تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

4.5 ملايين مستخدم سوري للانترنت .. الاحتيال يخلخل الثقة بالإعلان عبر البريد الالكتروني

مصدر الصورة
تشرين

محطة أخبار سورية

بلغ عدد مستخدمي الانترنت في العالم وصل إلى 2 مليار ونصف، كان نصيب الشرق الأوسط منها 3.3%، في حين قدر عدد مستخدمي الانترنت في سورية بـ 4 ملايين ونصف، بعد أن كان عدد هؤلاء 30000 ألف مستخدم فقط في الأول من كانون الثاني العام 2001م. ‏

 

تلك القفزة النوعية التي حققها عدد مستخدمي الانترنت في سورية، تبرر ذاك الزخم الهائل من الرسائل الالكترونية الإعلانية المُستقبلة يومياً من قبل مستخدمي الشبكة العنكبوتية بكل شرائحهم (حسب الاستخدام) أي حتى ممن يستخدمون البريد الالكتروني في الانترنت فقط، إذ بدأت معظم الشركات التجارية والمؤسسات الاقتصادية وحتى على صعيد الأفراد استخدام البريد الالكتروني كأحد أهم وسائل الإعلان الالكترونية؛ إلا أن هذه الوسيلة بدأت تترك أثراً مزعجاً عند أغلبية مستخدمي الانترنت وفي بعض الأحيان استغلالها في عمليات النصب والاحتيال الالكتروني، وبالتالي فشل أحد أهم أهداف الإعلان عبر البريد الالكتروني وهو الوصول إلى الشريحة المستهدفة وضعف المصداقية والموثوقية بهذه الوسيلة عند المتلقي في السوق السورية. ‏

 

 

 

 

 

عددها بالمئات شهرياً ‏

 

بدأت معظم الشركات والمؤسسات الاقتصادية اللجوء إلى البريد الالكتروني كوسيلة إعلانية رئيسة بعد ازدياد عدد مستخدمي الانترنت، حتى إن بعض الأشخاص بدؤوا يستخدمونه لتقديم أنفسهم كما في انتخابات مجلس الشعب والإدارة المحلية مثلاً، أو كمدرس مستعد لإعطاء دروس تعليمية لطلاب مرحلة ما، أي أن البريد الالكتروني أصبح وسيلة لتسويق أي منتج مهما اختلفت ماهيته، ولكن هل يحقق هذا النوع من الإعلان الالكتروني أهدافه في السوق السورية؟ ‏

 

هذا ما حاولنا استطلاعه من خلال آراء بعض المستخدمين، إذ يرى المحامي عمار حمادي أن كثرة الرسائل الالكترونية التي تصله يومياً والتي تقدر بـ40 رسالة وأكثر أي مئات الرسائل شهرياً جعل من هذه الوسيلة فاشلة لأن المستخدم بطبيعة الحال لن يستطيع قراءة ذاك الكم من الرسائل، ولاسيما أن البعض منها لا يعنيه بأي شكل، كأن يستقبل «ايميلاً» مثلاً يتحدث عن دورات في البورصة والاقتصاد واختصاص عملي بعيد عن هذا الموضوع تماماً، هذا النوع من الإعلان العشوائي لا يستهدف الشريحة الخاصة به، وإن استهدفها فعلاً فسوف يضيع بين ذاك الكم الكبير من الرسائل الالكترونية. ‏

 

أما مشعل العباس (طالب ماجستير) فقد رأى أن هذه الوسيلة من أهم وسائل الإعلان الالكترونية لأنها تسمح للمستهلك الاطلاع على الإعلانات في أي وقت وفي أسرع زمن ممكن، فهو غير مضطر للجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة حتى تتسنى له رؤية إعلان لمنتج ما أو قراءة الصحف في أيام معينة قد نشر فيه ذاك الإعلان، وفي الوقت نفسه هناك سلبيات للإعلان في هذه الوسيلة أهمها عدم المصداقية، فهذه الوسيلة لا تتمتع بصفة الأمانة والموثوقية دائماً بسبب طبيعتها الالكترونية، إذ يمكن لأي شخص التسجيل على ايميل ومراسلة من يريد بأي موضوع مهما تكن طبيعته، وهذا ما لا يمكن حدوثه بوسائل الإعلان الأخرى. ‏

