تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل يبحث نتنياهو عن مخرج في حرب؟

تشير التصريحات الأخيرة التي أطلقها أركان حكومة نتنياهو فيما يخص لبنان تحديداً، إلى أن إسرائيل تبحث عن مخرج يعفيها من الضغوط الدولية المتصاعدة لفعل ما يلزم لتسهيل استئناف عملية السلام.

فحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تجد نفسها غير قادرة على أن تخرج من جلدها من خلال القبول بالنداءات الدولية لوقف الاستيطان وتهويد القدس وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها، كخطوة أولى نحو حل يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
على امتداد الأشهر القليلة الماضية، ومن خلال مراقبة ردود الفعل الإسرائيلية على السياسات التي تبنتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فيما يخص الشرق الأوسط تحديداً، تحدث المراقبون عن سيناريوهات ثلاثة رئيسة يمكن أن تحدد خيارات الحكومة الإسرائيلية الممتعضة من تركيز واشنطن على الصراع العربي - الإسرائيلي. الأول، توقع أن يذعن نتنياهو للضغط الأميركي ويبدأ باتخاذ خطوات فعلية تجاري حماسة أوباما لاستئناف عملية السلام. لكن تبني هذا الخيار يبدو صعباً على حكومة تضم بين أركانها زمرة من غلاة المتطرفين الذين يدينون بمناصبهم أصلاً إلى الأجندة المتشددة التي تبنوها، وعليه لم يكن مفاجئاً أن تفشل الجهود الأميركية في دفع إسرائيل إلى تنفيذ الالتزامات الواجبة عليها، ما أدى إلى سقوط هذا الخيار. السيناريو الثاني توقع أن تعمد حكومة نتنياهو إلى الالتفاف على جهود إحياء العملية السلمية في محاولة لكسب الوقت حتى يضعف زخم الضغط الأميركي ويتلاشى وتعود الأمور إلى سيرتها الأولى. لكن الأميركيين واعون على ما يبدو لمثل هذا السلوك، ومن ثم فإن تمريره لكن يكون سهلاً خاصة إذا تشبث العرب برفضهم اتخاذ أي إجراءات تطبيعية مع إسرائيل قبل حلول سلام شامل في المنطقة، ما يعني أن هذا الخيار قد سقط أيضاً. بقي السيناريو الثالث، وهو أن تسعى حكومة نتنياهو إلى إعادة خلط الأوراق في المنطقة ودفع الأميركيين إلى العودة لمساندتها بدل الصدام معها من خلال إشعال حرب تظن إسرائيل أن بالإمكان جعلها محصورة جغرافيا.
هذا السيناريو الأخير بدأت أسهمه ترتفع في الأسابيع الماضية من خلال لعبة التصريحات والتسريبات الإعلامية التي تتقنها إسرائيل. فقد بدأ لبنان يشهد مؤخراً تصاعداً في وتيرة التهديدات الإسرائيلية باحتمال انفجار الوضع وتجدد المواجهات العسكرية مع حزب اللـه، كان آخرها ما أدلى به إيهود باراك عندما حمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي تدهور في الوضع الأمني على الحدود. في السياق نفسه جاء التقرير الذي نشرته صحيفة «التايمز» عن سلاح «حزب اللـه» والذي قام في معظمه على مزاعم لمصادر إسرائيلية. الجديد فيما نسبته الصحيفة البريطانية هو احتمال قيام حزب اللـه بإدخال نوع متطور من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «إس إي 18» التي تُطلق من الكتف وتستطيع التصدي للمروحيات والمقاتلات التي تحلق على علو منخفض، فضلاً عن أنها قادرة على إسقاط طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية بشكل يومي تقريباً.
تسليط الأضواء إسرائيلياً على القدرات الدفاعية لحزب اللـه في هذه المرحلة يشير إلى أن حكومة نتنياهو تبحث عملياً عن ذريعة لشن حرب تعتقد أن بإمكانها أن تخرجها من دائرة الضغوط الدولية وتضعها في موقف تفاوضي أفضل سواء مع المجتمع الدولي أو مع الدول العربية.
لكن المخرج الذي يبحث عنه نتنياهو في حرب سريعة ومحدودة قد يتحول إلى مأزق أكبر، وخاصة أن تجربة حرب تموز 2006 مازالت ماثلة في الأذهان. فإسرائيل قد تقرر متى تشعل الحرب لكنها لا تستطيع أن تحدد نهايتها ولا نتيجتها ولا الرقعة الجغرافية التي تطاولها، ولولا إدراك نتنياهو لذلك لما تردد أبداً في فعل ما يفكر به وعلى جناح السرعة.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.