تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تراجع جنبلاط عن انحرافه السياسي يؤكد صوابية المواقف السورية

مصدر الصورة
SNS

 

تراجع جنبلاط عن انحرافه السياسي
يؤكد صوابية المواقف السورية 
بقلم: جاك خزمو
رئيس تحرير مجلة البيادر
القدس الشريف
 
توقعنا، وتوّقع كثيرون معنا، ومنذ لحظة انحرافه غير الطبيعي عن خطه السياسي والانحناء للعاصفة الأميركية العاتية في المنطقة قبل سنوات، أن يعود وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، عن هذا الانحراف عاجلاً أم آجلاً معتمدين ومستندين في توقعنا على عدة أمور وأهمها أن جنبلاط وقتها لم يقرأ المعطيات بصورة جيدة، وأن سورية قلعة متينة لا تستطيع كل العواصف العاتية والأعاصير السياسية النيل من حجر واحد منها، وان سياسة الابتعاد عن سورية المفروضة على بعض اللبنانيين لم تكن لمصلحة لبنان بتاتاً، إذ أن لبنان لا يكون قوياً إلا بدعم سورية له.
وتوقعنا أيضاً أن يستيقظ جنبلاط من التنويم المغناطيسي الذي تعرّض له أو قبل به، ليرى الحقيقة مجدداً فيعود الى سلك الطريق الأساس، طريق والده الشهيد والقائد كمال جنبلاط الذي كان عروبياً، وصديقاً لسورية، وكان من كبار قادة التقدم في عالمنا العربي.
ولم نفاجأ أيضاً بترحيب سورية بهذه العودة إلى الحضن العربي، وبقولها لجنبلاط "أهلاً وسهلاً بك في وطنك سورية" لأننا نعلم علم اليقين أن سورية أكبر من أن تحاسب أي شخص يتراجع عن زلاته وأخطائه، والرئيس الأسد معني أولاً وأخيراً بأن يكون لبنان معافى يسير على خطى سديدة وصحيحة وسليمة، وان يسلك قادته وزعماؤه طريقاً عروبياً لا طريقاً معادياً للعروبة ولبنان. والرئيس الأسد أثبت أكثر من مرة أنه يهتم بمصلحة لبنان كما هو اهتمامه بمصالح سورية، وانه زعيم كبير وعظيم لا يلتفت لصغائر الأمور، رغم أن جنبلاط تمادى في تلاسنه ضد سورية رئيساً وحكومة وشعباً،  وجل هم الرئيس هو الدفاع عن العروبة ومنع مصادرتها أو استبدالها بعروبة مزيفة تخدم المصالح غير العربية على حساب أمتنا العربية..
لقد أكد تراجع جنبلاط عن خطه غير الطبيعي الذي اتبعه وسلكه خلال السنوات الخمس الماضية، أن الموقف السوري كان سديداً وسليماً، وانه لم يتأثر بكل التغيّرات المؤقتة على الساحة الاقليمية، وان سورية وقفت وبكل رباطة جأش وقوة في وجه كل الضغوطات الممارسة ضدها، فالرئيس بشار الأسد قالها وبأعلى صوته: "لن نركع إلا لله وحده" وهذا الصوت الشريف الجريء الشجاع كان صادقاً وجاداً في مواجهة الظروف والمعطيات التي شهدتها المنطقة، وصمدت سورية، وها هي تؤكد للعالم أنها ستبقى دولة قوية عبر تمسكها بمواقفها، وعدم الانحراف عن خطها العروبي، وعدم التنازل عن مبادئها الأساسية في دعم وتأييد المقاومة الوطنية المشروعة ضد الاحتلال، وفي دعم كل الشرفاء في نضالهم ضد الظلم والضلالية في العالم..
لقد قال الرئيس الأسد أن من يحترم نفسه يحترمه العالم، وبالفعل فإن سورية قوية بتماسكها الداخلي واحترامها لذاتها، وقوية لأن سياستها مبنية على الكرامة وعزة النفس، وقوية لأن العالم يحترمها ويدرك أن دورها مهم وفعال في منطقة الشرق الأوسط، وقوية لأن مواقفها ثابتة صلبة، وقوية لأن رئيسها بشار الأسد شجاع وجريء وصادق مع نفسه ومع شعبه ومع العالم كله، وهو يتحدث بلغة واحدة، وجاد في كل ما يقوله، ووفي لكل الشرفاء في العالم العربي..
إن عودة جنبلاط للحضن العروبي مرحب بها، ولكن كل الأمل في أن يكون جنبلاط قد أخذ العبر والدروس من المرحلة السابقة التي وصفها هو بنفسه بالنقطة السوداء في تاريخه، وكل الثقة بأن يدرك القادة اللبنانيون الذين ما زالوا مضللين حتى الآن بأن سورية هي السند الأساسي للبنان، ومن دون هذا السند يبقى ضعيفاً... وان عودتهم أيضاً عن ضلالهم أمر مرحب به لأنه سيكون لصالح لبنان أولاً وأخيراً، ومصلحة لبنان هي مصلحة سورية والعرب جميعاً.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.