 

 

 

 

مثال في الاحتيال ‏

 

عدم المصداقية والموثوقية التي تفتقدها هذه الوسيلة الإعلانية جعل من بعض الرسائل الالكترونية فخاً سهل التحضير والكلفة للإيقاع ببعض مستخدمي الانترنت، إذ تحدثت أهم الصحف العربية والعالمية والمواقع الالكترونية عن عمليات نصب واحتيال تقدر بمليارات الدولارات كانت رسائل الكترونية وراءها، وهذا ما يتجلى واضحاً في تلك الرسائل التي يستقبلها المستخدمون يومياً عن فوزهم بجوائز كبرى بملايين الدولارات شرط أن يرسل المستخدم الفائز رقم حسابه أو مبلغاً معيناً لاستكمال الإجراءات المتعلقة بإرسال الجائزة. ‏

 

هذا ما حدث فعلاً مع رجاء.خ (طالبة ماجستير) التي كانت ضحية إحدى عمليات النصب الالكتروني فقالت: رغم علمي بأن هذا النوع من الرسائل هو خدعة وغير موثوق به أبداً إلا أنني وبعد قراءتي لإحدى الرسائل الالكترونية التي تتحدث عن فوز الايميل الخاص بي مع خمسة آخرين بمبلغ مليون دولار، ووجود بيانات عديدة عن كيفية استلام المبلغ واستمارة لتعبئة بياناتي قررت السير في هذه التجربة لعلها تصدق هذه المرة، وفعلاً قمت بإرسال جميع البيانات المطلوبة (الاسم،العمر،العنوان،تاريخ الميلاد،رقم الحساب)، وقام هؤلاء الأشخاص المجهولون بالرد علي مباشرةً طالبين مني إعادة إرسال البيانات للبنك المطلوب لتسهيل عملية صرف المبلغ، وفعلاً قمت بإرسالها وجاءني الرد من البنك بالتهنئة على الجائزة طالبين مني استكمال عدد من البيانات من أجل توقيع الشيك، بعد ذلك أرسلت المعلومات التي عادة تأتي في رسائلهم مثل رمز الحوالة ورقم البطاقة. ‏

 

وتضيف رجاء: الرسالة الالكترونية الرابعة كانت بيت القصيد إذ طلب البنك مني إرسال مبلغ 1150 جنيهاً استرلينياً رسوم الحوالة المرسلة مؤكدين أنهم لا يستطيعون حسم المبلغ من الجائزة نفسها، عند ذلك قمت بإرسال تفويض قانوني باسم الجهة المرسلة إلى هؤلاء الأشخاص لإمكانية اقتطاع المبلغ من الجائزة كونها جائزتي، ولكنهم ردوا عليّ باستحالة هذه الطريقة لاكتشف هنا الخدعة التي يحاولون القيام بها، وكأن هناك من يعد هذا المبلغ سخيفاً أمام الجائزة التي ستصله ويقع في فخ هذه الرسائل الالكترونية!. ‏

 

 

 

 

سرعة في الوصول ‏

 

بعد توفر البنية التحتية للانترنت في سورية، والتي كانت إحدى أهم الصعوبات التي يعاني منها سوق الإعلان الالكتروني، لا تزال هناك العديد من المشكلات التي يتعرض لها سوق الإعلان الإلكتروني حالياً، ما جعل البريد الالكتروني وهو أحد أشكالها ضعيفاً أمام غيره من الوسائل، كما لها أيضاً من المزايا ما يغطي تلك العيوب في عالم التسويق الرقمي. ‏

 

