمات، وذلك بهدف تثبيت التربة على الجبال والمنحدرات وحماية الأراضي من اجتياح السيول والأنهار وحفظ الينابيع ومجاري المياه وحرمها والحفاظ على الصحة العامة. ‏

‏ محمية قلعة الكهف ‏

أعلنت محمية حراجية طبيعية عام 2010 تبعد عن مدينة طرطوس 50كم و14كم عن مدينة الشيخ بدر وكانت الغاية منها حماية السنديان والبطم والنباتات الطبية المعمرة والعشبية والحفاظ على الأنواع النباتية النادرة إضافة لوقف زحف الأراضي الزراعية على المساحات الحراجية الباقية في المنطقة. ‏

وتوجد في المحمية أنواع حراجية كثيرة منها: السنديان العادي والبلوطي والبطم الفلسطيني- الاصطرك- الخرنوب- الغار النبيل- الآس- الزرود.. إضافة إلى تنوع كبير في الأنواع النباتية المعمرة والأعشاب الحولية والنباتات التي تتكاثر بالأبصال. ‏

ويتميز الموقع بوجوده على هضبة جبلية يتوسطها جسم قلعة الكهف الذي يعد معلماً أثرياً مميزاً تحيط به الوديان الخضراء تتخلل هذه الوديان مجار مائية. ‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.