تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فتيل ...العراق

 

أن تطلق الاندبندنت تسمية "الفتيل"، على الخط الفاصل مابين العرب والأكراد في العراق، والممتد 300 ميلا، فلذلك الكثير من الدلالات، فالصحيفة واحدة من المؤسسات الصحفية التي تأخذ رائحة الحدث بالاعتبار، وتسبق الزلزال قبل وقوعه متكئة على حقول معلوماتها الواسعة، بل و : شديدة الدقة.
الاندبندنت على رأس "المحصول"، وربما بين الحاصدين، وقراءتها لابد وأن تؤخذ بالاعتبار، خصوصا وأنها رافقت احباطات جنود مملكتها العظمى في احباطاتهم وخيباتهم مع ذاكرة العراق، وهي كذلك ليس بوصفها خزان معلومات فحسب، بل بوصفها سباقة الى :"الاقتراحات".
لن نعود اليها كثيرا، فما حملته من قراءات يقود الى قراءات مستقلة عن الصحيفة، والقراءات تقول بأنه حال اتمام انسحاب القوات الأمريكية من العراق، فالفتيل الكردي – العربي سيشتعل، وعلى امتداد الاميال الثلاثمائة، ليس لأنها مجرد اميال، ولكنها بصفتها أميال النفط المستخرج والمأمول، وبوصفها المنطقة الاكثر ايثارا للمستقبل والأكثر تأثيرا به، وبالتاكيد بفعل النفط بما له، وبفعل النفط بما انتج، وبفعل النفط بصفته مسقط الدول ورافعها، وبصفته :" مقعد التاريخ مابعد اطلاق الالة البخارية الى اللحظة".
 
اكراد العراق، طالما وقعوا بالتجربة، وطالما خسروها منذ دولة مهاباد، وعلى الذين يعملون ذاكرتهم، العودة الى اللحظة التي سويت المعضلة الدولية على حسابهم ابان جوزيف ستالين على مائدة تشرشل، ويومها ذهب قاضي محمد الى المقصلة، فيما لحقه البارزاني الجد الى المتاهة، فخسروا الدولة ولم يكسبوا المحيط، وقد يعيد التاريخ نفسه، مرة بمأساة والثانية بالسخرية على حد قول كارل ماركس الشهير، ولابد أن يكون للمسخرة في هذا الوقت المساحة الغالبة على دولة كردستان.
 
جلال الطالبني ، يعرف بالتبسيط والتعقيد، لعبة النفط وان لم يكن ضالعا بها، فالرجل وحسب مايقوله للمقربين اليه، لايملك من حال الدنيا سوى منزل متواضع بالشام، وهو اليوم رئيس العراق، كل العراق، شمالها وجنوبها، عربها وأكرادها، سنتها وشيعتها، وهو فوق ذلك رجل لم تطأ أقدامه (أرض اسرائيل)، وبالاضافة الى كل الصفات السابقة، يعرف جلال طالباني، أن لعبة النفط، لن تستقل عن ألعاب الامم، وأن للنفط محازبيه العابرين للدولة الوطنية وللقارات، وهؤلاء :" ليسوا عربا وليسوا أكرادا وليسوا تايوانيين، وحتى ليسوا أمريكان وليسوا اسرائيليين"، هؤلاء نفطيين، لا اله لهم سواه، وهؤلاء لابد وأنهم منتشرون تحت أنف كل القيادات العراقية الراهنة بعربها وأكرادها، وأنهم مربوطون مباشرة أو مداورة بشركات النفط، المربوطة بدورها بعائلات الحرب، والحرب والنفط توأمان، فلكل نفط حربه، ولكل نفط جنرالاته، ولكل نفط:" فتيل اشتعال".
مصطفى البارزاني، وباختصاراته يسمى (كاك)، هو الابن الشرعي للعبة النفط، فمملكة العائلة قامت عليه، واستمرار قوة (بشمركاه) استمدت منه، والحرب العربية – الكردية تعني بالمحصلة حربا على السيطرة على مواقع النفط، أما الكرد بصفتهم قومية وشعبا وثقافة وأغنية، وتراثا ممتدا حتى عمق الاريين، فهو في آخر الحسابات، وفي أول الحسابات ذاك الطريق الموصل الى النفط وعلى حساب :
" الناس، والارض، والدولة والاوطان".
حرب كردية عربية تلوح في فضاءات العراق حال انسحاب الامريكي؟
أليس سؤالا يطرح أعمق وأوسع المفارقات؟
لم لا؟
جنود المارينز كانوا حراسه.
البيشمركا سيأخذون الراية الآن.  
                                                                                                                              بقلم : نبيل الملحم  
 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.