أسامة هَزي الحاصل على شهادة الماجسيتر في إدارة الأعمال وأخرى في العلوم المصرفية حدثنا عن مزايا هذا الأسلوب في التسويق والذي دفع بالشركات والمؤسسات الاقتصادية إلى الاتجاه إليه بشكل واضح وجليّ من خلال الكم الهائل للرسائل الالكترونية التي تصل المستخدمين يومياً، فقال: يُعَد التسويق الالكتروني أحد أهم الآليات التي يعتمد عليها العديد من الشركات في عملية تسويق سلعها أو خدماتها إلى كل الشرائح الاجتماعية، وتزايدت أهمية التسويق الالكتروني خاصةً في ظل انتشار رقعة استخدام الانترنت بين مختلف شرائح المجتمع، وتزايد حدة التنافس بين العديد من الشركات واتجاهها لتخفيض تكاليفها، إذ يتمتع أسلوب التسويق الالكتروني وخاصة المتعلق بالانترنت بمزايا عديدة منها: سرعة وسهولة تسويق المنتجات وإمكانية الحصول عليها من دون التقيد بالزمان أو المكان، إضافة إلى إمكانية تسويق المنتجات عالمياً وذلك بإرسال رسائل إعلانية الكترونية عن طريق البريد الالكتروني حيث تحتوي تلك الرسائل على معلومات تسويقية تتعلق بطبيعة المنتجات المراد التسويق لها. ‏

 

ويضيف هَزي: فتح أسلوب التسويق الإلكتروني المجال أمام الجميع لتسويق منتجاتهم من دون التمييز بين الشركات العملاقة ذات الرأسمال الضخم والشركات الصغيرة ذات الرأسمال المحدود، وضمن تلك البيئة الرقمية يمكن للشركات قياس مدى نجاح حملاتها الإعلانية المعتمدة على هذا الأسلوب وتحديد نقاط القوة والضعف فيها.... وبشكل عام من أهم ما يتميز به اتباع أسلوب التسويق الالكتروني انخفاض تكاليفه مقارنة مع الأساليب الإعلانية التقليدية، ومن الجدير بالذكر هنا أن أسلوب التسويق الالكتروني بوساطة الانترنت يحتوي على العديد من الطرق الالكترونية لتسويق المنتجات فمنها على سبيل المثال لا الحصر: الرسائل الإعلانية الالكترونية المرسلة بوساطة البريد الالكتروني، وإنشاء المدونات الالكترونية لأغراض التسويق الالكتروني، والمواقع الإعلانية والأسواق الالكترونية فضلاً عن وجود شبكات التواصل الاجتماعي المخصصة لغرض التسويق الالكتروني وغيرها. ‏

 

تحذف قبل قراءتها ‏

 

رغم كل تلك المزايا التي يتمتع بها أسلوب التسويق الإلكتروني إلا أن فيه من السلبيات ما يجعله ضعيفاً أمام الوسائل الإعلانية الأخرى، ومن هذه العيوب حسبما يرى هَزي وقوع أغلبية الرسائل الإعلانية الالكترونية المرسلة عن طريق البريد الالكتروني في قسم الرسائل غير المرغوب في قراءتها أو ما يسمى بقسم الرسائل غير المهمة الأمر الذي يدفع صاحب البريد الالكتروني إلى حذفها حتى قبل قراءتها من بريده الالكتروني، فضلاً عن عدم مصداقية بعض تلك الرسائل الإعلانية الالكترونية المرسلة عن طريق البريد الالكتروني والتي تتمثل في بعض الأوقات بإرسال رسائل توهم المتلقي بأنه قد ربح جائزة قيمة وعند دخوله فإنه يتفاجأ أن تلك الرسالة تعني بأنه في حال اشتراكه أو الاتصال بهم فإنه قد يدخل السحب لربح تلك الجائزة، هذا يدفع صاحب البريد الالكتروني لحذفها حتى قبل قراءتها في حال تكرارها. ‏

 

هذه المشكلات وأخرى يعاني منها أسلوب الإعلان عبر البريد الالكتروني وحدثنا عنها علي محمود الحاصل على شهادة الماجسيتر في التسويق والمتخصص في التسويق الالكتروني فقال: على الرغم من النمو الهائل في انتشار استخدام الإنترنت في سورية إلا أن معدل الاختراق مازال منخفضاً بالمقارنة مع مجتمعات أخرى، وتوفر الأساليب الأخرى من الإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي تقدم ميزات أفضل سواءً من خلال التكلفة أو من خلال القدرة على الاستهداف، سيعد منافساً كبيراً للإعلان عبر البريد الإلكتروني خصوصاً، هذا عدا مصداقية الوسائل الإعلانية الإلكترونية والتي تعد أقل مصداقية من الوسائل الإعلانية التقليدية بالنسبة لإدراك المستهلكين في سورية، وأخيراً الاستهداف العشوائي للمستهلكين عبر البريد الإلكتروني والذي قد يعرض المعلن لمشكلات قانونية؛ كل ما سبق يعد مشكلات يعاني منها أسلوب الإعلان عبر البريد الالكتروني في السوق السورية حالياً. ‏

 

الإعلان عبر الجوال ‏

 

يظهر اليوم في السوق السورية الكثير من الشركات الإعلانية التي تعتمد بشكل رئيس على الإعلان عبر البريد الالكتروني، وتتنافس فيما بينها بعدد الايميلات أي البيانات التي تملكها وإمكانية تصنيفها، ولكن أهم مقومات نجاح تلك الشركات- حسبما ذكر علي محمود هو في عملية الحصول على القوائم البريدية للمستهلكين، والتي ينبغي أن تتم استناداً لرغبة صاحب البريد الإلكتروني باستلام الرسائل الإعلانية الإلكترونية عبر صندوق بريده؛ إذ إن إرسال الإعلانات لأشخاصٍ قد وافقوا مسبقاً على استلام إعلانات عبر البريد الإلكتروني يساهم في زيادة احتمال تعرض المستهلك للإعلان وحتى قراءته، إضافةً لفاعلية أعلى في الاستهداف، وضمان أكبر حيال أي مشكلات قانونية يتعرض لها المعلِن قد تبرز نتيجة استلام بريد إلكتروني غير مرغوب به. ‏

 

وهناك من بدأ الاستناد إلى أسلوب الإعلان الالكتروني عبر الجوال، ولهذا الأسلوب تقريباً الإيجابيات والسلبيات ذاتها برأي أسامة هَزي فقال: إن إحدى أهم ميزات هذا الأسلوب هو الابتعاد عن العشوائية إذ يمكن توجيه الرسائل الإعلانية لفئات معينة من الأشخاص تكون محددة بالأصل من قبل المُرسل كفئات الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والصناعيين وغيرهم من فئات المجتمع، وميزة أخرى تتمثل في انخفاض التكلفة مقارنةً مع غيرها من الأساليب الإعلانية خاصة التقليدية منها، فضلاً عن استخدام ذلك الأسلوب في المجال التعليمي ولأغراض تشبه تلك المتبعة في أسلوب التسويق الالكتروني بوساطة الانترنت، كالإعلان عن نشر النتائج الامتحانية لطلاب المرحلتين الجامعية والثانوية لا بل حتى معرفة تلك النتائج مقابل اشتراك زهيد. وكما لهذا الأسلوب من إيجابيات فإنه لا يخلو من سلبيات منها: محدودية وصول الرسائل الإعلانية الالكترونية من حيث المكان، فقد تتكلف الجهة الراغبة بإرسال رسائلها الإعلانية الالكترونية تكاليف عالية في حال رغبتها بإرسال تلك الرسائل لدول أخرى عن طريق الجوال في حين لا نصادف تلك المشكلة في أسلوب التسويق الالكتروني عن طريق الانترنت ومن مساوئ ذلك الأسلوب أيضاً استقبال رسائل لا يكون صاحب الجوال مشتركاً بها أصلاً الأمر الذي يدفعه لحذفها حتى قبل قراءتها في حالة تكرار إرسالها. ‏

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.